
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، أنه يدرس إمكانية توزيع جزء من عائدات الرسوم الجمركية على المواطنين الأمريكيين.
اقرأ كمان: مصنع جزائري يساهم في توفير 100 مليون دولار من واردات الخميرة كل عام
أداة لتعزيز القوة الاقتصادية
يعتمد ترامب على سمعته كمفاوض متمرس وصانع صفقات بارع، وهي الصورة التي ساعدته طوال مسيرته، في سياسته الحمائية المعتمدة على الرسوم الجمركية المرتفعة.
وفي يوم الجمعة، نشر البيت الأبيض صورة للرئيس وهو يتحدث عبر هاتفه الذكي، مع تعليق يشير إلى أنه “يجري اتصالات، يبرم صفقات، ويعيد العظمة لأمريكا”.
يستقبل أنصاره كل اتفاقية تجارية يعلن عنها الرئيس، حيث يعتقدون أن الرسوم الجمركية تعد أداة تعزز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة، ويعتبرونها دليلاً على براعته في التفاوض.
رسوم جمركية جديدة
لم تكن موجة تغييرات الرسوم هذا الأسبوع استثناءً.
ففي يوم الخميس، فرض ترامب رسوماً جمركية جديدة على عدد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وسيبدأ تطبيق هذه الرسوم في السابع من أغسطس بدلاً من الأول منه، بعد أن حدد سابقًا الأول من الشهر كموعد نهائي صارم.
وقد أدى تراجع الرئيس الجمهوري عن قراراته ومواعيده النهائية إلى انتشار مصطلح “تاكو”، الذي يشير إلى عبارة “ترامب دائماً يتراجع”.
اقرأ كمان: البابا فرانسيس يناشد من أجل السلام ووقف العمليات القتالية بمناسبة عيد الفصح
ليس تراجعاً
لكن بعض المحللين يرون أن هذه المرة ليست تراجعاً.
يعتقد خبير الاقتصاد الدولي في مركز أتلانتيك كاونسيل للأبحاث أن ترامب “لم يتراجع”.
وأوضح ليبسكي لوكالة فرانس برس أن الرئيس “يتابع، إن لم يتجاوز” ما تعهد به خلال حملته الانتخابية بشأن الرسوم الجمركية.
وأشار محلل السياسات العامة في إيفركور آي إس آي ماثيو أكس، إلى أنه لا يتوقع “تغيراً كبيراً” في الأمر التنفيذي الأخير، باستثناء إبرام صفقات مع بعض الدول مثل تايوان أو الهند خلال فترة السماح التي تمتد لسبعة أيام.
وبعد مفاوضات حاسمة سبقت إعلان الرسوم الجمركية، حصل ترامب على سلسلة من التنازلات في الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، حيث حدد معدلات ضريبية متفاوتة وحصل على وعود باستثمارات كبيرة في الولايات المتحدة.
تفاصيل الاتفاقيات
تبقى تفاصيل هذه الاتفاقيات غامضة، مما يثير أسئلة مهمة مثل: هل يمكن أن تكون هناك إعفاءات؟ ما مصير القطاعات الرئيسية مثل السيارات والأدوية وأشباه الموصلات؟ وماذا عن الصين؟
وأوضح أكس أن لدى الرئيس الأمريكي وقادة الدول الأخرى “أسباباً لتجنب الدخول في اتفاقيات مفصلة”، مما يسمح لجميع الأطراف بتقديم هذه الصفقات لجمهورهم بأكثر الطرق إيجابية أو أقلها سلبية.
تعتبر القدرة على إبرام الصفقات، مع أو بدون تفاصيل جوهرية، جزءاً أساسياً من أسلوب ترامب السياسي.
فن
في كتابه “فن إبرام الصفقات”، كتب الملياردير “الصفقات فن خاص بي، يرسم الآخرون بجمال على القماش أو يكتبون أشعاراً رائعة، أنا أحب إبرام الصفقات، والأفضل أن تكون كبيرة، هذا يمتعني”.
خطة الرسوم الجمركية
أعلن البيت الأبيض، مساء الخميس، عن السياسات التجارية الجديدة لإدارة ترامب، بما في ذلك الخطة الجديدة للرسوم الجمركية.
جاء هذا الإعلان قبل ساعات قليلة من الموعد النهائي لتطبيق الخطة في الأول من أغسطس، وفقًا للتوقيت المحلي.
ورغم اعتبارها نسبة متحفظة مقارنة بسياسات ترامب السابقة، أعلن البيت الأبيض أن الرسوم “الشاملة” على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة ستبقى عند 10٪، وهي نفس النسبة التي طُبقت في 2 إبريل.
لكن هذه النسبة ستطبق فقط على الدول ذات الفائض التجاري – الدول التي تصدر إليها الولايات المتحدة أكثر مما تستورد، وهذا ينطبق على معظم الدول، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.
ستشكل نسبة 15٪ الحد الأدنى الجديد للرسوم الجمركية للدول التي تعاني الولايات المتحدة من عجز تجاري معها.
ستدفع حوالي 40 دولة هذه الرسوم الجمركية الجديدة البالغة 15٪، بحسب “سي إن إن”.
ستكون هذه الرسوم أقل بالنسبة للعديد من هذه الدول من الرسوم الجمركية “التبادلية” التي فُرضت في 2 إبريل، لكنها ستكون أعلى بالنسبة لعدد قليل منها.
مقال له علاقة: وصول حاملة طائرات أمريكية أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط
التعليقات