إسرائيل تواصل تجويع غزة وتعتقل العشرات خلال مظاهرة أمام فندق ترامب في تقرير مثير

أفاد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، بأن إسرائيل تتعمد تجويع قطاع غزة وترتكب إبادة جماعية، بينما تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن موقفها السابق الذي كان يطالب المدن والولايات الأمريكية بعدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية لتكون مؤهلة للحصول على التمويل الخاص بالتأهب للكوارث.

ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن فخري قوله إن «إسرائيل تتعمد تجويع غزة وترتكب إبادة جماعية»، مشيرًا إلى أن تجويع غزة يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وأضاف أن «إسرائيل أنشأت في غزة آلة تجويع هي الأكثر كفاءة»، موضحًا أن المعلومات حول الجوع في غزة كانت متاحة للجميع منذ مطلع عام 2024، وأكد أن «إسرائيل استخدمت الغذاء سلاحًا منذ إنشائها»، مشيرًا إلى أن تل أبيب «قادرة على تخفيف وطأة التجويع في غزة استجابة للضغوط»، كما أشار إلى أن «مؤسسة غزة الإنسانية استخدمت المساعدات للسيطرة على السكان وإذلالهم».

من جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن «الصور القادمة من قطاع غزة لأشخاص يتضورون جوعًا مفجعة ولا تُطاق»، وأضاف في بيان له أن «الوصول إلى هذا الحد يمثل إهانة لإنسانيتنا.. وأن أولويتنا الآن هي إنقاذ الأرواح»، وأكد أن «إسرائيل لا تزال تفرض قيودًا صارمة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والمساعدات القليلة التي تسمح بدخولها لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية»، مطالبًا تل أبيب بفتح المجال فورًا ودون عوائق لدخول المساعدات إلى غزة، مؤكدًا أن حرمان المدنيين من الغذاء قد يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

في سياق متصل، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن نحو 28 طفلًا يقتلون يوميًا في قطاع غزة نتيجة القصف والتجويع الإسرائيلي المستمر، وأوضحت في بيان لها أن الأطفال في غزة يواجهون الموت بسبب «القصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات والخدمات الحيوية»، مضيفة أن «في غزة يُقتل يوميًا ما معدله 28 طفلًا»، وشددت على أن «أطفال غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والحماية.. والأهم من ذلك كله، هم بحاجة إلى وقف إطلاق النار، الآن».

في سياق آخر، أظهر بيان تراجع إدارة ترامب عن موقفها بشأن مطالبة المدن والولايات الأمريكية بعدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية لتكون مؤهلة للحصول على التمويل الخاص بالتأهب للكوارث، وفقًا لوكالة «رويترز»، حيث حذفت وزارة الأمن الداخلي بيانها الذي كان ينص على أن الولايات يجب أن تقر بأنها لن تقطع «العلاقات التجارية مع الشركات الإسرائيلية على وجه التحديد» كي تكون مؤهلة للحصول على التمويل، وأشارت «رويترز» إلى أن هذا الشرط ينطبق على 1.9 مليار دولار على الأقل تعتمد عليها الولايات في تغطية تكاليف معدات البحث والإنقاذ ورواتب مديري الطوارئ وأنظمة الطاقة الاحتياطية ونفقات أخرى، وذلك وفقًا لما ورد في 11 إشعارًا بشأن المنح.

يمثل هذا التحول خطوة جديدة لإدارة ترامب، التي كانت تسعى سابقًا لمعاقبة المؤسسات التي لا تتفق مع وجهات نظرها حيال إسرائيل أو معاداة السامية، وكان الاشتراط يستهدف حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، وهي حملة تهدف إلى ممارسة ضغوط اقتصادية على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشا مكلوكلين، في بيان: «تظل منح الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ محكومة بالقانون والسياسة الحالية وليس باختبارات سياسية حاسمة»

وكانت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ، التي تشرف عليها وزارة الأمن الداخلي، قد ذكرت في إشعارات المنح التي نُشرت يوم الجمعة الماضي أنه على الولايات اتباع شروطها وأحكامها حتى تكون مؤهلة للحصول على تمويل الاستعداد للكوارث، وقد كانت هذه الشروط تتطلب الامتناع عما وصفته الوكالة «بالمقاطعة التمييزية المحظورة»، بينما لا تتضمن الشروط الجديدة، التي نُشرت مساء أمس، هذه اللهجة.

في الولايات المتحدة، أُلقي القبض على أكثر من 40 شخصًا أثناء احتجاجهم على الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، أمام فندق ترامب الدولي في مدينة نيويورك، حيث بدأت المظاهرة التي نظمتها منظمة «إن لم يكن الآن» (IfNotNow)، وهي جماعة يهودية أمريكية مناهضة للاحتلال، في ساحة كولومبوس، وتجمع المئات تحت شعار «ترامب: اليهود يقولون لا مزيد» للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة وبضغط إدارة ترامب على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وقالت المديرة التنفيذية المؤقتة للمنظمة، موريا كابلان، خلال كلمتها: «دعونا لا نجمل الكلمات في وصف حصار الحكومة الإسرائيلية لغزة، إنه سياسة تطهير عرقي من خلال التجويع الجماعي القسري، إنها إهانة لا تطاق، وليست مبهمة لإنسانيتنا المشتركة ولمن يمارسونها»

وأضافت: «نحتاج إلى حكومة الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها الكبير لإنهاء هذه الأهوال»، وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها «أوقفوا التطهير العرقي»، و«أوقفوا تجويع غزة»، وفي وقت لاحق، بدأت المجموعة بالسير نحو فندق ترامب الدولي، وتجمعوا أمام الفندق، وجلسوا في الشارع، يغنون ويهتفون، وفي نحو الساعة الثامنة والربع مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بدأ ضباط شرطة نيويورك باعتقال المتظاهرين لإغلاقهم الشارع، وتم نقل المعتقلين إلى سيارات الشرطة، وتفرق المتظاهرون بعد ذلك بوقت قصير، وذكرت صحيفة «الجارديان» أن ما لا يقل عن 40 شخصًا اعتقلوا

وفي بيان صدر بعد الاعتقالات، قالت منظمة «إن لم يكن الآن» إن هذا الحشد يمثل «أوسع ائتلاف في المجتمع اليهودي ضد الفظائع في غزة خلال العامين الماضيين، ويمثل الغالبية العظمى من يهود الولايات المتحدة الغاضبين من تصرفات الحكومة الإسرائيلية في غزة».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *