
استقرت أسعار الذهب بحذر في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، ويعود ذلك إلى استقرار الدولار الأمريكي بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكية الضعيف لشهر يوليو الماضي، الذي أعاد إحياء توقعات الأسواق بشأن خفض وشيك لأسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في سبتمبر المقبل.
وفي هذا السياق، أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب حافظت على استقرارها اليوم مقارنة بإغلاق تعاملات السبت الماضي، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4600 جنيه، بينما بلغت الأوقية مستوى 3363 دولارًا في السوق العالمية.
مواضيع مشابهة: «هيبة»: الاقتصاد المصري يحصد الآن نتائج الإصلاحات المالية والنقدية والاستثمارية.
وأشار «إمبابي» إلى أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5257 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3943 جنيهًا، وعيار 14 سجل 3067 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 36800 جنيه.
شوف كمان: أسعار الذهب في الكويت ليوم الإثنين 7 أبريل 2025: عيار 21 يسجل 26.175 دينار
وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة»، فقد فقد الذهب محليًا نحو 0.6% من قيمته خلال الأسبوع الماضي، بعد تراجع عيار 21 من 4630 جنيهًا إلى 4600 جنيه، في حين ارتفعت الأوقية عالميًا بنسبة 0.8%، من 3337 إلى 3363 دولارًا، بدعم من ضعف بيانات التوظيف الأمريكية وهبوط الدولار.
تقرير وظائف مخيب يدفع الذهب للثبات
أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي لشهر يوليو إضافة الاقتصاد 73 ألف وظيفة فقط، مقارنة بتوقعات بلغت 110 آلاف، وهو أداء شهري يعد الأضعف منذ بداية العام، كما تم تعديل بيانات مايو ويونيو بخفض قدره 258 ألف وظيفة، وارتفع معدل البطالة إلى 4.2%.
بعد صدور التقرير، قفزت توقعات الأسواق لخفض الفائدة في سبتمبر إلى 77% وفق أداة CME FedWatch، بعد أن كانت عند 37% فقط قبل صدور البيانات، بينما أفادت «رويترز» بأن الأسواق تسعّر احتمالًا يقارب 90% لتيسير السياسة النقدية الشهر المقبل.
الضغوط السياسية تدعم الذهب وتربك الأسواق
ألقى التوتر السياسي في واشنطن بظلاله على الأسواق، حيث أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مفوضة مكتب إحصاءات العمل إريكا ماكنتارفر، متهمًا إياها بتزوير بيانات التوظيف دون تقديم أدلة، مما أثار قلق الأوساط الاقتصادية حول استقلالية المؤسسات وموثوقية البيانات الرسمية.
وفي تطور إضافي، أعلنت أدريانا كوجلر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عن استقالتها المبكرة اعتبارًا من 8 أغسطس الجاري، مما يفتح المجال أمام «ترامب» لتعزيز نفوذه في الفيدرالي من خلال تعيين بدائل قد تؤثر على توجه السياسة النقدية خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع اقتراب نهاية ولاية جيروم باول.
رغم تصاعد التوقعات بخفض الفائدة، إلا أن ارتفاع عوائد السندات الأمريكية قلص مكاسب الذهب، حيث صعد عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.23%، وارتفع عائد الـ30 عامًا إلى 4.83%، بعد أن تراجعا بقوة يوم الجمعة.
في سياق موازٍ، عدلت مجموعة سيتي جروب نظرتها المستقبلية للذهب، متوقعة أن يتداول المعدن الأصفر في نطاق 3300 إلى 3600 دولار للأوقية خلال الربع الثالث من 2025، في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية وزيادة التعريفات الجمركية الأمريكية، مما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن.
يمثل هذا التحول خروجًا عن توقعات البنك في يونيو الماضي، حين رجّح تراجع الذهب دون 3000 دولار، ويتماشى مع رؤية مؤسسات كبرى مثل جولدمان ساكس وفيديليتي إنترناشونال، التي ترى في الأوضاع الكلية الراهنة بيئة داعمة لصعود الذهب.
هذا الأسبوع، تخلو الأجندة الاقتصادية الأمريكية من بيانات ثقيلة، لكن هناك بعض المؤشرات من الدرجة الثانية وخطابات أعضاء الفيدرالي، أبرزها بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي يوم الثلاثاء، ومزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، وقرار السياسة النقدية لبنك إنجلترا، وبيانات طلبات إعانة البطالة الأمريكية الأسبوعية يوم الخميس.
التعليقات