رئيس فيتنام يؤكد من مصر دعمه لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة

أوضح الرئيس الفيتنامي، لوونج كوونج، خلال كلمته أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الإثنين، أن زيارته الحالية لمصر تعكس رغبة فيتنام القوية في بدء فصل جديد من العلاقات مع مصر والدول العربية الشقيقة، مبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بالإضافة إلى العمل الجماعي من أجل مستقبل آمن ومزدهر للشعوب العربية والشعب الفيتنامي، مشيرًا إلى ثلاثة محاور رئيسية تناولتها كلمته، وهي رؤية فيتنام للتطورات الدولية والإقليمية الراهنة، وأبرز ملامح التجربة التنموية والاقتصادية لفيتنام، ورؤية فيتنام لمستقبل علاقاتها مع الدول العربية.

كما أشاد الرئيس الفيتنامي بدور الجامعة العربية في القضية الفلسطينية، مؤكدًا في بداية كلمته أمام المندوبين الدائمين أن العقود الماضية أثبتت أن الجامعة تمثل بيتًا جامعًا للدول العربية، ورمزًا للتضامن والوحدة والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر إشراقًا قائم على التنمية المستدامة والاعتماد على الذات، وأكد أن فيتنام تقدر عالياً الدور الرائد الذي تلعبه الجامعة في تعزيز الاستقرار ونشر ثقافة السلام ودعم الحضور الفاعل للدول العربية على الساحة الدولية.

وأضاف كوونج أن موقف فيتنام الثابت يدعم عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى إيمانهم الراسخ بحل الدولتين، ودعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقًا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.

وأشار رئيس فيتنام إلى أن العالم يواجه حاليًا تحديات غير مسبوقة تؤثر على الأمن والسلام الدولي، معتبرًا أن النزاعات الإقليمية، وسياسات فرض النفوذ، والمنافسات الاستراتيجية بين القوى الكبرى، بالإضافة إلى الاستخدام المتكرر للقوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، قد تصاعدت بشكل مثير للقلق في الآونة الأخيرة.

وأكد أنه رغم استمرار التوترات الأمنية التقليدية في العديد من المناطق، برزت تحديات أمنية غير تقليدية تهدد الاستقرار العالمي، مثل تغيّر المناخ، وأمن المياه، والأمن الغذائي، والأمن السيبراني، وغير ذلك، كما أن السياسات الحمائية، والحروب التجارية، وانحسار العولمة، واضطرابات سلاسل الإمداد الناتجة عن التنافسات الجيوسياسية، تؤثر بشكل مباشر على مصالح الدول النامية، بما في ذلك فيتنام والدول العربية الشقيقة.

واستمر في القول إن جمهورية فيتنام الاشتراكية تؤمن بأن مسؤولية الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التعددية تقع على عاتق جميع الدول دون استثناء، مشددًا على أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والمبادئ المشتركة التي اعتمدها المجتمع الدولي، وكذلك احترام المصالح المشروعة للدول المتوسطة والصغيرة.

وشدد كوونج على أن العالم يشهد انتقالًا سريعًا نحو التعددية القطبية، حيث تزداد أهمية صوت ودور دول الجنوب بما فيها فيتنام والدول العربية، مؤكدًا على أهمية التضامن والوحدة كمصدرين أساسيين للقوة، ومن هذا المنطلق، أطلق دعوة لتعزيز التضامن والتعددية والمساهمة المشتركة في بناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي أكثر عدلًا وتوازنًا، يستند إلى القانون الدولي ويخدم مصالح جميع الشعوب.

واختتم كوونج كلمته، كأمة عانت من ويلات الحروب وآلامها، تدرك فيتنام جيدًا القيمة الحقيقية للسلام، حيث إن روح التسامح والسلام متجذرة في وجدان شعبنا، وتُجسّد علاقاتنا مع عدد من الشركاء الذين كانوا خصومًا في الماضي قوة الحوار والمصالحة، وروح تجاوز الماضي والتطلع إلى المستقبل، وهي القيم التي تشكل حجر الأساس لتعايش الشعوب والدول في سلام، ومن هذا المنطلق، تتابع فيتنام بقلق عميق استمرار استخدام القوة في مناطق متعددة من الشرق الأوسط وما يترتب عليه من صراعات طويلة الأمد وأزمات إنسانية متفاقمة، داعية جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بنهج الحوار والعمل على إيجاد حلول سلمية ومستدامة للنزاعات في هذه المنطقة الحيوية، استنادًا إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والاحترام المتبادل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *