سهم سابك ينخفض بأكثر من 1% مع توزيع 4.5 مليار ريال أرباح للمساهمين

تم تحديثه الأحد 2025/8/3 03:31 م بتوقيت أبوظبي

شهد سعر سهم “سابك” (الشركة السعودية للصناعات الأساسية) تراجعًا تجاوز 1% خلال تداولات الأحد في البورصة السعودية، وذلك بعد أن أعلنت الشركة عن خسارة وصلت إلى 4.07 مليار ريال (1.01 مليار دولار) خلال الربع الثاني من 2025، بالإضافة إلى إعلانها عن توزيع أرباح بقيمة 4.5 مليار ريال للمساهمين.

تحولت “سابك”، التي تُعتبر أكبر شركة بتروكيماويات في السعودية، إلى تكبد خسارة تقدر بـ 4.07 مليار ريال (حوالي 1.01 مليار دولار) خلال الربع الثاني من العام الجاري، مما جاء مخالفًا للتوقعات التي كانت تشير إلى تحقيق أرباح بقيمة 1.11 مليار ريال، وذلك نتيجة لإعادة هيكلة محفظة الأعمال.

وبذلك، سجلت الشركة، التي تعد أيضًا أكبر منتج للبتروكيماويات والأسمدة في منطقة الشرق الأوسط، خسائر بلغت 5.28 مليار ريال بنهاية النصف الأول من 2025.

انخفض سعر سهم “سابك” بنسبة 1.37% ليصل إلى 53.90 ريال عند إغلاق التعاملات في البورصة السعودية.

أعلنت “سابك” أن مجلس إدارتها وافق على توزيع أرباح نقدية مرحلية عن النصف الأول من عام 2025 بقيمة إجمالية تصل إلى 4.5 مليار ريال، وذلك رغم الخسائر الصافية التي سجلتها الشركة.

تفاصيل التوزيعات النقدية لسهم سابك

بلغ إجمالي قيمة التوزيعات النقدية التي أقرتها الشركة 4.5 مليار ريال سعودي، حيث سيتم توزيع هذا المبلغ على المساهمين بمعدل 1.5 ريال لكل سهم من إجمالي 3 مليارات سهم قائم، مما يعادل 15% من القيمة الاسمية للسهم.

أوضحت الشركة في بيانها الرسمي اليوم الأحد للسوق المالية السعودية “تداول” أن أحقية الحصول على هذه التوزيعات ستكون للمساهمين المسجلين في سجلات الشركة بنهاية اليوم الثاني من التداول بعد تاريخ الاستحقاق المحدد في 19 أغسطس/آب 2025، وسيتم صرف الأرباح فعليًا للمستفيدين في تاريخ 9 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

حرصت “سابك” على توجيه نداء عاجل لجميع مساهميها، داعية إياهم إلى الإسراع في تحديث بياناتهم الشخصية والمصرفية لدى مركز إيداع الأوراق المالية، وشددت الشركة على أهمية التأكد من ربط الحسابات البنكية بالمحافظ الاستثمارية بشكل صحيح، وكذلك إيداع أي شهادات أسهم مادية بحوزتهم لدى المركز، وذلك لضمان وصول الأرباح إلى حساباتهم البنكية دون أي عوائق في تاريخ الصرف المحدد.

معاملة المستثمرين الأجانب

خصصت “سابك” جزءًا مهمًا في بيانها لشرح آلية معاملة المستثمرين غير المقيمين، حيث أوضحت أن الأرباح التي سيتم دفعها لهذه الفئة ستخضع لضريبة استقطاع بنسبة 5% وفقًا لأحكام المادة (68) من نظام ضريبة الدخل والمادة (63) من لائحته التنفيذية، ومع ذلك أتاحت الشركة للمستثمرين غير المقيمين الذين يحملون إعفاءات ضريبية من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك إمكانية التقدم بطلب الإعفاء خلال مهلة 5 أيام عمل فقط من تاريخ الاستحقاق، مع ضرورة تقديم جميع المستندات المؤيدة لذلك.

التحول من الربح للخسارة

كشفت البيانات المالية لـ”سابك” عن تسجيلها خسائر صافية خلال النصف الأول من عام 2025 بلغت 5.28 مليار ريال، مقارنة بأرباح حققتها في الفترة المماثلة من العام السابق 2024 والبالغة 2.43 مليار ريال.

ويرجع هذا التراجع الكبير في الأداء إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها تسجيل الشركة لمخصصات وانخفاض في قيمة أصولها بمبلغ 3.78 مليار ريال نتيجة قرارها إغلاق وحدة التكسير في مصنع “تيسايد” بالمملكة المتحدة، ضمن استراتيجية مراجعة محفظة أعمالها بهدف خفض التكاليف وتحسين الربحية.

عوامل التأثير السلبي على نتائج سابك

كشفت الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” عن عوامل رئيسية أثرت سلبًا أيضًا على أدائها المالي خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث شهدت نتائجها تراجعًا ملحوظًا في عدة محاور، وأفصحت الشركة أن مشاريع مشتركة غير تكاملية وشركات زميلة سجلت انخفاضًا في قيمتها بمبلغ 1.02 مليار ريال، وهو ما يعزى بشكل أساسي إلى تدهور قيمة بعض الأصول المالية في الأسواق الأوروبية.

كما سجلت الشركة ارتفاعًا في تكاليف المشتقات المالية المرتبطة بحقوق الملكية، حيث بلغت هذه الزيادة 517 مليون ريال نتيجة عمليات إعادة التقييم.

من جهة أخرى واجهت “سابك” عبئًا ماليًا إضافيًا تمثل في مصروفات الزكاة التي بلغت 284 مليون ريال، وذلك مقارنة بمكاسب غير نقدية كانت قد سجلتها في الفترة المماثلة من العام السابق.

سابك تخفض توقعاتها للإنفاق الرأسمالي لعام 2025

وحسب وسائل إعلام محلية، أعلنت “سابك” عن تعديل توقعاتها للإنفاق الرأسمالي لعام 2025، حيث من المتوقع الآن أن يتراوح بين 3 إلى 3.5 مليار دولار، وذلك بانخفاض يصل إلى 500 مليون دولار عن التقديرات السابقة التي كانت تتراوح بين 3.5 إلى 4 مليارات دولار، وجاء هذا التعديل في إطار مراجعة شاملة لاستراتيجية الشركة الاستثمارية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

من جهة أخرى توقعت إدارة “سابك” استقرارًا في الطلب على منتجاتها خلال الربع الثالث من العام عبر 9 قطاعات رئيسية، وهي: قطاع التعبئة والتغليف، البناء والتشييد، المنتجات الزراعية، السلع الاستهلاكية، خدمات النقل، حلول القطاع الصناعي، صناعة السيارات، الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، بالإضافة إلى قطاع العناية الشخصية والرعاية الصحية.

لا تأثير على الاستثمارات

قال عبدالرحمن بن صالح الفقيه، الرئيس التنفيذي للشركة، إن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي استقر في الربع الثاني من عام 2025م عند 2.5%، وكنتيجة لفائض الطاقة الإنتاجية، تبقى معدلات التشغيل دون المتوسط العالمي التاريخي؛ مما يؤدي إلى ضغط على الهوامش الربحية نتيجة فائض المعروض، فيما لا يزال مؤشر مديري المشتريات التصنيعي عند مستويات أقل من 50 نقطة على مدار هذا الربع.

وأضاف الفقيه، خلال مؤتمر صحفي، أنه في ظل هذه الظروف الصعبة واصلت “سابك” إظهار مرونة أعمالها، حيث بلغت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء (المعدلة) 5.22 مليار ريال؛ ما يعكس استقرارها رغم حالة انعدام اليقين المستمرة.

وتابع الفقيه: “ما زلنا نركز على التميز التشغيلي والسلامة، ونحافظ على المعدل الأفضل في الصناعة فيما يتعلق بإجمالي الحوادث المسجلة عند 0.07”.

وأردف قائلاً: “في ظل التحديات المستمرة في سوق الصناعات الكيميائية اتخذنا قرارًا منضبطًا بتعديل التوزيعات بما يتماشى مع الأوضاع الراهنة، وتؤكد التزامنا الراسخ باتباع نهج متوازن في تخصيص رأس المال، يضمن تقديم توزيعات أرباح تنافسية عبر الدورات الاقتصادية، مع دعم خلق القيمة المستدامة على المدى الطويل”.