خرق وقف إطلاق النار في السويداء بسوريا من قبل مجموعات مسلحة

أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم الأحد، عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الأمن نتيجة قصف من قبل عصابات متمردة استهدفت قرى في محافظة السويداء جنوب البلاد باستخدام الصواريخ وقذائف الهاون، كما تبادلت وزارة الدفاع السورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” الاتهامات بشن هجوم في ريف مدينة منبج شمال شرق حلب خلال ليلة السبت إلى الأحد.

وفي بيان صادر عن وزارة الداخلية، أكدت أن هذه الهجمات تأتي في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي، مشيرة إلى أن الدولة السورية تعمل بكل جهدها لتثبيت هذا الاتفاق، حرصاً على استقرار المحافظة، حيث تسعى لتأمين حياة المدنيين وإعادة الخدمات تدريجياً.

كما أوضحت الوزارة أن الجهود الحكومية لم تتوقف، في الوقت الذي استمرت فيه العصابات المتمردة في حملات التجييش الإعلامي والطائفي، مشيرة إلى أنه بعد فشل هذه العصابات في عرقلة جهود الدولة، لجأت إلى خرق الاتفاق من خلال شن هجمات غادرة ضد قوات الأمن، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من العناصر.

وحذرت الوزارة من أن هذه العصابات تواصل محاولاتها لجر المحافظة إلى الفوضى والتوتر، مستغلة خرق الاتفاقات لتغطية ممارساتها التعسفية، مثل الاعتقالات غير القانونية وسرقة المساعدات الإغاثية.

من جانب آخر، أكد مصدر أمني أن قوات الأمن الداخلي تمكنت من استعادة السيطرة على النقاط التي تقدمت إليها ميليشيات الهجري في تل الحديد وريمة حازم وولغا بريف السويداء.

وفي سياق متصل، أعلنت لجنة التحقيق المشكَّلة حديثاً حول أحداث السويداء أنها ستبدأ عملها فوراً للتحقيق في ملابسات الاضطرابات، متعهدة بإنصاف المتضررين وضمان الشفافية وتحديد المسؤوليات.

جاء ذلك خلال الاجتماع الأول للجنة في مقر وزارة العدل بدمشق، برئاسة وزير العدل مظهر الويس، الذي دعا الأعضاء للعمل وفق مبادئ العدالة التي تنصف جميع المتضررين، مشدداً على أهمية أن تصب نتائج التحقيق في مصلحة السلم الأهلي وإعادة الاستقرار.

كما أعلنت اللجنة عن تعيين القاضي حاتم النعسان رئيساً لها والمحامي عمار عز الدين ناطقاً رسمياً، مع تخصيص مقر دائم داخل الوزارة، بالإضافة إلى خطين هاتفيين لتلقي الشكاوى من أهالي السويداء، على أن يتم الإعلان عن الرقمين لاحقاً.

وأوضح النعسان أن اللجنة ستبدأ عملها بلقاءات مع المسؤولين المحليين في محافظتي السويداء ودرعا، والاستماع إلى شهادات المتضررين، مشيراً إلى أن التحقيقات ستُدار من خلال فرق عمل متعددة تهدف إلى كشف الحقيقة كاملة وتحديد المسؤولين عن الأحداث الأخيرة.

وفي تطور آخر، تبادلت وزارة الدفاع السورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” الاتهامات حول هجوم في ريف مدينة منبج، حيث أفادت وزارة الدفاع بأن الهجوم الذي نفذته “قسد” أسفر عن إصابة أربعة من أفراد الجيش وثلاثة مدنيين، واصفة الهجوم بأنه غير مسؤول وأسبابه مجهولة.

لاحقاً، أكدت إدارة الإعلام والاتصال في الوزارة أن وحدات الجيش تقوم بتنفيذ ضربات دقيقة تستهدف مصادر النيران التي استخدمتها “قسد” في قصف قرية الكيارية ومحيطها بريف منبج، حيث تمكنت القوات من رصد راجمة صواريخ ومدفع ميداني تم استخدامهما في الاعتداء على محيط مدينة مسكنة شرق حلب، كما صدت عملية تسلل لقوات “قسد” على إحدى نقاط انتشار الجيش.

من جانبها، نفت “قسد” تصريحات الوزارة حول تعرض نقاطها لهجوم من قبل قوات الجيش، مشيرة إلى أن قواتها تستخدم حقها في الدفاع المشروع بعد الهجمات المتكررة من فصائل غير منضبطة في مناطق التماس.

وفي سياق متصل، أعلنت “قسد” عن مقتل خمسة من عناصرها خلال هجوم شنه تنظيم داعش على نقطة تفتيش في دير الزور في 31 يوليو الماضي.

على صعيد آخر، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه نفذ غارة على أهداف في جنوب سوريا، مشيراً إلى أنه صادر أسلحة واستجوب عدداً من المشتبه بهم المتورطين في تهريب الأسلحة في المنطقة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *