تحذيرات زامير من احتلال غزة واتهامات ليبرمان لنتنياهو بتحويل إسرائيل إلى «بيبستان»

أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بزيادة الانقسام بين القادة العسكريين والسياسيين في البلاد حول كيفية التعامل مع قطاع غزة، حيث ترى حكومة بينامين نتنياهو ضرورة احتلال غزة بالكامل، بينما تحذر رئاسة الأركان من تآكل قدرات الجيش، مؤكدة رفضها احتلال القطاع بشكل كامل، في الوقت الذي اتهم فيه الزعيم اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان الحكومة بتحويل البلاد إلى “ببيستان” من أجل بقائه السياسي.

من نفس التصنيف: ترامب يدعو الجميع لمغادرة طهران على الفور

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أنه بعد مرور حوالي عامين من القتال في غزة، ومع استمرار حالة الاستنزاف، تتزايد مطالب كبار قادة جيش الدفاع الإسرائيلي بإعادة إحياء النقاش السياسي، واتخاذ قرارات واضحة بشأن المستقبل العسكري والسياسي، مع التركيز على قضية الإفراج عن الرهائن كأولوية قصوى.

استعداد لصفقة الرهائن

ووفقًا للإعلام الإسرائيلي، فقد أكد رئيس الأركان إيال زامير استعداد الجيش لعقد صفقة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، والذين يقدر عددهم حاليًا بـ 50، مع اعتقاد أن 30 منهم قد لقوا حتفهم خلال الغارات الإسرائيلية على القطاع.

بينما تتباين آراء حكومة نتنياهو بشأن قضية الرهائن واحتلال القطاع، طالب زامير المستوى السياسي بتوضيح موقف الجيش في غزة، محذرًا من مخاطر البقاء الطويل في القطاع، مشددًا على رفضه احتلال غزة بالكامل وتفضيله لعمليات تطويق واستنزاف، معتبرًا أن بقاء الجيش لفترة طويلة يعني استنزاف قدراته، مما يخدم مصالح “حماس”.

احتجاجات متواصلة

على صعيد آخر، تتواصل الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي للضغط على حكومة نتنياهو لقبول صفقة في غزة، وقد زادت هذه الاحتجاجات بعد نشر فيديوهات من حركتي “حماس” و”الجهاد” تظهر حالتين مروعتين لاثنين من الرهائن، مما دفع الحكومة للطلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة في توفير “الطعام” و”العلاج الطبي” للرهائن، بينما طالبت حماس بفتح “ممرات إنسانية” في القطاع المنكوب.

– ليبرمان يهاجم نتنياهو

من جانبه، شن أفيغدور ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” هجومًا حادًا على نتنياهو، متهمًا إياه بالتضحية بحياة الرهائن من أجل مصالحه السياسية.

وقال ليبرمان عبر حسابه في “إكس”: “العسكريون يضحون بكل شيء من أجل أمن الدولة، بينما حكومة 7 أكتوبر تضحي بكل شيء من أجل بقائها السياسي”.

وأضاف ليبرمان: “بينما الرهائن في خطر الموت، تعتزم الحكومة مناقشة الترتيبات الأمنية لرئيس الوزراء وعائلته، وليس عودة المختطفين الذين يُحتضرون”، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس الدولة التي تُناقش فيها الحكومة هذا الموضوع.

من نفس التصنيف: تأثير تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل على أمن المنطقة وفقاً للمصري للشؤون الخارجية

كما اعتبر ليبرمان أن هذه محاولة واضحة لتحويل إسرائيل إلى “بيبستان”.

ممرات إنسانية

في سياق متصل، أبدت حركة “حماس” استعدادها للتعاون بإيجابية مع أي طلب من الصليب الأحمر لإدخال أطعمة وأدوية للأسرى، ولكن بشرط فتح الممرات الإنسانية بشكل دائم لمرور الغذاء والدواء إلى جميع سكان القطاع.

وأكدت “حماس” أنها لا تهدف إلى تجويع الأسرى الإسرائيليين، مشيرة إلى أن الرهائن الأحياء يحصلون على ما يأكله مقاتلوها وسكان القطاع، ولن يتم منحهم أي امتياز خاص في ظل الظروف الحالية.

وفي هذه الأثناء، تتواصل معاناة المجاعة المروعة في غزة، حيث قُتل 31 فلسطينيًا يوم الأحد، وأصيب العشرات بنيران الجيش الإسرائيلي، بينهم 20 أثناء انتظار المساعدات، وفقًا لما أفاد به الدفاع المدني في غزة.

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن 1373 فلسطينيًا قُتلوا منذ 27 مايو/أيار الماضي، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات.

منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل نحو 60 ألف شخص من سكان القطاع، معظمهم من النساء والأطفال، وأصبح السكان البالغ عددهم مليونين ونصف المليون نازحين، في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.