“قاسم”: الفرص متاحة لمن يسارع في الاستفادة منها، وهذا هو التحدي الرئيسي.

صرح محمد قاسم، رئيس جمعية المصدرين المصريين Expolink وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، أن الوضع الراهن يشبه الفوضى وانعدام الاستقرار في العالم، وهو أمر يمكن توقعه من ترامب خلال ولايته الثانية في رئاسة الولايات المتحدة. وأشار إلى أن في الفترة الرئاسية الأولى كان هناك نوع من الرقابة على قرارات ترامب، وهو ما لم يعد متواجدًا في الفترة الثانية، حيث أصبح ترامب أكثر استعدادًا لتنفيذ سياساته بشكل كامل، وقد استعان بمراكز بحثية يمينية متطرفة لتحديد رؤيته التي يسعى لتحقيقها.

وتحدث قاسم عن النظام التجاري العالمي الذي وُضع عند إنشاء منظمة التجارة العالمية، والتي أسست قواعد للتجارة عبر اتفاقيات “الجات” و”جيتس” الخاصة بالتجارة في الخدمات. وأوضح أن هذا النظام خلق عالمًا يتمحور حول القواعد المتفق عليها، حيث سعت الدول إلى التخصص وتقسيم العمل بما يتناسب مع مصالحها الاقتصادية. وكان نصيب الدول النامية، مثل مصر، الاعتماد على العمالة ذات التكلفة المنخفضة وتصدير المواد الأولية، بينما تركزت دول متقدمة على تجارة الخدمات والصناعات التكنولوجية. وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي اتبع مفهومًا مضللًا لفرض الرسوم الجمركية بناءً على العجز في الميزان التجاري فقط، دون اعتبار ميزان المدفوعات ككل، حيث تمتلك الولايات المتحدة فائضًا كبيرًا في ميزان المعاملات غير المنظورة نتيجة للخدمات التي تقدمها في الأسواق العالمية. كما تطرق قاسم إلى التحولات التي يشهدها النظام التجاري الدولي، مؤكدًا أن ما نشهده اليوم هو انهيار للنظام العالمي كما عرفنا خلال السبعين عامًا الماضية، مشيرًا إلى أن ما قام به ترامب في يوم التحرير يمثل “القشة التي قسمت ظهر البعير” في النظام التجاري العالمي.

وقال: “ما يحدث على السطح قد يبدو ضوضاء، لكن القوى الرئيسية التي تعمل تحت السطح هي التي ستظل تؤثر على الاقتصاد العالمي.” وأكد قاسم أن الفرص التي تقدمها هذه التحولات، مثل إعادة هيكلة سلاسل الإنتاج العالمية، يجب أن تستغلها مصر. وأوضح أن هذه الفرص موجودة منذ خمس سنوات، لكنها لم تُستغل بالشكل المناسب بسبب التحديات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد المصري. وأضاف: “نحتاج إلى الاستعداد لاستغلال هذه الفرص، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو الاستثمار والتصدير من مصر، لكن ذلك يتطلب إصلاحات هيكلية في مجالات مثل الضرائب والتعليم والصحة.” واختتم بالقول: “الفرص موجودة، لكن السؤال الأهم هو: من سيكون جاهزًا للاستفادة منها؟ هذا هو التحدي الكبير الذي نواجهه.”