
أفادت مصادر مطلعة بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث مع أذربيجان إمكانية انضمامها، بالإضافة إلى بعض الحلفاء في آسيا الوسطى، إلى اتفاقيات إبراهيم، بهدف تعزيز العلاقات القائمة مع إسرائيل.
مواضيع مشابهة: إسرائيل تقتل قياديًا بارزًا في حزب الله بجنوب لبنان وتداعيات ذلك على المنطقة
تجدر الإشارة إلى أن اتفاقيات إبراهيم، التي تم توقيعها في عامي 2020 و2021 خلال فترة ولاية ترامب الأولى، شهدت تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين أربع دول وإسرائيل، بعد تدخل أمريكي.
خطوة رمزية
وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن أذربيجان ودول آسيا الوسطى ترتبط بعلاقات طويلة الأمد مع إسرائيل، مما يجعل توسيع الاتفاقيات ليشمل هذه الدول خطوة رمزية إلى حد كبير، حيث سيركز الجهد على تعزيز التعاون في مجالات التجارة والدفاع.
ويعكس هذا التوسع انفتاح ترامب على اتفاقيات أقل طموحاً مقارنة بالهدف الأصلي لإدارته، الذي كان يسعى لإقناع دول مؤثرة في الشرق الأوسط بإقامة علاقات مع إسرائيل، في ظل تصاعد الصراع في غزة.
تؤكد السعودية بشكل متكرر أنها لن تعترف بإسرائيل ما لم تتخذ الأخيرة خطوات نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويؤدي تصاعد عدد القتلى في غزة والأزمات الإنسانية الناتجة عن العمليات العسكرية إلى تفاقم الغضب العربي، مما يعقد جهود إضافة دول جديدة إلى اتفاقيات إبراهيم.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة أن الحرب أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص، بينهم العديد من النساء والأطفال، مما أثار ردود فعل عالمية، حيث أعلنت كندا وفرنسا وبريطانيا مؤخرًا عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
اتفاق سلام
أشارت المصادر إلى أن نقطة الخلاف الرئيسية الأخرى تكمن في صراع أذربيجان مع أرمينيا، حيث تعتبر إدارة ترامب أن التوصل إلى اتفاق سلام بين الدولتين شرطاً أساسياً للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.
شوف كمان: الجيش الإسرائيلي يدمر مقاتلتين إيرانيتين في مطار طهران بشكل مفاجئ
بينما طرح مسؤولون من إدارة ترامب أسماء عدة دول محتملة للانضمام إلى الاتفاقيات، فإن المحادثات مع أذربيجان تعتبر من بين الأكثر تنظيمًا وجدية، حيث أفاد مصدران بأنه قد يتم التوصل إلى اتفاق في غضون أشهر أو حتى أسابيع.
في مارس/آذار الماضي، زار ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص للسلام، باكو، عاصمة أذربيجان، للقاء الرئيس إلهام علييف، وفي وقت لاحق من الربيع، اجتمع أرييه لايتستون، أحد أبرز مساعدي ويتكوف، مع علييف لمناقشة الاتفاقيات.
خلال هذه المناقشات، تواصل مسؤولون من أذربيجان مع نظرائهم من دول آسيا الوسطى، مثل كازاخستان، لاستكشاف مدى اهتمامهم بتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم، وفقًا للمصادر ذاتها.
حتى الآن، لم يتضح أي دول أخرى في آسيا الوسطى، التي تشمل كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقرغيزستان، قد تم التواصل معها.
عند طلب التعليق، لم تشر وزارة الخارجية الأمريكية إلى دول محددة، لكنها أكدت أن توسيع نطاق الاتفاقيات يعد هدفًا رئيسيًا لترامب، حيث صرح مسؤول أمريكي: “نعمل على انضمام المزيد من الدول”، مشيرًا إلى أن أي اتفاقات جديدة لن تؤثر على الاتفاقيات السابقة الموقعة مع إسرائيل
عقبات ما زالت قائمة
تركز اتفاقيات إبراهيم الأصلية، التي وقعت بين إسرائيل ودول عربية، على تطبيع العلاقات، بينما يبدو أن الجولة الثانية من التوسع تتحول إلى آلية أوسع تهدف إلى تعزيز القوة الناعمة الأمريكية والإسرائيلية.
تحتل أذربيجان، الواقعة بين روسيا شمالًا وإيران جنوبًا، موقعًا استراتيجيًا حيويًا لتدفقات التجارة بين آسيا الوسطى والغرب، كما أن القوقاز وآسيا الوسطى غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، مما يجعل القوى الكبرى تتنافس على النفوذ في تلك المنطقة.
يمكن أن يكون توسيع نطاق الاتفاقيات ليشمل الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية لرئيس معروف بترويج الانتصارات، حتى لو كانت صغيرة.
وصف مصدران المناقشات المتعلقة بدول آسيا الوسطى بأنها في مراحلها الأولى، في حين أن المحادثات مع أذربيجان تعتبر متقدمة نسبيًا.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، ولا يوجد ضمان للتوصل إلى اتفاق، خصوصًا مع بطء التقدم في المحادثات بين أرمينيا وأذربيجان، اللتين حصلتا على استقلالهما عن الاتحاد السوفييتي في عام 1991.
يعود الخلاف بين الدولتين إلى أواخر الثمانينات حول إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي تقطنه أغلبية من الأرمن، حيث انشق الإقليم عن أذربيجان بدعم من أرمينيا.
في عام 2023، استعادت أذربيجان السيطرة على الإقليم، مما دفع نحو 100 ألف أرمني للفرار إلى أرمينيا، ومنذ ذلك الحين أعرب الجانبان عن رغبتهما في توقيع معاهدة لإنهاء الصراع رسميًا.
ترتبط أرمينيا بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، مما يجعل إدارة ترامب تتوخى الحذر في اتخاذ أي إجراء قد يزعج يريفان.
على الرغم من ذلك، يشير مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو وترامب نفسه، إلى أن اتفاق السلام بين الدولتين أصبح وشيكًا، حيث قال ترامب للصحفيين في يوليو/تموز الماضي: “في أرمينيا وأذربيجان، حققنا إنجازًا رائعًا، الأمر قريب جدًا”
شوف كمان: ترامب يلمح إلى إمكانية تدخل الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل في مواجهة البرنامج النووي الإيراني
التعليقات