
تم تحديثه الإثنين 2025/8/4 12:41 م بتوقيت أبوظبي
وسط التحديات التكنولوجية والمالية المتزايدة، أصدرت القمة العالمية للحكومات تقرير “الكفاءة الكاملة”، الذي يقدم خارطة طريق لتعزيز كفاءة القطاع الحكومي. .
مقال له علاقة: أوبك+ تؤكد التزامها الكامل قبل اتخاذ قرار زيادة الإنتاج في سبتمبر
يسلط التقرير الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه الحكومات في ظل تسارع التطورات التكنولوجية، وتنامي التوقعات المجتمعية، والضغوط المالية المتزايدة، كما يقدم نموذجاً تحولياً يهدف إلى تعزيز كفاءة القطاع الحكومي واستدامته.
ويمثل تقرير “الكفاءة الكاملة”، الذي تم إصداره بالتعاون مع شركة “اف تي آي كونسلتنغ”، خارطة طريق عملية لتحسين كفاءة الأداء في القطاع الحكومي، مع التركيز على ثلاثة محاور استراتيجية رئيسية تشمل؛ تسريع وتيرة الحوكمة المرنة من خلال إلغاء الأطر التنظيمية الصارمة، وإعادة تصميم العمليات الحكومية بشكل جذري، واعتماد نماذج تمويل مبتكرة تستند إلى تحقيق القيمة، ويعتمد التقرير على بحوث معمقة ودراسات حالة لحكومات رائدة عالمياً، بالإضافة إلى تحليلات خبراء متخصصين في التحول والتطوير الحكومي.
كفاءة القطاع الحكومي
أكد التقرير أن تعزيز كفاءة القطاع الحكومي يعد ركيزة أساسية لدعم نمو الاقتصادات الوطنية، مشيراً إلى أن الإنفاق الحكومي يمثل في المتوسط نحو 32% من الناتج المحلي الإجمالي عالمياً، كما أشار إلى التحول المتسارع نحو نماذج تنظيمية أكثر مرونة تركز على تحقيق النتائج، من خلال تبني أدوات مثل التنظيم القائم على المبادئ، ومختبرات السياسات، والمناطق التنظيمية التجريبية، وقد أثبتت هذه الأدوات فعاليتها في تسريع الابتكار وتطوير السياسات في عدد من الدول الرائدة مثل المملكة المتحدة والدنمارك. .
كما يُبرز التقرير الإمكانات التحولية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تسريع وتحديث العمليات الحكومية، موضحاً أن ما يصل إلى 84% من المعاملات الخدمية المتكررة ضمن أكثر من 200 وظيفة حكومية قابلة للأتمتة، مما يسهم في رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتقليل الاعتماد على الموارد البشرية في المهام الروتينية، مما يتيح توجيهها نحو وظائف استراتيجية عالية القيمة.
نماذج تطبيقية ناجحة
استعرض التقرير نماذج تطبيقية ناجحة من دولة الإمارات العربية المتحدة والدنمارك، حيث ساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة في تقليل الأعباء الإدارية، وتحقيق وفورات كبيرة في التكاليف والوقت، مع تحسين تجربة المتعاملين.
أكدت ريم بجاش، نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات لشؤون الاستراتيجية والمحتوى والاتصال، أن تقرير “الكفاءة الكاملة” يمثل دعوة مفتوحة للحكومات حول العالم لإعادة تصميم منظوماتها الإدارية والمالية بما يتماشى مع متغيرات العصر ومتطلبات المستقبل المتسارعة.
وأشارت إلى أن الكفاءة لم تعد خياراً بل ضرورة حتمية لتمكين الحكومات من تحقيق أثر ملموس ومستدام في حياة الناس، ومن خلال هذا التقرير، نؤكد التزام المؤسسة بدعم صناع القرار بالأطر والأدوات التي تعزز جاهزيتهم، وتسهم في بناء نماذج حكومية أكثر ابتكاراً ومرونة وكفاءة.
اقرأ كمان: برنامج تدريبي شامل لرفع إحداثيات التعديات على المواقع الأثرية باستخدام البرمجيات مفتوحة المصدر
من جهته، أكد أنطوان نصر، المدير الإداري الأول ورئيس شركة إف تي آي كونسلتنغ في الشرق الأوسط، أن الحكومات تواجه تحديات متزايدة، إذ يُطلب منها إنجاز المزيد من المهام بموارد أقل وبوتيرة أسرع، مشيراً إلى أن تقرير “الكفاءة الكاملة” يوضح أن إنتاجية القطاع الحكومي لم تعد مجرد ميزة إضافية، بل أصبحت عاملاً جوهرياً في تعزيز الصمود الاقتصادي والتنافسية الوطنية.
معدلات الرضا المجتمعي
أشار التقرير إلى تفاوت ملموس في معدلات الرضا المجتمعي عن القطاعات الخدمية، استناداً إلى بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “OECD”، حيث بلغ معدل الرضا حوالي 70% في قطاعات التعليم والصحة والعدالة، مقارنةً بنسبة 60% فقط في الخدمات الإدارية.
يعكس هذا التفاوت الحاجة الملحة إلى تطوير نماذج خدمية ترتكز على المواطن، وتعتمد على دمج الحلول الرقمية والابتكار في تصميم الخدمة الحكومية.
أكد التقرير أن أدوات التمويل المبتكر أصبحت تلعب دوراً متزايد الأهمية في إعادة تشكيل آليات تمويل الخدمات العامة، حيث تبنت الحكومات نماذج مثل ميزانيات تحقيق القيمة، وسندات الأثر الاجتماعي، والسندات الرقمية المدعومة بتقنيات البلوك تشين، والسندات الخضراء، وذلك لدعم تحقيق التمويل المستدام والشفاف.
وشدد على أن الكفاءة الحكومية لم تعد خياراً إدارياً تقليدياً، بل أصبحت ركيزة استراتيجية لضمان تحقيق المرونة المؤسسية وتعزيز قدرة الحكومات على الاستجابة لاحتياجات المجتمع.
وأشار إلى أن القطاع الحكومي يشهد تحولاً ثقافياً عميقاً، يتمثل في ترسيخ بيئة عمل تحفز التجريب، وتكافئ الابتكار، وتُعيد تعريف مؤشرات النجاح من خلال التركيز على النتائج الواقعية والمخرجات ذات الأثر المجتمعي الفعلي.
وبحسب التقرير، فإن تبني هذا النهج التحولي في العمل الحكومي سيُعزز من قدرة الحكومات على التعامل بفعالية مع التحديات الراهنة، ويدعم بناء مستقبل أكثر شمولية واستدامة ومرونة، يرتكز على الإنسان ويستجيب لتطلعاته.
القمة العالمية للحكومات
تُعتبر القمة العالمية للحكومات منصة عالمية لاستشراف مستقبل الحكومات، حيث ترسم ملامح الجيل التالي من الحكومات، وتركز على دراسة وتحليل الاتجاهات المستقبلية والتحديات والفرص المتاحة عالمياً، كما تعرض أحدث الابتكارات وأفضل الحلول، لتلهم الإبداع الحكومي في.
أما “إف تي آي كونسلتنغ” فهي شركة استشارات استراتيجية عالمية متخصصة في التحول الحكومي والتنموي، تأسست عام 1982، وتقدم خدماتها لعملاء من مختلف القطاعات في تصميم رؤاها وخططها التنموية، وتقديم حلول مبتكرة تدعم تطوير الإدارة العامة وتعزز من أثرها المستدام.
التعليقات