احتفالًا بمرور 111 عامًا على تركيب أول إشارة مرور في العالم

في مثل هذا اليوم، قبل 111 عامًا، وتحديدًا في 5 أغسطس/آب 1914، تم تركيب أول إشارة مرور في التاريخ بولاية «أوهايو» الأمريكية، مما يمثل بداية جديدة في تنظيم حركة المرور.

حتى قبل ظهور السيارات وانتشارها، كان من الضروري تنظيم حركة المركبات لتفادي الفوضى وتقليل الحوادث، وعلى مدار أكثر من 100 عام، شهدت إشارات المرور تحولات كبيرة، حيث انتقلت من أدوات يدوية بسيطة إلى أنظمة ذكية مدعومة بالتقنيات الحديثة.

وفقًا لتقرير نشرته مجلة “واشنطن ستيت مجازين”، بدأت القصة في 10 ديسمبر/كانون الأول 1868، عندما تم تثبيت أول إشارة مرور تعمل بالغاز أمام مبنى البرلمان البريطاني في لندن، وقد صممها المهندس جي. بي. نايت، وكان شرطي المرور يشغلها يدويًا باستخدام أذرع وعلامات مضيئة باللونين الأحمر والأخضر، ورغم أن الفكرة كانت مبتكرة في ذلك الوقت، إلا أن الإشارات الغازية أثبتت خطورتها، إذ تسببت في انفجارات أودت بإصابات لعدد من رجال الشرطة.

ومع تزايد عدد السيارات، ظهرت الحاجة لحلول أكثر فاعلية، ففي عام 1912، ابتكر الشرطي الأمريكي ليستر واير أول إشارة كهربائية، وتم تثبيتها رسميًا في أحد تقاطعات مدينة كليفلاند عام 1914، وفي عام 1917، شهدت مدينة سولت ليك أول شبكة إشارات مترابطة تُدار من نقطة تحكم واحدة.

نقلة نوعية

أما النقلة النوعية فقد حدثت عام 1920 عندما طوّر الشرطي ويليام بوتس في ديترويت إشارة مرور بأربعة اتجاهات وثلاثة ألوان، حيث أضاف اللون الأصفر كتحذير للسائقين قبل تغير الإشارة، وكانت هذه الإضافة أساسًا لتصميم الإشارات المتبع عالميًا اليوم.

وفي لوس أنجلوس، نُصبت إشارات جديدة على شارع برودواي باستخدام أذرع ميكانيكية وأضواء صغيرة وأجراس تنبه السائقين لتغير الحالة، بينما في سيراكيوز، نيويورك، تم تعديل ترتيب ألوان الإشارات في حي ذي أغلبية أيرلندية، بعدما اعتبر السكان وضع اللون الأحمر في الأعلى رمزية سياسية غير مقبولة.

وفي عام 1923، حصل المخترع غاريت مورغان، وهو رجل أعمال أمريكي من أصل أفريقي، على براءة اختراع لنظام إشارات مرورية كهربائي بعد أن شهد حادثًا مروريًا مروعًا، ودفعت شركة جنرال إلكتريك 40 ألف دولار مقابل حقوق اختراعه.

أما في عام 1928، فقد ابتكر تشارلز أدلر الابن إشارة تعمل بالصوت، تتفاعل مع أبواق السيارات، كما أضاف في عام 1929 أول زر للمشاة، يتيح لهم التحكم في عبور الطريق.

ومع تقدم التكنولوجيا، تستعد إشارات المرور اليوم لدخول عصر جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكامل مع السيارات الذكية، لضمان انسيابية الطرق وسلامة مستخدميها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *