بوتين يؤكد رغبتنا في سلام دائم دون التنازل عن شروط وقف الحرب

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، عن أمله في استمرار محادثات السلام مع كييف، مشددًا على أن شروط موسكو لتحقيق سلام دائم ومستقر لا تزال قائمة، يأتي هذا في وقت يتصاعد فيه التصعيد العسكري الروسي في أوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن السيطرة على سبع بلدات خلال الأسبوع الماضي، وسط هجمات جوية عنيفة على العاصمة كييف التي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، كما أعلنت ألمانيا عن تسليم منظومات صواريخ «باتريوت» إضافية لأوكرانيا لتعزيز دفاعاتها الجوية
وأكد بوتين من شمال روسيا، خلال لقائه مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، على ضرورة أن تقوم أي تسوية على أسس متينة ترضي الطرفين، لكنه أضاف أن الشروط من الجانب الروسي لم تتغير، داعيًا إلى إجراء المحادثات بعيدًا عن الأضواء وفي أجواء هادئة
تتزامن تصريحات بوتين مع تصعيد ميداني مستمر، حيث تواصل القوات الروسية تقدمها للشهر الرابع على التوالي، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت من السيطرة على سبع بلدات في عدة محاور داخل الأراضي الأوكرانية، مشيرة إلى أن وحدات مجموعة الشرق قد توغلت في عمق دفاعات العدو وسيطرت على بلدات زيليوني غاي في دونيتسك، وماليفكا في دنيبروبتروفسك، وتيميروفكا في زابوريجيا، كما تمكنت وحدات من قوات «الجنوب» من السيطرة على مدينة تشاسيف يار في دونيتسك
وحسب تحليل لوكالة «فرانس برس»، استنادًا إلى بيانات «معهد دراسات الحرب الأمريكي»، فقد حققت موسكو في يوليو أكبر مكاسب ميدانية لها منذ نوفمبر الماضي، حيث بلغت المساحات التي سيطرت عليها القوات الروسية 713 كيلومترًا مربعًا، في حين استعادت كييف 79 كيلومترًا فقط، مما يمثل زيادة صافية بنحو 634 كيلومترًا، وهو رقم يتجاوز مكاسب الأشهر الأربعة السابقة مجتمعة
كما سجلت روسيا رقمًا قياسيًا في استخدام الطائرات المسيّرة خلال الشهر ذاته، حيث أطلقت 6297 مسيّرة بعيدة المدى على أوكرانيا، وفق تحليل استند إلى بيانات السلطات الأوكرانية، وأظهر التقرير أن عدد المسيّرات ارتفع للشهر الثالث على التوالي بنسبة 16% مقارنة بشهر يونيو، مشيرًا إلى أن العديد منها يُستخدم كأهداف وهمية لإرباك الدفاعات الجوية، كما أطلقت موسكو 198 صاروخًا خلال يوليو، وهو ثاني أعلى حصيلة منذ بداية العام
في المقابل، تعرضت العاصمة كييف لهجوم جوي هو الأعنف هذا العام، حيث شنته روسيا فجر الخميس عبر مسيّرات وصواريخ، مما أسفر عن مقتل 31 شخصًا، بينهم خمسة أطفال، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أضاف أن طفلًا يبلغ من العمر عامين كان بين القتلى، مشيرًا إلى انتهاء عمليات الإنقاذ التي استمرت لأكثر من 24 ساعة، وبلغ عدد الجرحى 159 شخصًا، بينما تضررت مبانٍ في أربع مناطق من العاصمة، وأبرزها انهيار جزئي لمبنى سكني في منطقة سفياتوشين غرب المدينة
أظهرت مشاهد من الموقع مشيعين يضعون الزهور والشموع عند أنقاض المبنى، بينما استمرت الحفارات في إزالة الركام، وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت أكثر من 6000 طائرة مسيّرة وصاروخ في أنحاء البلاد خلال يوليو فقط، وفي هذا السياق، كتبت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو على منصة «إكس»: «يمتلك العالم كل الأدوات اللازمة لضمان مثول روسيا أمام العدالة، ما ينقصنا ليس القوة، بل الإرادة»
في ظل هذا التصعيد، أعلنت ألمانيا يوم الجمعة أنها ستسلم منظومتي صواريخ «باتريوت» إضافيتين لأوكرانيا، بعد التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، حيث أوضح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بفضل التزام واشنطن، يمكن لألمانيا أن تدعم أوكرانيا بمنظومات إطلاق، تليها مكونات إضافية خلال شهرين أو ثلاثة، مؤكدًا أن بلاده ستكون أول من يتلقى أنظمة «باتريوت» الأمريكية الأحدث، مقابل تمويلها المباشر للصفقة، وأوضح أن الجيش الألماني سيبدأ تسليم القاذفات الأولى خلال الأيام المقبلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على صد الهجمات الجوية المتصاعدة