وزير الخارجية يؤكد شراكة واشنطن في جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

أوضح الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، أن مصر تعطي الأولوية القصوى للقارة الإفريقية، حيث يتم الآن اتباع نهج شامل للتعامل مع هذه القارة وفقًا لتوجهات رئيس الجمهورية.

وأشار وزير الخارجية، في إجابته على سؤال حول الزخم المتزايد في العلاقات المصرية الأفريقية، إلى أن «النظرة الحالية للقارة الإفريقية تتجاوز القضية المائية والمصالح المائية المصرية، التي تظل على رأس الأولويات كونها قضية وجودية، إلا أن التقارب أصبح الآن أكثر شمولاً»، لافتًا إلى أن التركيز على التقارب الاقتصادي يعد أساس التعامل مع القارة الإفريقية من خلال تطوير شراكات مع دولها لفتح أسواق جديدة للمنتج المصري، وكذلك لتوطين الصناعات في تلك الدول، خصوصًا في مجالات الصناعات الدوائية وغيرها.

وأضاف: «من الطبيعي أن يكون لنا وجود أكبر على الأرض عبر الاستثمارات الحكومية والخاصة في القارة الإفريقية»، مؤكدًا أن مستقبل الاقتصاد المصري مرتبط بنمو القارة الإفريقية، وهذا الأمر ليس مجرد شعار بل هو واقع ملموس

وأكد «عبدالعاطي» أن وزارة الخارجية تبذل جهودًا مكثفة لتعزيز التواجد المصري في أفريقيا، مشيرًا إلى أنه بتوجيهات من الرئيس السيسي، يتم القيام بجولات في دول القارة بمشاركة عدد كبير من الشركات ورجال الأعمال المصريين، حيث يكون الهدف الرئيسي هو تحقيق مكاسب للجميع وليس مجرد فتح الأسواق فقط.

وأشار وزير الخارجية إلى الجولة الأخيرة التي قام بها في عدد من دول غرب إفريقيا بتعليمات من الرئيس السيسي، موضحًا أن الجولة شهدت مشاركة 30 شركة مصرية، بالإضافة إلى الجهات الحكومية مثل وزارة الإسكان ووزارة البترول والموارد المعدنية ووزارة الصناعة والهيئة الاقتصادية لقناة السويس.

وأوضح بدر عبدالعاطي أن الجولة شملت زيارة 6 دول خلال 5 أيام، مؤكدًا أن هذا يعكس الاهتمام الكبير بالقارة الإفريقية، خاصة منطقتي الغرب والوسط، حيث تحظى هذه المناطق بأولوية، كما أن منطقة القرن الإفريقي ودول حوض النيل تظل مهمة لاعتبارات عدة، لكن منطقة الوسط والغرب أيضًا ذات أهمية كبيرة.

ونوه وزير الخارجية إلى وجود مبادرات هامة مثل الممر التنموي العظيم الذي يبدأ من سفاجا إلى مدينة أم جرس في شمال شرق تشاد، وينتهي إلى الموانئ على المحيط الأطلسي، سواء في الكاميرون أو غانا أو غينيا الاستوائية، مؤكدًا أن «هذا أمر بالغ الأهمية نتحرك فيه ولدينا 4 قطاعات ذات أولوية».

وتابع: «يمكنني القول بكل موضوعية أن مصر تمتلك قيمة مضافة في هذه القطاعات، ونحن الآن أكبر طرف منافس في القارة الإفريقية خاصة في مجالات البنية التحتية والإنشاءات والطاقة، خاصة الطاقة الجديدة والمتجددة، وكذلك قطاع الصناعات الدوائية الذي يعتبر من أهم القطاعات إلى جانب البنية التحتية»، مشيرًا إلى أن الدواء المصري يتمتع بسمعة ممتازة في القارة ويعتبر منافسًا قويًا

وقال: «لذا، هناك نهج شامل يضمن أن مصر لا تستفيد وحدها بل إن الطرف الآخر أيضًا يستفيد، مضيفًا: «لدينا سياسة توطين الصناعة في القارة الإفريقية»

ونوه وزير الخارجية إلى مشروع سد جوليوس نيريري في تنزانيا، الذي يُعد من أعظم المشاريع التي تم تنفيذها كتحالف مصري خارج الأراضي المصرية، مضيفًا: «نفخر به، حيث فتح المجال للشركات المصرية للتوسع في القارة، وأصبحت هذه الشركات معروفة الآن»

الأوضاع في غزة

وردًا على سؤال حول التواصل المصري الأمريكي بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، أكد «عبدالعاطي» أن التواصل مستمر بين مصر والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن «واشنطن تعتبر شريكًا لنا في جهود التواصل لصفقة وقف إطلاق النار في غزة».

وقال: «لا ننسى أن الاتفاق السابق لوقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي، جاء بدعم وجهد متميز من الإدارة الأمريكية حتى قبل أن تتولى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسؤولية، مضيفًا أن «الولايات المتحدة شركاء لنا»

وأشار وزير الخارجية إلى أن التواصل مع المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مستمر قبل وبعد وصوله إلى غزة وإسرائيل الأسبوع الماضي، والحوار معه ممتد.

وأكد «عبدالعاطي» أن الهدف الأساسي هو التوصل إلى وقف إطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات، مشيرًا إلى أهمية أنه لأول مرة هناك فصل بين وقف إطلاق النار والمفاوضات والوضع الإنساني، بمعنى أنه ليس من الضروري الانتظار حتى يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لتحسين الوضع الإنساني.

وقال: «هذا أمر مهم للغاية، ونستمر في الضغط نحو التوصل لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات