سلطان عمان وبوتين يجتمعان في الكرملين.. وقمة عربية روسية منتظرة

أجرى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان، محادثات ثنائية في موسكو تناولت العلاقات الثنائية وطرق تعزيزها والأوضاع الإقليمية الحالية. وقد وقع الجانبان اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة تشمل الاقتصاد والتجارة والنقل والزراعة والثروة السمكية والتعليم والإعلام والدبلوماسية، بينما أعلن بوتين عن قمة روسية عربية ستعقد هذا العام، دون تحديد المكان أو الزمان.
وأكد السلطان هيثم بن طارق وبوتين على التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وقالت وكالة الأنباء العمانية: «عقد القائدان في القاعة الكبرى لقصر الكرملين الحكومي جلسة مباحثات رسمية سادتها روح الصداقة والاهتمام بمواصلة تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين». وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتقدم الذي تحقق في العلاقات الثنائية خلال الفترة السابقة، وأكدوا على أهمية البناء على ما تم إنجازه ودفع علاقات التعاون والشراكة إلى آفاق أوسع.
واستعرض السلطان هيثم وبوتين القضايا الدولية الراهنة، وشددا على أهمية تسوية النزاعات والخلافات من خلال الحوار والوسائل السلمية واحترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتبادلا الآراء حول القضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى حل عادل يعترف بجميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق حل الدولتين الذي يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
كما أعرب الزعيمان عن قلقهما العميق إزاء الوضع المأساوي في قطاع غزة، وأكدا دعمهما للجهود الدولية للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين، وبدء عملية الإعمار وعودة النازحين إلى أراضيهم، مع ضرورة انسحاب قوات الاحتلال من القطاع وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي المقابل، أعلن بوتين عن عقد قمة روسية عربية هذا العام، مشيراً إلى أن «الكثير من أصدقائنا في العالم العربي يؤيدون هذه الفكرة». وقدم بوتين إشادته بعلاقات روسيا مع سلطنة عُمان، داعياً إلى تعزيز التعاون في مجالات متعددة، منها النقل والاستثمار والزراعة.
ويعتبر هذا اللقاء الأول بين الرئيس الروسي وسلطان عُمان نقطة تحول في تاريخ العلاقات الثنائية، وفقاً للكرملين. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن مسؤول في الكرملين قوله إن بوتين ناقش مع السلطان هيثم المفاوضات الأمريكية الإيرانية المتعلقة بالبرنامج النووي عبر وساطة عُمان. وأفادت الوكالة، نقلاً عن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، قوله: «ناقشنا ما تم إحرازه من تقدم في المفاوضات بين الممثلين الإيرانيين والأمريكيين». وأضاف: «سنرى ما ستكون النتائج. نحن على اتصال وثيق مع زملائنا الإيرانيين، وسنقدم المساعدة قدر الإمكان».
وتم توقيع 11 اتفاقية تعاون بين الجانبين في مجالات تشمل الاقتصاد والتجارة والنقل والزراعة والثروة السمكية والتعليم والإعلام والدبلوماسية، بالإضافة إلى اتفاقية لإلغاء التأشيرات بين البلدين.
ووفقًا لوكالة الأنباء العمانية، «غادر السلطان هيثم بن طارق روسيا الاتحادية بعد زيارة دولة استغرقت يومين؛ حيث أشاد بما أوفره اللقاء مع الرئيس الروسي من فرص لتعزيز مجالات التعاون، وتوطيد العلاقات الراسخة وفتح آفاق جديدة من الشراكة والاستثمار بما يخدم مصلحة البلدين الصديقين». (وكالات)