أسعار النفط تنخفض اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 بعد اتفاق أوبك+.. الذهب الأسود يفقد بريقه لفترة قصيرة

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025، وذلك بعد أن أعلن تحالف «أوبك+» عن زيادة كبيرة في الإنتاج لشهر سبتمبر المقبل، ما ساهم في تعزيز المعروض، بينما ساهمت المخاوف من تعطل إمدادات النفط الروسي إلى الهند، أحد أكبر المستوردين، في تقليل حدة هذا التراجع، وفقًا لبيانات «رويترز».

انخفض سعر العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 18 سنتًا، أي بنسبة 0.26%، ليصل إلى 69.49 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 12 سنتًا أو 0.18%، مسجلًا 67.21 دولارًا للبرميل، بعد أن شهد كلا الخامين خسائر تقارب دولارين في جلسة الجمعة الماضية.

وافقت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاؤها، المعروفون بتحالف «أوبك+»، يوم الأحد الماضي، على زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميًا في سبتمبر، في إطار سلسلة من الزيادات المتسارعة تهدف إلى استعادة الحصة السوقية وسط تحسن اقتصادي وتراجع في مستويات المخزون العالمي.

تعتبر الزيادة الأخيرة بمثابة تراجع كامل ومبكر عن أكبر خفض كانت قد أقرت به «أوبك+» سابقًا، كما تضمنت زيادة مستقلة في إنتاج الإمارات، ليصل إجمالي الزيادة إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 2.4% من إجمالي الطلب العالمي على النفط.

وفقًا لتقديرات بنك جولدمان ساكس، من المتوقع أن تترجم الزيادة الفعلية في الإمدادات من ثماني دول ضمن أوبك+ إلى نحو 1.7 مليون برميل يوميًا، حيث قامت بعض الدول الأخرى بتقليص إنتاجها لتعويض فائض سابق.

أشار محللو البنك في مذكرة بحثية إلى أن سياسة أوبك+ لا تزال مرنة في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي، مع توقعات بأن يستمر التحالف في ضخ الكميات المحددة نفسها بعد سبتمبر، خاصة في ظل النمو في الإنتاج من خارج أوبك الذي يقلل الحاجة لزيادة إضافية من داخل المنظمة.

على الرغم من هذه التوقعات الإيجابية، يبقى الحذر سائدًا بين المستثمرين بسبب إمكانية فرض عقوبات أمريكية جديدة على روسيا وإيران، والتي قد تعرقل الإمدادات في الأسواق العالمية.

في هذا السياق، زاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تهديداته بفرض رسوم جمركية ثانوية تصل إلى 100% على مشتري النفط الروسي، في محاولة للضغط على موسكو لوقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

أفادت مصادر تجارية، يوم الجمعة الماضية، أن اثنتين من ناقلات النفط الروسي غيرتا مسارهما بعيدًا عن الهند بعد فرض العقوبات الأمريكية الأخيرة، وهو ما ظهر جليًا في بيانات بورصة لندن لتدفقات الشحن.

وفقًا لمحللين في بنك «آي إن جي» بقيادة وارن باترسون، فإن هذا التطور قد يهدد نحو 1.7 مليون برميل يوميًا من إمدادات الخام، إذا قررت المصافي الهندية التوقف عن شراء النفط الروسي.

أضاف التقرير أن توقف الإمدادات الروسية إلى الهند سيؤدي إلى محو الفائض المتوقع في السوق حتى الربع الأخير من عام 2026، مما يمنح أوبك+ فرصة لتخفيف الشريحة المقبلة من تخفيضات الإنتاج البالغة 1.66 مليون برميل يوميًا.

مع ذلك، أكد مصدران حكوميان في الهند لوكالة «رويترز»، يوم السبت، أن البلاد لا تعتزم وقف استيراد النفط من روسيا، على الرغم من التهديدات الأمريكية.

تظل المخاوف قائمة بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي واستهلاك الطاقة، خاصة بعد صدور بيانات ضعيفة حول نمو الوظائف في الولايات المتحدة يوم الجمعة، والتي جاءت دون التوقعات، مما زاد من الضغوط على السوق.