البابا ليون يستقبل وفدًا من الشباب المصريين بعد فقدان إحدى رفيقاتهم.. تعرف على التفاصيل المثيرة

استقبل قداسة البابا لاون الرابع، في الفاتيكان، اليوم السبت، الحجاج المصريين الذين قدموا إلى روما للمشاركة في يوبيل الشبيبة، وكان من بينهم رفاق الشابة باسكال رفيق، التي توفيت عن عمر يناهز الثمانية عشر عامًا خلال وجودها في العاصمة الإيطالية.

وفي كلمته لزواره، قال البابا: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، السلام معكم، في وقت مبكر من هذا الصباح، تلقيت الخبر الحزين عن إحدى رفيقاتكم في الرحلة، أختكم في الحج، التي توفيت بشكل مفاجئ الليلة الماضية، كما تعلمون، فإن الحزن الذي يصاحب الموت أمر إنساني وطبيعي، خاصة وأنكم بعيدون عن أوطانكم، وفي مناسبة كهذه، حيث اجتمعنا لنحتفل بإيماننا بفرح

وأضاف الأب الأقدس، جاء ما يذكّرنا بأن حياتنا ليست سطحية، ولا نملك السيطرة الكاملة على حياتنا، ولا نعرف – كما قال يسوع نفسه – لا اليوم ولا الساعة التي تنتهي فيها حياتنا الأرضية، لكننا نتعلم من الإنجيل أيضًا ما اكتشفته مريم ومرثا عند وفاة أخوهما لعازر، ولم يكن يسوع معهما في البداية، لكنه جاء بعد عدة أيام من وفاته، وعندها أدركتا أن يسوع هو القيامة والحياة.

وتابع قداسة البابا لاون الرابع عشر: إذ نحتفل هذا العام بالسنة اليوبيلية المخصصة للرجاء، نتذكر مدى احتياجنا لإيماننا بيسوع المسيح، وأن يكون هذا الإيمان جزءًا من هويتنا، وطريقة عيشنا، وطريقتنا في تقدير بعضنا البعض واحترامنا لبعضنا، خاصة في كيفية استمرارنا في السير إلى الأمام، رغم التجارب المؤلمة كهذه

وذكّر البابا لاون بأن القديس أوغسطينوس يقول: إن الحزن والبكاء عند وفاة شخص عزيز أمر إنساني وطبيعي، لكن لا تحزنوا كما يحزن الوثنيون، لأننا أيضًا رأينا يسوع المسيح يموت على الصليب، ويقوم من بين الأموات، فقيامتُه هي مصدر رجائنا الأكبر، وعندما نتحدث عن سنة اليوبيل المكرسة للرجاء، فإن رجاءنا هو في المسيح القائم من الموت، وهو يدعونا إلى تجديد إيماننا، ويدعونا لأن نكون أصدقاء وإخوة وأخوات لبعضنا، وندعم بعضنا، ويقول لنا: أنتم أيضًا يجب أن تكونوا شهودًا لرسالة الإنجيل هذه، ويتوجه خصوصًا إليكم وقد لامست هذه الحقيقة حياتكم بشكل مباشر اليوم

وتابع الأب الأقدس في كلمته إلى وفد الحجاج المصريين: لقد فكرنا، وسط هذا الألم الذي تشعرون به بسبب فقدان صديقتكم، في أن نستغل هذه الفرصة لنجتمع معًا للصلاة، ونُجدد إيماننا، ونطلب من الله الراحة الأبدية لأختنا، وأيضًا القوة والعزاء، وتقوية إيماننا، وتجديد رجائنا، وككنيسة، وكأخوة وأخوات، اجتمعنا لهذا السبب بالذات

وفي ختام كلمته، قال قداسة البابا لاون لضيوفه: لنطلب من الرب أن يكون معنا، أن يكون معكم جميعًا، وأن يرافقكم في هذه الأيام من حجكم لمناسبة سنة اليوبيل، المخصصة للرجاء، وأن يحفظكم الله جميعًا بمحبته ونعمته، الرب معكم، لتحلّ بركة الله القدير عليكم جميعًا، ويمنح السلام لقلوبكم

وكانت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي قد أصدرت صباح السبت، بيانًا جاء فيه أن البابا تلقى بألم كبير نبأ الموت المفاجئ للشابة المصرية، مضيفة: أن قداسة البابا لاون الرابع عشر تواصل مع المطران جان ماري شامي، النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر والسودان وجنوب السودان، للإعراب عن قربه الروحي من عائلة الشابة ومن الجماعة كلها

واختتم البيان بأن قداسة البابا لاون يؤكد مشاركته معاناة من آلمهم هذا الحادث المأساوي، كما يرفع الصلاة على نية راحة نفس الشابة، طالبًا من الرب العزاء لعائلتها، وجميع الباكين على هذه الخسارة.