سارة بركة تكشف عن تجربة لا تُنسى في «مملكة الحرير» وتشارك تفاصيل أصعب المشاهد النفسية في الحوار

خاضت الفنانة السورية الشابة سارة بركة أولى خطواتها في الدراما المصرية، من خلال مشاركتها في مسلسل «مملكة الحرير»، الذي عرض مؤخرًا وحقق نجاحًا كبيرًا، حيث قدمت شخصية «الملكة فيروز»، التي أثارت تفاعلًا ملحوظًا من الجمهور، خاصة بعد عرض مشهد مقتلها في الحلقات الأخيرة.

رغم أنها التجربة الأولى لها في مصر، تمكنت سارة من تقديم أداء لفت الانتباه، وترك انطباعًا لدى عدد كبير من المشاهدين، الذين تفاعلوا مع تفاصيل الشخصية وقصتها في العمل.

وفي حوار مع «بوابة مولانا»، تحدثت سارة بركة عن كواليس مشاركتها في المسلسل، وكيف تم ترشيحها للدور، إلى جانب الصعوبات التي واجهتها خلال التصوير، وتحضيراتها لتجسيد شخصية تعيش صراعًا داخليًا في ظل أحداث درامية متشابكة، وإلى نص الحوار:

سارة بركة.

■ كيف جاء ترشيحك لتجسيد شخصية «الملكة فيروز» في مسلسل «مملكة الحرير»؟

– في الحقيقة، أعتبر نفسي محظوظة جدًا بترشيحي لهذا الدور، خاصة أنه يُعد خامس تعاون لي مع مخرج مصري، وهذه المرة مع المخرج بيتر ميمى، الذي أتشرف بالعمل معه، وسبق لي التعاون أيضًا مع عدد من المخرجين المتميزين مثل طارق العريان، وأحمد سمير فرج، وأحمد مدحت في مسلسل «معاوية»، إلى جانب تجربتي مع المخرج حسام علي في مسلسل «نظرة حب»، وأشعر بأن هذا التنوع في التعاون مع مخرجين كبار في سن صغيرة هو من الأمور التي أنعم الله بها علي، وأقدرها كثيرًا.

■ ما الذي جذبك في هذه الشخصية وجعلك تقررين تجسيد هذا الدور تحديدًا؟

– جذبني في العمل أن «الحدوتة» مختلفة، فالمسلسل يناقش عالماً جديداً لم يُقدَّم من قبل في الدراما، وهو ما لفت انتباهي منذ البداية، كما أن المخرج بيتر ميمى قدّم رؤية بصرية متطورة ومختلفة، وهو أمر يُحسب له، أما عن شخصية «الملكة فيروز»، فقد كانت من أكثر ما جذبني، لأنها مختلفة تمامًا عن باقي شخصيات العمل، فهي شخصية لم تكن طرفًا في الصراعات، ومع ذلك دفعت ثمنًا لم يكن من المفترض أن تدفعه، وأعتقد أن هذا هو السبب الذي جعل الجمهور يتعاطف معها بشكل كبير، وهذا ما شعرت به بالفعل بعد عرض الحلقات التي شهدت مقتل «فيروز»، حيث تلقيت الكثير من الرسائل والتعليقات المؤثرة من جمهور متنوع، من نقاد ومشاهدين وأساتذة ومتخصصين، وكان هناك شبه إجماع على أن ما حدث لها كان صادمًا ومؤلمًا للجميع.

سارة بركة.

■ هل واجهتِ تحديات خاصة أثناء التحضير لدور ملكة، خاصةً في سياق درامي مليء بالصراعات التاريخية والعاطفية؟

– لا أستطيع أن أصفها بالتحديات، لكنها كانت تجربة جديدة تمامًا بالنسبة لي ومغامرة حقيقية، خاصة أنها المرة الأولى التي أؤدي فيها دورًا باللهجة المصرية، وهي ليست لغتي الأم.

لكن في الوقت نفسه، اللهجة المصرية مألوفة جدًا بالنسبة لي منذ الصغر، بحكم متابعتي الدائمة للأعمال المصرية، وأصدقائي المقربين جميعهم مصريون، وهذا ساعدني كثيرًا، واللافت أن أول زيارة لي لمصر كانت قبل أيام قليلة فقط من بدء تصوير مسلسل «مملكة الحرير»، رغم حبي الكبير لهذا البلد، لكن بسبب ظروف الحرب في سوريا، لم يكن هناك فرصة سابقة للزيارة.

ورغم أن التجربة كانت جديدة ومليئة بالمغامرة، الحمد لله، وجدت صدى جيدًا ونجاحًا كبيرًا، وسعدت كثيرًا باحتضان الجميع لي، سواء من الجمهور أو من فريق عمل المسلسل، وهو ما جعلني أشعر بالراحة والانتماء منذ اللحظة الأولى.

سارة بركة.

■ كيف تعاملتِ مع الجانب النفسي للملكة فيروز، خاصةً في مشاهد المواجهة والخذلان؟

– فيروز شخصية غنية داخليًا أكثر مما تبدو خارجيًا، فهي تتحدث وتتصرف بهدوء، لكن مشاعرها وانفعالاتها داخلية ومكثفة، وهذا ما ناقشته مع المخرج بيتر ميمى أثناء التحضير للدور، حيث اتفقنا على أن التعبير عن هذه الانفعالات الصامتة يمثل تحديًا خاصًا، وهو ما جعل التحضير للشخصية مرهقًا نفسيًا، وبرأيي، هذا النوع من الأدوار، الذي يعتمد على التوتر والانفعال الداخلي، يُعد من أصعب الأنماط التمثيلية، ويقع تحت ما يُعرف بـ«السهل الممتنع».

■ هل هناك مشهد معين استغرق منك وقتًا أو طاقة استثنائية لتقديمه كما رأيناه على الشاشة؟

– في الحقيقة، مشهد مقتلي كان من أصعب المشاهد التي قمت بتأديتها خلال المسلسل، ليس فقط من حيث الأداء، ولكن من حيث المشاعر المركبة التي يحملها، واللافت أن هذا المشهد كان ثاني أو ثالث مشهد أصوره ضمن العمل، وهذا زاد من صعوبته، لأنه تطلب حالة نضج شعوري مبكرة جدًا في التصوير، اللحظة نفسها كانت مؤلمة ومعقدة؛ لأنها تحدث أمام والدها، وهي لحظة تدفع فيها «فيروز» ثمن أفعال لم تكن طرفًا فيها، بل كانت نتيجة لصراع لا تملك فيه لا ناقة ولا جمل، تموت أمام من تحب، وأمام والدها، لتكون الضحية في معركة لم تخترها.

الصعوبة الأكبر في المشهد أنه يمثل نهاية علاقة عاطفية لم تكتمل، قصة حب كانت في بدايتها، ومليئة بالأمل، لكن انتهت بشكل مفاجئ وصادم، وهذا ما يعبر عن فكرة مؤلمة في الحياة، وهي أن بعض أجمل قصص الحب لا يُكتب لها أن تكتمل أو تصل إلى نهاية سعيدة.

سارة بركة.

■ كيف ساعدك بيتر ميمى أو زملاؤك في تطوير أداء الشخصية على مدار الحلقات؟

– سمعت من المخرج بيتر ميمى رؤيته لشخصية «فيروز»، وكان دوري كممثلة أن أقدم هذه الرؤية بأفضل شكل ممكن، والحقيقة أن التعاون بيننا كان مستمرًا في التحضير لكل مشهد، وكان هناك دائمًا مجال للتشاور، وإذا وُجد اقتراح قد يضيف أو يطور من المشهد، كنا نناقشه سويًا.

على سبيل المثال، مشهد التفاحة الذي ظهر في الحلقة الثالثة، خلال أول لقاء جمع بيني وبين شخصية «شمس الدين» أو «أبو العينين»، كان نتاج هذا النوع من التحضير المشترك، كذلك، ساعدني كريم محمود عبدالعزيز كثيرًا في تطوير الشخصية وإضافة تفاصيل إنسانية لها، فالتجربة كانت جماعية بالفعل، وكنا نعمل كأننا أسرة واحدة هدفها أن يخرج العمل بأفضل صورة ممكنة.

■ المسلسل حصد ردود فعل كبيرة.. كيف تلقيتِ تعليقات الجمهور على شخصية الملكة فيروز؟

– كنت متوقعة أن تلقى شخصية «فيروز» تفاعلًا قويًا من الجمهور، خاصة بسبب قصة الحب التي جمعتها بـ«أبو العينين»، لأنها نشأت من لحظة اختلاف، عندما واجهها ورفض لها شيئًا لأول مرة في حياتها، فهي اعتادت ألا يقول لها أحد «لا»، ما جعلها تراه مختلفًا عن كل من حولها في القصر، وشخصية «فيروز» في الأساس جريئة ومتمردة، وكانت تعيش في عالم نقي وخاص بها، ولهذا كان ارتباطها بـ«أبو العينين» خارجًا عن المألوف، بعد عرض الحلقتين الثالثة والرابعة بدأت ألاحظ تفاعل الناس وتعليقاتهم، وكانوا يقولون: «إحنا داخلين على قصة حب، والقصر بيولع!»، ووصف البعض العلاقة بأنها قصة حب دافئة وكأنها في «عالم موازٍ»، أما عن مشهد موتها، فقد كان صادمًا ومؤثرًا للجمهور، وتلقيت بعده إشادات كثيرة وتعليقات محملة بالتعاطف، من نوعية: «هي ذنبها إيه؟»، و«ملهاش دعوة بأي حاجة»، هذا التفاعل أسعدني جدًا، فالشخصية لامست قلوب الجمهور، وشعرت بأن الناس رسموا المسلسل بطريقتهم، وتعايشوا مع القصة والشخصية من البداية وحتى لحظة الوداع

■ ما نوع الشخصيات التي ترغبين في تقديمها بعد هذه التجربة؟ وهل تفضلين الأدوار التاريخية أم المعاصرة؟

– في الحقيقة، أفضل تقديم الشخصيات المعاصرة، لأن مجتمعنا مليء بالحكايات والتجارب الغنية التي تستحق أن تُروى، ليس من الضروري أن تكون القصة جديدة تمامًا أو لم تُقدَّم من قبل، لكن الأهم هو كيف نطرح الفكرة ونقدمها للجمهور بطريقة صادقة ومؤثرة، وعلى المستوى الشخصي، أميل إلى تجسيد الشخصيات المختلفة والجديدة، التي تأخذني في مغامرة سردية غير تقليدية، وتشعرني بأنني أعيش تجربة فريدة في كل عمل، كما حدث مع الشخصيات التي قدمتها سابقًا.

■ كيف تلخصين تجربة «مملكة الحرير» في جملة واحدة؟

– تجربة «مملكة الحرير» ستظل لها مكانة خاصة في قلبي، لأنها أولى تجاربي في مصر، ولن أنساها أبدًا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *