تبون يعلن استعداد الجزائر لدعم لبنان ويكشف موقفه من التطبيع مع إسرائيل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في قصر المرادية، وفدًا من الإعلاميين اللبنانيين، وذلك في إطار زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون إلى الجزائر يومي الثلاثاء والأربعاء.

ونشرت صحيفة “النهار” اللبنانية تفاصيل اللقاء، الذي تناول فيه الرئيس الجزائري مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، حيث تم التركيز على العلاقات الجزائرية اللبنانية، وموقف الجزائر من القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية وسوريا، بالإضافة إلى العلاقات مع فرنسا والولايات المتحدة.

وجدد تبون خلال حديثه مع الإعلاميين اللبنانيين استعداد الجزائر لمساعدة لبنان، مؤكدًا على ضرورة “طيّ صفحة أزمة سوناطراك”، التي تسببت في توتر سابق بالعلاقات بين البلدين.

كما أعرب عن حرصه على استمرار الدعم الجزائري في ملف إعادة الإعمار، موجهًا بتشكيل لجنة من المهندسين لمتابعة المشاريع ذات الصلة، بعد أن عرض الوفد اللبناني الرسمي ملفين يتعلقان بإعادة تأهيل منشآت الدولة ومساكن المتضررين.

متابعو الموقع يشاهدون:

وفيما يتعلق بملف نزع سلاح “حزب الله”، أكد الرئيس تبون أن الجزائر لا تعتبر نفسها معنية بهذا الشرط، مشددًا على عدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي، مشيرًا إلى أن “الرئيس اللبناني هو الأدرى بتفاصيل الوضع المحلي”.

سوريا وفلسطين: دعم ثابت وموقف مبدئي

وفي الملف السوري، شدد تبون على أن الجزائر “مستعدة لتلبية أي طلب للمساعدة من الدولة السورية”، مضيفًا أن “سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه، ولكن لمّ الشمل يحتاج إلى وقت”.

وفي سياق الحديث عن جهود التطبيع مع “إسرائيل”، قال تبون: “كل مسؤول يجب أن يفعل ما يريده شعبه”

أما بشأن القضية الفلسطينية، فقد جدد تبون تمسك الجزائر بمبادرة حلّ الدولتين، مؤكدًا أن “الجزائر لن تطبع مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية”.

كما أثنى الرئيس الجزائري على الدور السعودي في دعم القضية الفلسطينية، قائلًا: “نشهد للمملكة أنها كانت معنا في الحروب والانتفاضات”

أمريكا والصين وفرنسا: موازنة دقيقة للمصالح

وفي معرض حديثه عن العلاقات الدولية، أشار تبون إلى أن الجزائر تحافظ على علاقات متوازنة مع القوى الكبرى، موضحًا: “لدينا علاقات جيدة مع أمريكا والصين وروسيا، وقلنا للأمريكيين إنه لا أحد يستطيع أن يوجهنا ضد الآخر”

أما بخصوص العلاقات مع باريس، فأقر الرئيس تبون بأنها تمر بمرحلة توتر، مضيفًا: “ليست لدي مشكلة مع ماكرون، لكن أقلية متطرفة في فرنسا جعلت من الجزائر شغلها الشاغل”، مؤكدًا تمسك بلاده بـ”الذاكرة التاريخية التي لا يمكن التنازل عنها”

وفي ختام اللقاء، أشار تبون إلى عمق العلاقات مع دول أوروبية أخرى، مستشهدًا بزيارته الأخيرة إلى إيطاليا، حيث أكد أن الجزائر “مزوّد موثوق به للغاز في أوروبا”.