متطلبات أمريكية لتخفيف العقوبات على سوريا.. هل تتمكن دمشق من تخطي آلام الماضي؟

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتبر مستعدة لمناقشة إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، شريطة أن تلتزم بعدة مطالب ترغب واشنطن في تحقيقها قبل اتخاذ أي خطوات بشأن العقوبات المفروضة على دمشق، التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد من الزمن، وتسعى للخروج من مآسي الماضي الإنسانية والمادية.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن إدارة ترامب تشترط على الحكومة السورية اتخاذ خطوات تشمل تأمين مخزونها من الأسلحة الكيميائية، موضحين أن الولايات المتحدة ستفكر في تجديد إعفاء محدود من العقوبات بهدف تسريع تدفق المساعدات إلى البلاد.
ولم تقتصر مطالب واشنطن فقط على تدمير الترسانة الكيماوية، بل طالبت الإدارة الأمريكية أيضاً سوريا بمنع الجماعات الفلسطينية المسلحة من العمل داخل أراضيها، بما في ذلك جمع الأموال وطرد أعضائها.
وقد عُرفت الجماعات الفلسطينية منذ عقود في سوريا، التي تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948، وأي خطوات لطردهم قد تؤدي إلى فوضى جديدة في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن مطالب الإدارة الأمريكية تشمل بعض النقاط المشابهة لتلك التي تم طرحها من قبل إدارة بايدن، مثل تعيين ضابط اتصال لتحديد مكان 14 أمريكياً مفقوداً في سوريا.
واستكملت: «في مقابل تنفيذ هذه المطالب، ستدعم الولايات المتحدة وحدة الأراضي السورية وستفكر في استئناف العلاقات الدبلوماسية ورفع المسؤولين السوريين عن قائمة الإرهاب. وبموجب السياسة الجديدة، ستنظر أيضًا الولايات المتحدة في تمديد الإعفاءات الحالية من العقوبات التي أصدرتها إدارة بايدن في يناير، والتي تهدف إلى تسريع تسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا».
وأكدت الصحيفة في تقريرها أن «إدارة ترامب هددت باتخاذ موقف صارم تجاه الحكومة السورية الجديدة إذا لم تنفذ مطالبها الجديدة قبل أن ترفع بعض العقوبات».
ويظل العرض الأمريكي أقل من دعوات بعض المسؤولين الأوروبيين والقوى الإقليمية ومحللي الأمن لرفع العقوبات، خوفًا من أن يزداد العنف في سوريا مرة أخرى.
وتحتاج سوريا بشدة إلى تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصادها المتعثر نتيجة الحرب التي دامت حوالي 14 عامًا، والتي فرضت خلالها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة ضد الأفراد والشركات وقطاعات كاملة من الاقتصاد السوري، في محاولة للضغط على بشار الأسد.