ممثلة الأمم المتحدة: الهيئات الليبية فقدت شرعيتها القانونية

أكدت مبعوثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، أن جميع المؤسسات السياسية في البلاد قد تجاوزت المدد القانونية لولايتها، معتبرة أن هذا الأمر أثر سلباً على شرعيتها.
ودعت تيتيه القادة الليبيين إلى تحمل مسؤولياتهم والسماح للشعب باختيار قيادته من خلال صناديق الاقتراع، مشيرة إلى أن البعثة تقوم حالياً بإعداد خريطة طريق جديدة تهدف إلى إنهاء المرحلة الانتقالية الطويلة، من خلال تنظيم انتخابات وطنية تؤدي إلى تشكيل حكومة تتمتع بتفويض شعبي واسع.
كما أكدت على أن هذا المسار أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات السياسية والأمنية، وعلى رأسها الانقسام بين شرق وغرب البلاد، معبرة عن أن المشهد السياسي الليبي يشهد تفككاً على مستوى المؤسسات.
وأشارت إلى وجود تباين واضح في المواقف بين القوى السياسية في الغرب والشرق. ففي غرب ليبيا، يرى المسؤولون أن التوافق على صياغة الدستور وتوحيد المؤسسات،
خصوصاً الهيئات المشرفة على العملية الانتخابية، يعد أمراً ضرورياً، بينما يعتقد بعض الفاعلين السياسيين في شرق البلاد أن تشكيل حكومة جديدة يجب أن يكون أولوية تمهيداً للذهاب إلى الانتخابات.
وأضافت أن الانتخابات ينبغي أن تُعتبر وسيلة لتأسيس سلطة شرعية مستقرة قادرة على اتخاذ قرارات تمثل الشعب، وليس كغاية سياسية بحد ذاتها. كما أوضحت أن أبرز العوائق حالياً تتمثل في الانقسام داخل المؤسسات السيادية، وبالتحديد مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، مشيرة إلى أن المجلس الأعلى يعاني من أزمة قيادة داخلية تؤثر بشكل مباشر على أدائه وفعاليته.
وكشفت تيتيه عن استمرار التواصل بين بعثة الأمم المتحدة والجيش في شرق البلاد، بالإضافة إلى التواصل مع حكومة الوحدة في غرب ليبيا. وأكدت أن البعثة تعترف بتأثير الجماعات المسلحة في الجانبين السياسي والأمني، منوهة إلى أن بعض هذه الجماعات لا ترى جدوى من إجراء الانتخابات، مما يستدعي الاستماع إلى مخاوفها والعمل على معالجتها لضمان مشاركتها الإيجابية في العملية السياسية. وأكدت تيتيه على أهمية توحيد المؤسسات الأمنية، وعلى أهمية أن يدرك جميع الفاعلين، خصوصاً أولئك المشاركين في جهود التوحيد، أنهم يعملون من أجل دولة موحدة تحت قيادة سلطة منتخبة وشرعية.
وفي الجانب الاقتصادي، أكدت أن ليبيا تمتلك موارد طبيعية ومالية كبيرة يمكن أن تساهم في تحسين مستوى المعيشة لشعبها، إلا أن سوء إدارة المال العام يمثل عائقاً أمام ذلك. وأعربت عن استعداد الأمم المتحدة للتعاون مع مختلف الأطراف في الشرق والغرب، بهدف الوصول إلى اتفاق بشأن ميزانية موحدة تسهم في توحيد المؤسسات وتحسين جودة الخدمات العامة.
واختتمت المبعوثة الأممية تصريحاتها بالتأكيد على أن ليبيا تمتلك المقومات اللازمة لتكون لاعباً سياسياً واقتصادياً مؤثراً في شمال إفريقيا.(وكالات).