اختيار الكلية من أصعب القرارات في حياة الطالب.. نصائح أستاذ علم النفس التربوي لمساعدتك في اتخاذ القرار الصحيح

أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي وخبير الإرشاد الأكاديمي، أن التردد في اختيار الكلية يعد أمرًا طبيعيًا يواجهه كل طالب، فهو يعكس صراعًا نفسيًا إيجابيًا، حيث ينجم هذا الصراع عن المفاضلة بين خيارات متعددة، لكل منها مميزاته وتحدياته.

وفي حوار له مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج «البيت»، الذي يُعرض على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أوضح أن اختيار الكلية يُعتبر من أصعب القرارات التي يواجهها الطالب وعائلته، نظرًا للتأثيرات الكبيرة التي تترتب عليه في المستقبل المهني والاجتماعي.

كما أشار «شوقي» إلى أن طلاب المرحلة الثانية من التنسيق يواجهون قرارات أقل تعقيدًا مقارنة بطلاب المرحلة الأولى، وذلك بسبب انخفاض عدد الكليات المتاحة وتحديد الخيارات بشكل أكثر دقة، ولكنه شدد على أهمية أن يكون لدى الطلاب وأولياء الأمور وعي كافٍ حول طبيعة الكليات ومجالاتها، محذرًا من اتخاذ القرار بناءً فقط على اسم الكلية أو مكانتها الاجتماعية دون الأخذ في الاعتبار الميول والقدرات.

وأكد الدكتور تامر شوقي أن هناك أربعة معايير رئيسية يجب أن يأخذها الطالب بعين الاعتبار عند اختيار الكلية المناسبة، وهي: المجموع، الميول، القدرات، وسوق العمل، مشيرًا إلى أن هذه المعايير ليست مستقلة بل تتداخل وتؤثر في بعضها البعض، وينبغي على كل طالب أن يوازن بينها بحسب حالته الشخصية

وأضاف: «الميول مهمة، لكنها وحدها لا تكفي إذا لم تُقابل بقدرات حقيقية تؤهل الطالب للنجاح في المجال، كما أن سوق العمل ينبغي أن يكون عاملًا مساعدًا وليس العنصر الوحيد في اتخاذ القرار»

وفي حديثه عن طلاب الشعبة الأدبية، لفت «شوقي» إلى أن التنوع المحدود في الكليات المتاحة، وتوزيعها الجغرافي، وقلة عددها في بعض التخصصات، جميعها عوامل تزيد من صعوبة المفاضلة، مشيرًا إلى أن ارتفاع المجاميع في هذا القطاع يعود إلى طبيعة مواد الامتحان، ووزن اللغة العربية واللغة الأجنبية في المجموع الكلي.

وشدد على أن دور الطالب والأسرة يتمثل في بذل الجهد واتخاذ القرار بناءً على معطيات واقعية وعقلانية، ولكن التوفيق في النهاية من الله، مؤكدًا أن النجاح ليس محصورًا في كليات بعينها، بل هو نتاج وعي الذات، والاجتهاد، والاختيار المناسب للإمكانات الشخصية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *