إسرائيل تستعد لاحتلال كامل قطاع غزة في خطوة تتحدى العزلة الدولية

في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة، يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استراتيجيته العسكرية في القطاع حتى تحقيق «كل أهداف الحرب»، بينما تزداد الحركة الاحتجاجية في الشارع الإسرائيلي التي تطالب بإبرام صفقة مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن، حيث طالب حوالي 600 من القادة السابقين للمؤسسات الأمنية الإسرائيلية، مثل «الموساد» و«الشاباك» والجيش، في رسالة موجهة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة كبح جماح نتنياهو وإجباره على إنهاء الحرب
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء أمس الاثنين أن نتنياهو اتخذ قراراً بالمضي قدماً نحو «احتلال قطاع غزة»، وهو قرار يبدو أنه مدفوع من وزراء في اليمين المتطرف، وقد نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن «جهات رفيعة في مكتب رئيس الحكومة» أن «القرار قد اتُّخذ – إسرائيل تتجه نحو احتلال قطاع غزة»، مضيفة أن «حماس لن تُفرج عن مزيد من الرهائن دون استسلام كامل، ونحن لن نستسلم»
وفي خضم المطالبات من زعماء المعارضة الإسرائيلية بوقف الحرب، أعلن نتنياهو أنه سيعقد اجتماعاً مع مجلس الوزراء المصغر (الكابينيت) لمناقشة «خيارات» بشأن المفاوضات، حيث أكد في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس الاثنين أنه سيعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء في وقت لاحق من هذا الأسبوع (اليوم الثلاثاء على الأرجح) لإصدار تعليمات للجيش حول كيفية تحقيق أهداف الحرب الثلاثة التي حددناها: هزيمة «حماس»، تحرير الرهائن، وضمان عدم تشكيل غزة تهديداً لإسرائيل بعد الآن
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن نتنياهو سيجتمع مع قيادات عسكرية وسياسية لم تُسمَّ، لبحث مستقبل العمليات العسكرية في غزة، وخيارات التعامل مع ملف الرهائن، كما نقلت عن مصادر مطلعة قولها إننا «عالقون في طريق مسدود، والتصريحات حول اتفاق شامل لا تتطابق، إنها الشيء وعكسه»
من جانبه، أكد وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر أن تل أبيب تسعى لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن بالوسائل الدبلوماسية إذا كان ذلك ممكناً، مشدداً على أن هذا الأمر يجب ألا يتوقف حتى عودة جميع الرهائن إلى بيوتهم، ودعا ساعر في مؤتمر صحفي أمس الاثنين إلى وضع مسألة الرهائن في قلب الأجندة الدولية، مشيراً إلى أنه سيتوجه إلى نيويورك لحضور جلسة في مجلس الأمن حول وضع الرهائن المحتجزين في غزة، مضيفاً أن «على الدول التي اتخذت خطوات ضد إسرائيل أن تدرك عواقب أعمالها التي من شأنها إطالة أمد الحرب في غزة»، حيث لا يزال 50 رهينة محتجزين في قطاع غزة ولم يلتقوا بعد بالصليب الأحمر رغم الاتفاق على ذلك
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الداخلية في إسرائيل على نتنياهو، اعتبر رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت أن إسرائيل أصبحت «دولة منبوذة» في تصريحات لموقع «بوليتيكو»، حيث أضاف أولمرت أن «الحكومة الإسرائيلية الحالية هي المسؤولة عن هذه العزلة الدولية المتزايدة»، مشيراً إلى أن الحملة العسكرية في غزة تفتقر إلى هدف واضح، بينما حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من أن حكومة نتنياهو تجر إسرائيل إلى «حرب أبدية» في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه «كنا على حق في خوض هذه الحرب، لكنها أصبحت بلا جدوى، فهي تسحق جهودنا الدولية، ولا تُعيد المختطفين»، محذراً من أن وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير يريدان إعادة احتلال قطاع غزة
وتتهم عائلات الرهائن حكومة نتنياهو بعدم بذل جهود كافية للإفراج عن أبنائها، حيث قال منتدى أهالي الرهائن والمفقودين في بيان إن «منذ 22 شهراً، تم إيهام الرأي العام بأن الضغط العسكري والقتال المكثف سيعيد الرهائن…. يجب قول الحقيقة: توسيع الحرب يُعرض حياة الرهائن للخطر، وهم بالفعل في خطر الموت المباشر»، مضيفين أن «نتنياهو يقود إسرائيل والرهائن إلى الخراب»
في سياق متصل، طالب القادة السابقون للمؤسسات الأمنية الإسرائيلية «الموساد» و«الشاباك» والجيش، في رسالة موجهة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب في غزة، حيث نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» رسالة من رئيس «الموساد» السابق تامير باردو ورئيس «الشاباك» السابق آفي ديختر ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق ماتان فلنائي، وبحسب الصحيفة، يدير هؤلاء المسؤولون الكبار، إلى جانب مسؤولين سابقين كبار في الشرطة ووزارة الخارجية، مجموعة «قادة من أجل أمن إسرائيل»، التي تضم الآن أكثر من 600 من كبار المسؤولين الأمنيين السابقين، في دعوتهم ترامب للتدخل، حيث كتبت المجموعة في الرسالة الموجهة إلى ترامب «أوقفوا حرب غزة! نيابة عن (قادة من أجل أمن إسرائيل)، أكبر مجموعة من جنرالات الجيش الإسرائيلي السابقين ونظرائهم في الموساد والشاباك والشرطة والسلك الدبلوماسي، نحثكم على إنهاء حرب غزة، لقد فعلتم ذلك في لبنان، حان الوقت للقيام بذلك في غزة أيضاً»

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *