أثر غياب الأب عن الأسرة على الانفصال العاطفي وعلاقته بالصحة النفسية

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن غياب الأب لفترات طويلة عن أسرته دون تواصل فعال يُعتبر من الأسباب الرئيسية للانفصال العاطفي داخل الأسرة، ويترك آثارًا نفسية عميقة على الزوجة والأبناء على حد سواء.

جاء ذلك خلال حلقة برنامج «راحة نفسية»، الذي يُبث على قناة الناس، حيث رد على سؤال «أماني» من محافظة المنيا، التي أوضحت أن زوجها يعمل بالخارج ولا يزورهم إلا لمدة أسبوع واحد في السنة، كما أنه لا يتواصل معهم هاتفيًا بانتظام بسبب فرق التوقيت، مما جعل الأبناء يشعرون بانعدام وجود الأب في حياتهم.

وأشار المهدي إلى أن هذه الحالات أصبحت شائعة في المجتمع، مما يخلق أزمات نفسية صامتة داخل البيوت، مؤكدًا أن الزوجة تُظلَم، والأبناء يُحرَمون من الحنان الأبوي، بينما الزوج نفسه يفقد علاقته بأولاده دون أن يدرك ذلك.

ولفت إلى أن الواقع الاقتصادي قد يفرض على البعض خيار السفر، لكن هذا لا يعني أن نغيب نفسيًا كما غبنا جسديًا، داعيًا الآباء المغتربين إلى الاستفادة من الوسائل الحديثة مثل تطبيقات الاتصال بالصوت والصورة للتواصل المنتظم مع الأبناء، قائلًا: «لا يوجد فرق توقيت في العالم يمنع ساعة مشتركة بين الليل والنهار»

وأضاف: «حتى لو كانت الإجازة قصيرة، فإن ساعة أو اثنتين من التواصل الحقيقي كل يومين كفيلة بإبقاء العلاقة حية، ومساعدة الأطفال على النمو في بيئة نفسية آمنة ومستقرة»

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *