ميدفيديف يهدد بـ اليد الميتة بينما ترامب يحذر من خطر محتمل في المنطقة

في تطور مثير، دعا الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، يوم الخميس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تذكّر أن روسيا تمتلك قدرات نووية تعود إلى الحقبة السوفييتية، والتي تُعرف باسم «اليد الميتة»، وذلك في سياق تصعيد لافت في الخطاب بين الجانبين، حيث جاء رده على تحذير ترامب له من «اللعب في منطقة خطِرة جداً»
هذا السجال يأتي في وقت دعا فيه الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى «تغيير النظام» في موسكو، بعد أن أعلن الجيش الروسي سيطرته على بلدة استراتيجية
وكان ترامب قد وجه تحذيراً قاسياً لميدفيديف عبر منصته «تروث سوشيال»، حيث كتب: «قولوا لميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الفاشل الذي يعتقد أنه لا يزال رئيساً، أن ينتبه لكلامه، إنه يدخل منطقة خطِرة للغاية!»، وذلك رداً على تصريحات ميدفيديف التي وصف فيها تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على روسيا ومشتري نفطها بأنه «لعبة إنذارات» قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين موسكو وواشنطن
أعلن ترامب في نهاية يوليو عن مهلة مدتها عشرة أيام لموسكو للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ملوّحاً بفرض رسوم جمركية عقابية على النفط الروسي، ولم ترد موسكو بشكل مباشر على هذه المهلة، بينما استمر ميدفيديف في إطلاق مواقفه التصعيدية، محذراً ترامب من تجاهل «مدى خطورة اليد الميتة»، في إشارة إلى نظام الرد النووي التلقائي القادر على إطلاق الصواريخ الروسية حتى في حال تعرض القيادة السياسية لضربة قاتلة
في الوقت الذي التزمت فيه الإدارة الأمريكية الرسمية الصمت تجاه المهلة التي طرحها ترامب، قال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين، جون كيلي، في جلسة لمجلس الأمن، إن الولايات المتحدة «مستعدة لاتخاذ تدابير إضافية» لضمان وقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة العمل من أجل «السلام الدائم» بين روسيا وأوكرانيا
بالتزامن، صعّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من لهجته ضد الكرملين، داعياً إلى الضغط من أجل «تغيير النظام» في موسكو، معتبراً أن روسيا «لن تتوقف عن محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب»، وجاءت تصريحاته خلال اتصال مرئي بمناسبة الذكرى الخمسين لاتفاقية هلسنكي، حيث قال: «أرى أنه من الممكن الضغط على روسيا لإنهاء هذه الحرب… لكن ما لم يسعَ العالم إلى تغيير النظام هناك، فلن تنتهي التهديدات»
في خضم هذا السجال السياسي والدبلوماسي، واصلت روسيا توسيع مكاسبها الميدانية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها الكاملة على بلدة تشاسيف يار الواقعة غربي مدينة باخموت، بعد معارك ضارية استمرت لأكثر من 16 شهراً، وتُعتبر البلدة نقطة استراتيجية تتيح للقوات الروسية التقدم نحو مدن كبرى في دونيتسك، مثل كراماتورسك وسلوفيانسك وكوستيانتينيفكا
لكن أوكرانيا نفت سقوط البلدة بالكامل، مؤكدة استمرار القتال في محيطها، وفي الوقت نفسه، استهدفت ضربات جوية روسية العاصمة الأوكرانية كييف، فجر أمس الخميس، مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة حوالي 88 آخرين، بينهم تسعة أطفال، وفقاً للسلطات المحلية، واعتبر رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أن هذه الحصيلة تمثل «أعلى عدد من الإصابات بين الأطفال في ليلة واحدة منذ بداية الغزو»
قال زيلينسكي إن روسيا أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيّرة هجومية وثمانية صواريخ خلال الهجوم، متهماً موسكو بالرد على المساعي الأمريكية والأوروبية للسلام بـ«العنف»، وأضاف في منشور على «تيليغرام»: «السلام من دون قوة مستحيل»
من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات استهدفت مواقع عسكرية في كييف، بما في ذلك مستودعات ذخيرة ومصانع مرتبطة بالمجمع الصناعي الدفاعي، بينما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية عن إسقاط 288 طائرة مسيّرة هجومية وثلاثة صواريخ كروز خلال الهجوم، وفي الأثناء، وصفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سفيريدينكو، الهجمات الروسية الأخيرة بأنها «رد على مهلة ترامب»، داعية إلى تحرك دولي عاجل يشمل تشكيل محكمة خاصة لمحاسبة روسيا، وفرض أقصى درجات الضغط عليها لوقف الهجمات المتواصلة