
في خطوة تعد بمثابة نقطة تحول هامة في إدارة الحدود الأوروبية، سيتم تفعيل نظام الدخول والخروج (EES) في منطقة شنغن اعتبارًا من الثاني عشر من أكتوبر 2025.
يرتبط هذا النظام بكيفية التعامل مع المسافرين القادمين من خارج الاتحاد، وخاصة من دول مثل الجزائر، حيث سيتم التخلي عن الختم اليدوي لجوازات السفر لصالح نظام بيومتري رقمي متكامل.
مواضيع مشابهة: مهاجم من أبناء “الأقدام السوداء” يسعى للانضمام للمولودية.. هل يكون القدر في صفه للعودة إلى الجزائر؟
ما هو نظام (EES)؟
يعتبر نظام (EES) نظامًا إلكترونيًا يهدف إلى تسجيل معلومات دقيقة حول دخول وخروج مواطني الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، سواء كانوا بحاجة إلى تأشيرة أم لا، بشرط ألا تتجاوز إقامتهم 90 يومًا خلال فترة 180 يومًا، وسيُستخدم لتسجيل البيانات التالية:
شوف كمان: بن غفير يتصدر اقتحام المستوطنين لحرم الإبراهيمي والاحتلال يغلق وسط مدينة الخليل
- الاسم الكامل
- رقم جواز السفر
- صورة الوجه
- بصمات الأصابع
- تاريخ وساعة ومكان الدخول والخروج
- حالات رفض الدخول (إن وُجدت)
ماذا عن الجزائريين؟
مع تفعيل النظام الجديد، لن يتم ختم جوازات السفر الجزائرية عند دخول أو مغادرة منطقة شنغن، بل ستُجمع بياناتهم إلكترونيًا في قاعدة بيانات موحدة.
متابعو الموقع يشاهدون:
يمس هذا التغيير بشكل مباشر أولئك الحاصلين على تأشيرات قصيرة المدى، مثل تأشيرات السياحة أو الزيارة العائلية، حيث سيتعين عليهم المرور عبر أجهزة المسح البيومتري عند المعابر الحدودية الجوية والبحرية والبرية.
بالنسبة للمواطن الجزائري الذي يسافر إلى أوروبا بتأشيرة قصيرة الأجل، سيحل المسح البيومتري محل الختم اليدوي التقليدي، وسيتوجب على كل مسافر المرور بعملية تحقق رقمية تشمل بصمات الأصابع والتقاط صورة.
ووفقًا للمفوضية الأوروبية، فإن الأهداف الأساسية لهذا الإصلاح تشمل:
- مكافحة الهجرة غير النظامية من خلال تتبع مدة إقامة الأجانب بدقة
- تعزيز الأمن عبر مراقبة شاملة لحركة العبور
- تسهيل وتسريع إجراءات التفتيش الحدودي على المدى الطويل، خاصة عند المداخل البرية والجوية المزدحمة
الدول المعنية بالتطبيق
سيُطبق نظام (EES) في 29 دولة أوروبية، تشمل جميع الدول الأعضاء في شنغن، باستثناء أيرلندا وقبرص، مع انضمام دول أخرى غير أعضاء في الاتحاد مثل النرويج وسويسرا وآيسلندا وليختنشتاين.
ستمنح هذه الدول فترة ستة أشهر لتنفيذ النظام بالكامل، مما يتيح للسلطات الحدودية وشركات النقل والمسافرين التكيف مع الآليات الجديدة.
على الرغم من الأهداف الأمنية والتنظيمية التي يقوم عليها النظام، أبدت شركات الطيران والسكك الحديدية مخاوف من التأثيرات المحتملة على زمن العبور، خصوصًا في المحطات الكبرى مثل “سانت بانكراس” في لندن، حيث يُخشى من حدوث ازدحام وتأخيرات.
ورغم أن المملكة المتحدة ليست ضمن منطقة شنغن، إلا أنها متأثرة بشكل غير مباشر باعتبارها نقطة عبور للمسافرين.
كما أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول حماية البيانات البيومترية الحساسة، وقد ردت المفوضية الأوروبية بالتأكيد على وجود ضمانات صارمة لحماية الخصوصية، بما في ذلك ضوابط دقيقة على كيفية جمع وتخزين واستخدام هذه البيانات، بالإضافة إلى تحديد واضح لفترات الاحتفاظ بالمعلومات.
يجدر بالذكر أن نظام (EES) هو ثمرة نقاشات استمرت لأكثر من عشر سنوات داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وهو يجسد التوجه الأوروبي نحو الرقمنة في إدارة الحدود.
التعليقات