الأقسام: ترفيه

سباق الجينات: كيف أحدث جيمس واتسون ثورة في العالم من خلال مختبر صغير؟

في بداية خمسينيات القرن العشرين، لم يكن أحد يتصور أن مجموعة من العلماء الشباب في مختبر صغير بجامعة كامبريدج ستفتح أفقًا جديدًا لفهم الحياة، وكان من بينهم جيمس واتسون، العالم الأمريكي الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، والذي سيصبح لاحقًا من الأسماء التي تدرس في كافة كتب البيولوجيا على مستوى العالم.

لكن هذه القصة لم تبدأ بالمجد، بل انطلقت من فضول عميق.

لقاء مصيري… وتحول علمي

في عام 1951، التقى جيمس واتسون بعالم الفيزياء البريطاني فرانسيس كريك.

تشارك الاثنان شغفًا مشتركًا لفهم سر الحياة، بخاصة فهم بنية الجزيء الغامض الذي يحمل الشفرة الوراثية: الحمض النووي – DNA.

في ذلك الوقت، كانت فكرة أن الحمض النووي يحمل التعليمات الجينية مجرد نظرية، وكانت تفاصيل شكله لا تزال غير معروفة تمامًا، هل هو خط مستقيم؟ أم دوائر؟ كانت الإجابة مختبئة في جزيئات أصغر من أن تُرى، لكنها كانت تنتظر من يساعد في فك شيفرتها.

من الورق والمجسمات… إلى التاريخ

لم يعتمد واتسون وكريك فقط على التجارب المعملية، بل استعانا أيضًا بنماذج ورقية ومعدنية، حيث كانا يعيدان ترتيب الذرات كما لو كانت لعبة تركيب، بحثًا عن الشكل الصحيح. ويمكن اعتبراهما كمهندسين للوراثة، يحاولان بناء شيء لم يره أحد من قبل.

في عام 1953، قدما النموذج الشهير: اللولب المزدوج (Double Helix)، وهو تركيب مذهل لجزيء DNA يتكون من سلم يلتف، يحمل المعلومات الوراثية عبر روابط كيميائية دقيقة.

تم نشر هذا الاكتشاف في مجلة Nature، في مقال مختصر لا يتجاوز صفحة واحدة… ولكنه غيّر وجه العلم إلى الأبد.

التأثير الذي لا يمكن قياسه

بفضل اكتشافات واتسون، انتقلت البيولوجيا من علم وصفي إلى علم تحليلي دقيق.

• تمكنا من فهم الأمراض الوراثية.

• نشأ علم الهندسة الوراثية.

• بدأ مشروع الجينوم البشري، الذي يسعى لفهم جميع الجينات في أجسادنا.

واليوم، نعرف أن الحمض النووي ليس مجرد جزيء، بل هو مفتاح لفهم هويتنا، تاريخنا، وأحيانًا مستقبلنا.

هل كان وحده؟

على الرغم من عظمة هذا الإنجاز، يطرح الكثيرون سؤالًا مهمًا: هل يستحق واتسون كل الفضل؟

كانت العالمة روزاليند فرانكلين تعمل في نفس المجال، حيث التقطت صورًا بالأشعة السينية ساعدت في بناء نموذج واتسون، لكنها لم تُكرم حينها ولم تحصل على جائزة نوبل، لأنها توفيت قبل منح الجائزة في عام 1962.

تم منح الجائزة لكل من واتسون وكريك وموريس ويلكنز، لكن الجدل حول فرانكلين لا يزال قائمًا.

النهاية المفتوحة

رغم جميع إنجازاته العلمية، أثار جيمس واتسون الجدل لاحقًا بتصريحات عنصرية وغير مسؤولة، مما أدى إلى سحب ألقابه الفخرية وتجريده من المناصب العلمية.

العلامات: التعليمات الجينية اللولب المزدوج المعلومات الوراثية جامعة كامبريدج جيمس واتسون روابط كيميائية

المشاركات الاخيرة

  • دوليّة

موجة حر قياسية تضرب أمريكا مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 43 درجة وتحذيرات صارمة من الأرصاد الجوية

يعتاد سكان جنوب شرق الولايات المتحدة على الأجواء الحارة في فصل الصيف، لكن موجة الحر القاسية التي تضرب المنطقة هذا…

17 دقيقة منذ
  • ترفيه

محمد العمروسي يعلن عن عودة مسلسل وتر حساس بجزئه الثاني مع عودة ياسين من جديد

أعلن الفنان محمد العمروسي عن بدء تصوير الجزء الثاني من مسلسل "وتر حساس"، حيث قام بمشاركة مجموعة من الصور من…

19 دقيقة منذ
  • مصر

كل ما تحتاج معرفته عن مصروفات جامعة القاهرة الأهلية 2025 لكافة الكليات

مع تزايد الاهتمام بملف التعليم العالي، بدأ العديد من الطلاب في البحث عن خيارات جديدة ومتميزة خلال هذه الفترة. آلية…

20 دقيقة منذ
  • تعليم

معاشات أغسطس 2025 للمعلمين تبدأ الجمعة بزيادة رسمية 15%

في سياق جهود الدولة لتحسين الظروف المعيشية لأصحاب المعاشات، أعلنت الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي عن زيادة مستحقة لكافة المستفيدين اعتبارًا…

26 دقيقة منذ
  • رياضة

الزمالك يتلقى عرضًا من لوزان لضم محمد السيد.. والأهلي يعرقل الصفقة

أفاد مصدر من داخل نادي الزمالك بأن النادي تلقى عرضًا رسميًا من نادي لوزان السويسري لضم محمد السيد خلال فترة…

27 دقيقة منذ
  • اقتصاد

أسعار الذهب اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025.. الجنيه الذهب يسجل 36,560 جنيه

تتأثر الأسواق المحلية بتغيرات مستمرة، حيث يراقب المستثمرون حجم الإنتاج في المناجم الكبرى واتجاهات الاستهلاك الصناعي، ويستمر الذهب في…

30 دقيقة منذ