
أصدرت دار سما للنشر والتوزيع رواية “إيراث.. رحم الطين” للكاتب المصري أدهم العبودي، الذي يسعى من خلالها لتقديم أسطورة موازية للخلق، تنطلق أحداث الرواية من حدث خيالي يتمثل في وجود حفرة تحت الأرض، تمثل رحمًا ينجب الذكور، ولكنهم يخرجون غير مكتملين، يعانون من اعوجاج واضح في سيرهم وقاتلهم وحركاتهم، فاقدين للغة والتواصل إلا بالإشارات، حتى تظهر “أولًا”، أول امرأة تُخلق من تلك الحفرة، وهي مكتملة تمامًا.
شوف كمان: أشرف زكي يكشف كيف ساعده لطفي لبيب في إنجاز مشروع التخرج
تحمل “أولًا” شعلة المعرفة إلى عالم لا توجد فيه أنثى، فهي أول من نطقت وعلّمت الجميع فن النطق، وبعدها جاءت الإناث، وانتشر الأبناء في الأرض، النص هنا “ميتافيزيقي”، تشبه شخصياته أطياف الخلق الأولى، وبين حفرة الطين و”أولًا” ورجل لا يعرف لماذا وُجد، يعيد العبودي ترتيب العلاقة بين اللغة والأسطورة والوجود.
في “إيراث” الزمن ليس خطًا مستقيمًا، بل هو دائرة، أو ربما اهتزاز في رحم الطين، الراوي هنا ليس مجرد “راوي”، بل هو الوعي الأول، ليس داخل القصة ولا خارجها، بل هو قبل كل شيء، يتحدث من حيث لا زمن، يرى الأحداث كأثر، كما نرى النقوش على جدران الكهوف.
شوف كمان: كندة علوش تتحدث عن سعادتها في أسوان مع أولادها وتسترجع ذكريات زفافها هناك في فيديو مؤثر
من الجدير بالذكر أن أدهم العبودي هو محامي وروائي مصري، تخرج في كلية الحقوق بجامعة أسيوط عام 2003، وهو عضو في اتحاد كتاب مصر ومقرر لجنة القصة بالاتحاد، صدرت له مجموعة قصصية بعنوان “جلباب النبي” عام 2011، بالإضافة إلى عدة روايات منها “باب العبد” و”متاهة الأولياء” و”الطّيبيّون” و”خطايا الآلهة” و”الخاتن” و”حارس العشق الإلهي” و”بينما نموت” و”قلبي ومفتاحه” و”معشر الجن” و”ما لم تروه ريحانة” و”رواه الترمذي”.
نال العبودي عدة جوائز، منها جائزة إحسان عبد القدوس في القصة القصيرة عام 2011، وجائزة الشارقة للإبداع العربي في الرواية عام 2012، وجائزة لجنة الشباب باتحاد كتاب مصر في القصة القصيرة عام 2016، وجائزة بهاء طاهر في اتحاد كتاب مصر في الرواية، وجائزة دبي الثقافية عام 2015، وقد تم ترجمة رواياته إلى عدة لغات مثل الفرنسية والألمانية والفارسية والهندية والكردية والإنجليزية.
التعليقات