أسباب تعثر صناعة الطاقة النووية في فرنسا حسب أستاذ الاقتصاد بجامعة باريس الجنوبية

في الوقت الذي تسعى فيه فرنسا لتعزيز مكانتها في مجال الطاقة النووية كجزء أساسي من استراتيجيتها للأمن الطاقي والتحول البيئي، يظهر مشروع فلامانفيل 3 كرمز للتحديات التقنية والإدارية التي تواجهها البلاد.

يعتبر هذا المفاعل الأحدث والأكثر تكلفة في تاريخ الطاقة النووية الفرنسية، وقد تأخر مرة أخرى، مما يثير تساؤلات حول كفاءة سلسلة الإمداد النووي، بالإضافة إلى جدوى الاستثمارات الحكومية في سياق المنافسة العالمية والانتقال نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وفي هذا السياق، قال كورنتان لافوركاد، أستاذ الاقتصاد في جامعة باريس الجنوبية، والباحث في معهد مونتين الفرنسي لـ”العين الإخبارية”: “مشروع فلامانفيل يعكس بوضوح حالة الصناعة النووية في فرنسا، حيث توجد طموحات كبيرة، ولكن تعقيدات التنفيذ تكشف عن فجوات تنظيمية وتكنولوجية”

كما أضاف لافوركاد: “التأخير لا يقتصر على كونه مسألة تقنية، بل يؤثر أيضًا على ثقة الأسواق في قدرة شركة EDF على قيادة التحول الطاقي”

وأكد على ضرورة إجراء مراجعة شاملة لآليات إدارة المشاريع الكبرى في فرنسا، خاصة في مجالات البنية التحتية الاستراتيجية.

وأشار لافوركاد إلى أنه في عالم يشهد تحول الدول نحو مصادر طاقة أكثر مرونة وأقل تكلفة، فإن كل تأخير في مشروع نووي كبير يعني تكاليف مضاعفة، سواء من الناحية المالية أو السياسية، على المدى الطويل.

وفي تقرير لصحيفة “ليزيكو” الاقتصادية الفرنسية، تم الإعلان عن أن مفاعل فلامانفيل لن يُعاد تشغيله كما كان مقررًا في 13 أغسطس/آب، بل تم تأجيله إلى 1 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لما ذكرته شركة كهرباء فرنسا (EDF)، التي قررت القيام بأعمال وقائية على إحدى صمامات الدائرة الرئيسية، مما أدى إلى تأجيل التشغيل بنسبة 100% مرة أخرى.

كان من المتوقع أن يصل مفاعل فلامانفيل إلى طاقته القصوى في نهاية الصيف، لكن شركة EDF أوضحت أن ذلك لن يحدث قبل نهاية الخريف، ورغم سلسلة التأخيرات المتكررة منذ بدء المشروع، أكدت الشركة أن التأخير الحالي ناتج فقط عن أعمال صيانة وقائية، وليس بسبب أي خلل جديد.

المفاعل، الذي من المقرر أن يبدأ تشغيله في سبتمبر/أيلول 2024 بعد تأخير دام 12 عامًا، تم ربطه بشبكة الكهرباء في نهاية العام الماضي، وخضع منذ ذلك الحين لسلسلة من الاختبارات التي كان من المفترض أن تُتوج بوصوله إلى طاقته التشغيلية الكاملة في نهاية صيف 2025.

في 19 يونيو/حزيران، تم إيقاف المفاعل بشكل مخطط له لأغراض صيانة، وخلال هذه العملية تم اكتشاف تسرب في اثنتين من أصل ثلاث صمامات ضمن الدائرة الأساسية للمفاعل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *