تظاهرات في السويداء تطالب بتحقيق دولي وسحب القوات السورية من المنطقة

تظاهر عدد من المحتجين في مدينة السويداء السورية، التي تسكنها أغلبية درزية، يوم الجمعة الماضي، حيث رددوا هتافات ضد “الإدارة الانتقالية” مطالبين بخروج جميع القوات التابعة لها من المحافظة، ودعوا إلى محاسبة دولية للجرائم والانتهاكات التي ارتكبت، في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن دمشق لن تسمح بأن تكون سوريا ساحة لتصفية النزاعات الدولية، مشيراً إلى رغبة سوريا وروسيا في طي صفحة الماضي وبناء علاقات جديدة.

كما طالب المتظاهرون برفع الحصار عن محافظة السويداء وفتح معبر إنساني مع الأردن لتلبية احتياجات المواطنين وضمان حرية التنقل، وقد عبروا عن استيائهم من وسائل الإعلام الحكومية، وفق ما تم تداوله على منصة “إكس” وصحيفة “الوطن” المحلية.

وأعرب المحتجون عن رفضهم للجنة التحقيق التي تم الإعلان عنها يوم الخميس الماضي، مؤكدين على ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل.

في المقابل، تنفي السلطات السورية فرض حصار على المحافظة، وتلقي باللوم على “مجموعات خارجة عن القانون”، وهي التسمية التي تطلقها على المقاتلين الدروز، حيث قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، رداً على استفسار لوكالة الصحافة الفرنسية: “إذا كان هناك حصار، كيف دخلت قوافل المساعدات الإنسانية إلى السويداء؟” وطرح تساؤلات حول كيفية استئناف الحركة التجارية إذا كانت هناك مجموعات مسلحة تحتل المنطقة.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة العدل السورية يوم الخميس عن تشكيل لجنة للتحقيق في أعمال العنف الطائفية التي شهدتها السويداء، حيث أوضحت الوزارة أن الهدف من اللجنة هو “كشف الظروف والملابسات التي أدت إلى الأحداث” و”التحقيق في الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها المواطنون” و”إحالة من تثبت مشاركته إلى القضاء”.

تتكون اللجنة من سبعة أعضاء، بينهم أربعة قضاة ومحاميان وضابط برتبة عميد، وقد نص القرار على ضرورة تقديم تقريرها النهائي “خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر”.

الجدير بالذكر أن محافظة السويداء شهدت، منذ 13 يوليو، اشتباكات بين مسلحين من البدو ومقاتلين دروز، وتوسعت الاشتباكات مع تدخل القوات الحكومية ومسلحي العشائر، حيث استمرت هذه الاشتباكات لأكثر من أسبوع وأسفرت عن أكثر من 1400 قتيل وفقاً لمصادر حقوقية.

من جانب آخر، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن دمشق لن تسمح بأن تكون سوريا ساحة لتصفية النزاعات الدولية، مشيراً إلى رغبة سوريا وروسيا في بناء علاقات جديدة، حيث قال خلال لقائه السفراء العرب في موسكو: “لن نسمح أن تكون سوريا مصدراً لأزمات المنطقة”.

كما أكد على أهمية بناء علاقات مع جميع الشركاء الدوليين والمحليين والإقليميين، مشيراً إلى أن سوريا وروسيا لديهما رغبة في تجاوز الماضي وبناء مستقبل جديد.

جاء ذلك بعد أن أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استقبل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والوفد المرافق له في الكرملين.

كما أجرى الوزير الشيباني لقاءً مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية.

وفي سياق آخر، أكد الشيباني أهمية دور الجاليات السورية في دعم تعافي بلادهم وتعزيز صورتها في الخارج، وذلك خلال لقائه بأبناء الجالية السورية في موسكو، حيث أشار إلى حرص الدولة السورية على رعاية مواطنيها في الخارج وتعزيز الروابط بينهم وبين الوطن.

كما أكد على دورهم الحيوي في دعم تعافي سوريا الجديدة وتعزيز صورتها في المجتمع الدولي.

على صعيد آخر، استأنفت شركة الخطوط الجوية التركية، يوم الجمعة، رحلاتها من إسطنبول إلى حلب السورية بعد 13 عاماً من التوقف، حيث هبطت أول طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية التركية في مطار حلب الدولي بعد غياب طويل.

وقد أُقيمت مراسم قص الشريط الأحمر في مطار حلب بمناسبة استقبال أول رحلة للخطوط التركية.

كما أعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية استئناف رحلاتها من مطار عمان إلى مطار حلب الدولي اعتباراً من السادس من مايو الماضي، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً، بعد توقف استمر 14 عاماً.

سطو مسلح على رواتب موظفي المحافظة

أكدت وزارة المالية السورية، يوم الجمعة، أن رواتب بعض الموظفين في محافظة السويداء تعرضت لسطو مسلح من قبل مجموعات خارجة عن القانون، حيث أفادت الوزارة في بيان لها بأن اعتداءات هذه المجموعات تعوق جهودها لاستكمال صرف الرواتب للعاملين والمتقاعدين، وذلك وفقاً لوكالة “سانا”.

وأوضحت الوزارة أنها بدأت إجراءات تحويل رواتب العاملين في القطاع العام، لكنها تفاجأت بتعرض بعض هذه الأموال للسطو، بما في ذلك السطو على فرع المصرف التجاري السوري في مدينة شهبا.

كما أكدت أن هذا الاعتداء يعوق جهود الوزارة لاستكمال صرف الرواتب، وشددت على حرص الدولة السورية على القيام بواجبها تجاه جميع أبنائها، وتطلعها لتوفير الشروط اللازمة لذلك، وأهمها سلامة العاملين في المؤسسات العامة التي أُنشئت لخدمة أبناء المحافظة الكرام.