هجمات مدمرة على غزة تملأ المستشفيات بجثث الضحايا

شن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، سلسلة من الهجمات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، بينهم 25 شخصًا من منتظري المساعدات، وفي هذا السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش سحب ثلاثة ألوية من القطاع، بما في ذلك الفرقة 98 الخاصة، إلى جانب اللواءين الاحتياطيين 646 و179، مما يشير إلى تغييرات تكتيكية في الانتشار العسكري داخل القطاع
وفي اليوم 664 من الحرب، أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن مقتل 101 فلسطيني على الأقل خلال 24 ساعة بين يومي الأربعاء والخميس، وإصابة 625 آخرين، كما أكدت أن عدد الضحايا من منتظري المساعدات فقط بلغ منذ 27 مايو ألفاً و320 قتيلاً و8818 جريحاً بسبب الاستهدافات المباشرة أثناء انتظار المعونات، بالإضافة إلى توثيق وزارة الصحة وفاة 11 شخصاً بسبب الجوع وسوء التغذية خلال 48 ساعة
وفي صباح أمس الخميس، أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن ثلاجة مستشفى الشفاء في شمال غزة كانت ممتلئة بعشرات الجثث، غالبيتها تعود لرجال قضوا بالرصاص أثناء انتظارهم لشاحنات المساعدات، وفقًا لعائلاتهم
كما أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأن 90 فلسطينيًا على الأقل قُتلوا الليلة قبل الماضية بنيران إسرائيلية، بينهم نحو 58 شخصًا أُطلق عليهم الرصاص خلال محاولة وكالات الإغاثة إيصال قافلة مساعدات غذائية حيوية للسكان، وزعم الجيش الإسرائيلي أنه لا علم له بسقوط قتلى في الحادث، لكنه أقرّ بأنه أطلق «طلقات تحذيرية» بينما كان الغزيون يتجمعون حول الشاحنات
من جهة أخرى، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، أن الجيش يقلص قواته في غزة بعد انتهاء عملية «عربات جدعون»، وأشارت الإذاعة إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أمر بتقليص قوات جيش الاحتلال في غزة لتسريح قوات من الاحتياط وتخفيف العبء عنهم، موضحة أن جيش الاحتلال سحب الفرقة 98 وألوية المظليين والكوماندوز في الأيام الأخيرة من غزة للعمل في الضفة الغربية والشمال على الحدود مع لبنان
وفي وقت سابق، صرح زامير بأن المعركة في قطاع غزة تعد واحدة من أعقد المعارك التي واجهها الجيش على الإطلاق، مؤكدًا أنهم يدفعون ثمناً باهظاً في القتال، وأوضح زامير أن «الحملة في غزة هي واحدة من أكثر الحملات تعقيداً التي عرفها الجيش الإسرائيلي على الإطلاق، حققنا إنجازات عظيمة، وتواصل القيادة الجنوبية قيادتها بألوية نظامية واحتياطية تعمل يومياً في الهجوم والدفاع، سنواصل العمل لتحقيق أهدافنا في إعادة الأسرى وانهيار حماس»
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن خلافاً حاداً نشب في جلسة الكابينيت بين زامير ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، حيث حذر زامير سموتريتش من أن احتلال غزة بالكامل سيستغرق سنوات، في وقت يفتقر فيه الجيش الإسرائيلي إلى خطة سياسية واضحة لما بعد الحرب، مما أثار غضب سموتريتش الذي قال له بلهجة هجومية: «أين هاليفي؟! نحن نفتقده»، في إشارة إلى رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، الذي كان هدفاً سابقاً لانتقادات الوزير ذاته، (وكالات)