
في عصر التكنولوجيا المتسارع، تبرز قصة نجاح “ديل تكنولوجيز” كواحدة من أبرز القصص الملهمة، حيث انطلقت هذه الشركة من غرفة سكن جامعي لتصبح واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، وإمبراطورية رائدة في مجالات الحوسبة، والبنية التحتية السحابية، وحلول البيانات.
استطاع مؤسس الشركة، مايكل ديل، أن يعيد تشكيل صناعة الحواسيب ويقود شركته من مرحلة التأسيس إلى القمة.
مقال له علاقة: أسعار الفائدة الأمريكية تؤثر سلبًا على سعر الذهب وتنخفض عالميًا بأكثر من 1%
تبدأ القصة في عام 1984، حينما أطلق مايكل، الذي كان يبلغ من العمر 19 عامًا، شركة حواسيب من غرفة سكنه الجامعي في جامعة تكساس، حيث بدأ بميزانية بسيطة لا تتجاوز 1000 دولار وفكرة مبتكرة تتمثل في بيع الحواسيب مباشرة للمستهلكين، لتتحول بعد بضع سنوات إلى واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
رؤية ديل
استندت رؤية ديل إلى قاعدة بسيطة لكنها ثورية، وهي تجاوز الوسطاء وبيع الحواسيب مباشرة للعملاء مع تخصيصها وفق احتياجاتهم، مما ساعد في تحسين المنتجات والدعم الفني من خلال الاستفادة من الملاحظات، وسرعان ما أثبت هذا النموذج فعاليته، حيث بعد عام واحد فقط، كانت الشركة، التي كانت تُعرف حينها باسم PC’s Limited، تصنع أولى أجهزتها: Turbo PC.
وفي عام 1987، تم تغيير اسم الشركة إلى Dell Computer Corporation، ودخلت البورصة في عام 1988، حيث جمعت 30 مليون دولار، وبلغت قيمتها السوقية 85 مليون دولار، وفي منتصف التسعينيات، أصبحت “ديل” اسمًا بارزًا في صناعة الحواسيب الشخصية.
أعطاها نموذج البيع المباشر وسلسلة التوريد الفعالة ميزة تنافسية واضحة، ومع إطلاق المبيعات عبر الإنترنت في عام 1996، أصبحت “ديل” رائدة في التجارة الإلكترونية.
وفي عام 2001، تفوقت “ديل” على شركة “كومباك” لتصبح أكبر شركة لصناعة الحواسيب الشخصية في العالم.
لكن مع بداية الألفية، تراجع سوق الحواسيب بسبب انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، مما أدى إلى ضغوط متزايدة على “ديل”، وعام 2007، عاد مايكل ديل إلى منصب الرئيس التنفيذي وبدأ في تحويل توجه الشركة نحو حلول وخدمات تكنولوجيا المعلومات.
استحوذت “ديل” على شركات في مجالات التخزين مثل Compellent وEqualLogic، والخدمات مثل Perot Systems، والأمن السيبراني مثل SecureWorks.
خطوات جريئة
في خطوة جريئة عام 2013، قرر مايكل ديل إعادة الشركة إلى الملكية الخاصة بصفقة بلغت 24.4 مليار دولار، مما منحها المساحة اللازمة لإعادة الهيكلة بعيدًا عن ضغوط الأسواق المالية، وأعقب ذلك استحواذ تاريخي عام 2016 على شركة EMC مقابل 67 مليار دولار، في أكبر صفقة في تاريخ التكنولوجيا، جلبت الصفقة إلى “ديل” أصولًا استراتيجية، أبرزها شركة VMware، لتتكون شركة جديدة باسم Dell Technologies.
عادت “ديل” إلى التداول العام عام 2018، وفي عام 2021، قامت بفصل VMware كشركة مستقلة لتبسيط هيكلها المالي.
وفي مقابلة مع قناة “سي بي إس” عام 2021، تحدث ديل عن كتابه، الذي استلهمه من عبارة كانت والدته تقولها له ولإخوته عندما كانوا صغارًا: “كن لطيفًا، لكن فز”، حيث قال “هذا ما عشت به طوال حياتي، أعتقد أن المنافسة أمر جيد، إنها صحية وطبيعية، ولكن في الوقت نفسه، التحلي باللباقة والعدل هو أسلوب رائع للعيش، بناء السمعة يستغرق وقتًا طويلاً، وقد وجدت أن العلاقات مهمة جدًا، والقيام بالأشياء بالطريقة الصحيحة هو ما نحرص عليه في شركتنا، وقد كان هذا النهج طريقًا ناجحًا للغاية بالنسبة لي ولشركتنا.”
اليوم، تواصل “ديل تكنولوجيز” ريادتها في مجالات البنية التحتية السحابية الهجينة، والحوسبة الطرفية، وحلول البيانات، مع احتفاظها بمكانة قوية في سوق الحواسيب الشخصية والألعاب، خاصة من خلال علامتها “Alienware”.
ولا يزال مايكل ديل في قلب المشهد، حيث يعتبر المؤسس والرئيس التنفيذي، وأحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في تشكيل مستقبل التكنولوجيا الحديثة.
اقرأ كمان: ارتفاع صادرات مصر إلى العراق بنسبة 18.3% في 2024 وفقاً للإحصاءات الجديدة
aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA==.
جزيرة ام اند امز.
NL.
التعليقات