اتهام الموساد باغتيال والدها ونقل شريكة جيفري إبستين إلى سجن أقل حراسة في الولايات المتحدة

لا تزال قضية «جيفري إبستين» تثير الكثير من الجدل، حيث قامت السلطات الأمريكية بنقل جيلاين ماكسويل، الصديقة السابقة للمدان بالجرائم الجنسية، من سجن فيدرالي في فلوريدا إلى معسكر اعتقال في تكساس، مما أعاد تسليط الضوء على قضيتها الجنائية، وفقًا لما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية.

وأكد مكتب السجون الفيدرالي أن ماكسويل تم نقلها إلى بريان بولاية تكساس، ولكنه لم يوضح تفاصيل هذا النقل، كما صرح محاميها، ديفيد أوسكار ماركوس، بتأكيد هذه الخطوة لكنه رفض الخوض في أسبابها.

في عام 2021، أُدينت ماكسويل باستدراج فتيات مراهقات للاعتداء الجنسي، وحُكم عليها بالسجن لمدة 20 عامًا.

سجن أقل حراسة

بحسب «أسوشييتد برس»، كانت ماكسويل محتجزة في سجن منخفض الحراسة في «تالاهاسي» بولاية فلوريدا حتى تم نقلها إلى معسكر السجن في تكساس، حيث يضم المعسكر سجناء آخرين مثل إليزابيث هولمز من شركة «ثيرانوس» وجين شاه من برنامج «ربات بيوت سولت ليك سيتي».

تستقبل معسكرات السجون الفيدرالية ذات الحراسة الأمنية المنخفضة النزلاء الذين يعتبرهم مكتب السجون الأقل خطورة، وبعضها لا يحتوي على أسوار، وقد صُممت هذه المعسكرات لتسهيل العمليات والسماح للسجناء بأداء أعمال مثل تنسيق الحدائق والصيانة دون الحاجة للدخول والخروج المتكرر من منشأة السجن الرئيسية.

قال ممثلو الادعاء إن الجرائم الجنسية التي ارتكبها إبستين لم تكن ممكنة دون مساعدة ماكسويل، بينما جادل محاموها بأنها حوكمت بشكل غير عادل وحُرمت من محاكمة مناسبة، وطرحوا فكرة العفو عنها من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كما طلبوا من المحكمة العليا الأمريكية مراجعة قضيتها.

ترامب يتحدث عن العفو بشأنها

أشار ترامب إلى أنه لم يتلق أي طلب للعفو عن ماكسويل، حيث قال لـ«نيوزماكس» في مقابلة أذيعت يوم الجمعة: «مسموح لي أن أفعل ذلك، لكن لم يطلب مني أحد القيام بذلك، لا أعرف شيئًا عن القضية».

وأضاف: «لكنني أعلم أن لدي الحق في القيام بذلك، لقد منحت العفو لأشخاص من قبل، لكن لم يطلب مني أحد أن أفعل ذلك».

وقد زادت الأضواء المسلطة على قضية ماكسويل بعد الغضب الذي أثاره بيان وزارة العدل الشهر الماضي، والذي ذكر أنها لن تنشر أي وثائق إضافية من التحقيق في قضية الاتجار الجنسي التي كان إبستين متورطًا فيها، حيث أثار هذا القرار استياء المحققين على الإنترنت وأصحاب نظريات المؤامرة، بالإضافة إلى بعض من قاعدة ترامب الذين كانوا يأملون في رؤية دليل على تستر الحكومة.

ومنذ ذلك الحين، حاول مسؤولو الإدارة الأمريكية إظهار التزامهم بالشفافية في القضية، بما في ذلك طلبهم من المحاكم الكشف عن محاضر هيئة المحلفين الكبرى.

في الوقت نفسه، أجرى تود بلانش، نائب المدعي العام، مقابلة مع ماكسويل في محكمة في فلوريدا على مدار يومين الأسبوع الماضي، حيث عبرت لجنة الرقابة في مجلس النواب أيضًا عن رغبتها في التحدث مع ماكسويل، بينما أشار محاموها هذا الأسبوع إلى أنهم سيكونون منفتحين على إجراء مقابلة معها بشرط ضمان الحصانة من الملاحقة القضائية.

وفي مقابلة نيوزماكس، أوضح الرئيس الأمريكي أنه لا يعرف متى سيكشف بلانش للجمهور عما ناقشه مع ماكسويل خلال المقابلات، مضيفًا: «أعتقد أنه يريد فقط التأكد من عدم تعرض الأبرياء للأذى، لكن عليك أن تتحدث معه حول هذا الموضوع».

في يوم الجمعة، أرسل النائب جيمس كومر، رئيس اللجنة، رسالة إلى محامي ماكسويل، أبدى فيها استعداد اللجنة لتأجيل الإقرار إلى ما بعد البت في استئناف ماكسويل أمام المحكمة العليا، والذي من المتوقع أن يتم البت فيه في أواخر سبتمبر.

من جانبه، قال كومر إن شهادة ماكسويل ضرورية للتحقيق الذي يقوده الجمهوريون في قضية إبستين، لكن اللجنة لن تقدم حصانة أو أي أسئلة قبل شهادتها كما طلب فريقها.

من هي جيلاين ماكسويل؟ وما علاقتها بإسرائيل؟

جيلاين ماكسويل، صديقة إبستين وابنة الصحفي البريطاني روبرت ماكسويل ومؤسس دار نشر بيرجامون، تحمل الجنسية البريطانية والأمريكية والفرنسية، وتعد واحدة من الشخصيات المعروفة في الولايات المتحدة، حيث تم اتهامها بأنها كانت شريكة إبستين في شبكة الدعارة بعد أن قامت فيرجينيا جوفري، المدعية الرئيسية ضد إبستين، برفع دعوى تشهير ضدها.

تورطت ماكسويل في القضية من خلال مشاركتها في أنشطة ساهمت في توسيع شبكة الدعارة، حيث كانت تقوم بتجنيد الفتيات للعبودية الجنسية، وتقديم مبالغ مالية للفتيات اللاتي يحضرن أخريات لـ«خدمات التدليك» ليكتشفن لاحقًا أن الغرض كان مختلفًا، بالإضافة إلى عرضها أموالًا على أصدقاء الضحية جوفري لتكذيب أقوالها وأقوال الضحايا الأخريات لتبرئة المتورطين.

اعتُقلت ماكسويل في يوليو 2021، وحُكم عليها بالسجن 20 عامًا وغرامة قدرها 750 ألف دولار في عام 2022، وأدينت بخمس تهم من بينها تأمين فتيات قاصرات للدعارة لصالح إبستين وأصدقائه.

عززت قضية ارتباط إبستين بإسرائيل من خلال علاقته بالعائلة اليهودية ماكسويل، بدءًا من الوالد روبرت ثم الابنة جيلاين، حيث دعم إبستين روبرت سابقًا عندما كان على حافة الإفلاس، ويوجد تشابه في ظروف وفاتهما، إذ يشاع محليًا أنهما اغتيلوا على يد الموساد، رغم تأكيد انتحار إبستين وغرق روبرت نتيجة سقوطه خطأ.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *