زيارة المبعوث الأمريكي ويتكوف إلى غزة في ظل أزمة إنسانية طاحنة

قام المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف بزيارة مركز توزيع مساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية في رفح بجنوب قطاع غزة، حيث أكد البيت الأبيض أنه سيقدم تقريرًا فوريًا للرئيس دونالد ترامب بعد عودته، بهدف اعتماد خطة نهائية لتوزيع الغذاء والمساعدات في المنطقة.

أشار ويتكوف إلى أن جولته استغرقت خمس ساعات، وأنه يسعى لنقل صورة دقيقة للرئيس الأمريكي لمساعدته في اتخاذ القرارات المناسبة.

من جهته، اعتبر القيادي في حماس عزت الرشق أن زيارة ويتكوف تمثل استعراضًا دعائيًا يهدف لاحتواء الغضب المتزايد تجاه الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في تجويع سكان القطاع، مشيرًا إلى أن ويتكوف لا يرى في غزة سوى ما يريده الاحتلال أن يراه.

وشدد الرشق على أن المبعوث الأمريكي ينظر إلى المأساة المستمرة من منظور إسرائيلي مضلل، موضحًا أن اعتراف البيت الأبيض ب«مجاعة غزة» بعد إنكارها، دون إدانة الاحتلال المتسبب بها، يعني تبرئة الجاني وتوفير الغطاء السياسي لاستمرار الجرائم المرتكبة.

عبر الفلسطينيون في غزة عن استيائهم من زيارة ويتكوف لمركز المساعدات، معتبرين أنها محاولة للتغطية على جرائم الاحتلال، حيث تجمع العشرات في مدينة غزة للتنديد بالزيارة، وأكد متحدث باسم العشائر أن الزيارة تأتي في وقت يتعرض فيه أبناء الشعب الفلسطيني للقتل والإصابة، مشددًا على أن طرق توزيع الطعام لا تحافظ على كرامة المواطن الفلسطيني.

كما أكد رفض التعامل مع مؤسسة غزة الإنسانية، واصفًا إياها بأنها أداة في يد الاحتلال تنفذ سياسته، حيث استمر الجوع دون تغيير رغم مرور أشهر على عمل هذه المؤسسة.

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموقع أكسيوس إنه يعمل على خطة لتوفير الطعام للناس في قطاع غزة، مضيفًا أنه يرغب في مساعدة الناس على العيش، وأن ذلك كان ينبغي أن يحدث منذ زمن طويل.

كما أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة تسعى فقط لضمان حصول الناس على الطعام في غزة، معبرًا عن عدم رؤيته لنتائج ملموسة للمساعدات المقدمة، ووصف الوضع في غزة بأنه مُفجع ومؤسف، حيث قدمت الولايات المتحدة 60 مليون دولار كمساعدات قبل أسبوعين، معربًا عن عدم معرفته إلى أين ستؤول الأمور هناك.

تأتي هذه التصريحات في ظل انتقادات متزايدة للولايات المتحدة بسبب دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل، بينما تتصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث تحذر منظمات الإغاثة الدولية من مستويات غير مسبوقة من الجوع والدمار.

في بيان له، أعلن الجيش الأردني أنه نفذ سبعة إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية وحليب أطفال إلى قطاع غزة بالتعاون مع عدد من الدول، حيث شاركت في العملية طائرتان من سلاح الجو الملكي الأردني، وطائرتان من ألمانيا، وطائرة فرنسية، وأخرى إسبانية، وبلغت حمولة هذه الإنزالات حوالي 57 طنًا، ليصل إجمالي الحمولة التي تم إلقاؤها منذ عودة الإنزالات الجوية إلى حوالي 148 طنًا من المواد الأساسية.

كما أعلن الرئيس الفرنسي عن بدء عملية لإسقاط المساعدات جواً في قطاع غزة، بينما أكدت وزارة الدفاع الألمانية مشاركتها في هذه العملية.

(وكالات).