
أكد العلماء أن هذه التجربة تدعو إلى إعادة التفكير في كيمياء الهيليوم خلال مراحل نشأة الكون، وتبرز أهمية بعض الجزيئات التي لم تلقَ الاهتمام الكافي في السابق.
فبعد مرور نحو 13.8 مليار سنة على الانفجار العظيم، نشأ الكون في بيئة تتسم بشدة الحرارة، وبعد ثوانٍ قليلة، بدأت درجات الحرارة تنخفض، مما سمح بتشكيل أول عنصرين كيميائيين: الهيدروجين والهيليوم
من نفس التصنيف: نتنياهو يؤكد السيطرة الكاملة لإسرائيل على غزة مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية
ومع مرور مئات الآلاف من السنين، أصبحت الظروف مناسبة لاندماج ذرات هذه العناصر مع الإلكترونات، لتشكيل أولى الجزيئات، وعلى رأسها أيون هيدريد الهيليوم (HeH⁺)، الذي يُعتقد أنه أول جزيء ظهر في الكون.
ويعتبر هذا الجزيء أساسياً في تكوين الهيدروجين الجزيئي، الذي يُعد أكثر الجزيئات وفرة في الكون حالياً، كما يلعب دوراً محورياً في تبريد الغاز الكوني، مما مهد الطريق لتشكل النجوم الأولى.
لتبدأ النجوم في التكوّن، تحتاج الغازات إلى التبريد وبدء عمليات الاندماج النووي، لكن هذه العملية تكون غير فعّالة في درجات حرارة تقل عن 10,000 درجة مئوية، وهنا يبرز دور HeH⁺، الذي أظهر قدرة استثنائية على تعزيز التفاعلات حتى في الظروف الباردة.
وأشار العلماء إلى أن كمية هذه الأيونات في الكون المبكر ربما أثرت بشكل كبير في سرعة وكفاءة تشكل النجوم، مما يجعلها أكثر أهمية مما كان يُعتقد سابقاً.
ممكن يعجبك: الجزائر تسعى لتعزيز صناعة الحديد والصلب في العالم العربي
في الدراسة الجديدة، قام فريق البحث بمحاكاة هذه الظروف من خلال تخزين أيونات هيدريد الهيليوم عند درجة حرارة 267 درجة مئوية تحت الصفر، ثم إجبارها على الاصطدام بذرات الهيدروجين الثقيل، وقد درسوا التفاعلات الناتجة ومدى تأثرها بدرجات الحرارة المنخفضة.
وكانت المفاجأة أن معدلات التفاعل لم تتباطأ كما توقعت النماذج النظرية السابقة، بل بقيت فعالة، حيث قال الدكتور هولجر كريكل من معهد ماكس بلانك للفيزياء النووية: “توقعت النظريات القديمة انخفاضًا كبيرًا في احتمالية التفاعل عند البرودة الشديدة، لكننا لم نرَ ذلك، لا في الحسابات ولا في التجربة”
تشير هذه النتائج إلى أن التفاعلات الكيميائية في الكون المبكر كانت أكثر نشاطاً مما كان يُفترض، مما يدفع إلى إعادة التفكير في كيفية نشوء النجوم الأولى وتطور البنية الكونية.
واختتم كريكل قائلاً إن تفاعلات HeH⁺ قد تكون لعبت دوراً أكبر بكثير في كيمياء بدايات الكون مما كان متوقعاً، مما يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول أصل المادة وأولى لحظات التكوين.
التعليقات