اجتماع سوري إسرائيلي في باكو اليوم مع تقديم مساعدات أممية للسويداء

يجتمع اليوم الخميس، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في باكو، وفقاً لما ذكره مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية، كما أفادت مصادر سورية مطلعة أن الحكومة السورية تستعد لإجراء تغييرات شاملة ستطال العديد من المناصب الحكومية، بما في ذلك بعض الوزراء، مما قد يمثل بداية حقيقية لعملية الإصلاح والتنمية في سوريا.

وأوضح المصدر أن الاجتماع سيركز على “الوضع الأمني، خصوصاً في جنوب سوريا”، وسيعقب زيارة يقوم بها الشيباني إلى موسكو اليوم، وهي الزيارة الأولى لمسؤول سوري في السلطة الانتقالية منذ الإطاحة بالنظام السابق الذي كانت روسيا من أبرز داعميه.

وكانت باكو قد استضافت اجتماعاً سابقاً بين المسؤولين من البلدين في 12 يوليو، ويعتبر الاجتماع المقرر اليوم هو الثاني بين الشيباني وديرمر، بعد اللقاء الذي عُقد في باريس برعاية أمريكية الأسبوع الماضي.

تمحور لقاء باريس الذي جرى يوم الجمعة الماضي حول “التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في الجنوب السوري”، بالإضافة إلى “إمكانية إعادة تفعيل اتفاق فضّ الاشتباك” لعام 1974، كما نقل التلفزيون الرسمي السوري.

من جهة أخرى، أفادت مصادر سورية أن الحكومة السورية بصدد إجراء تغييرات واسعة ستشمل العديد من المناصب، بما في ذلك بعض الوزراء، في خطوة قد تمثل بداية حقيقية لمسيرة الإصلاح والتنمية في البلاد.

وأكدت المصادر أن هذه التغييرات تأتي بعد أشهر من التحديات السياسية والاقتصادية، وستشمل قيادات سياسية وأمنية، وتهدف إلى تعزيز الكفاءة الإدارية في المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا بعد سقوط النظام السابق.

تشكلت الحكومة الانتقالية الحالية بقيادة أحمد الشرع في 29 مارس 2025، وضمت 23 وزيراً، وسط انتقادات متزايدة حول كفاءة بعض الوزراء في تولي المناصب، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الاقتصاد والاستثمار.

وأشارت المصادر إلى أن التغييرات المنتظرة في المناصب القيادية تهدف إلى تصحيح الأخطاء التي حدثت في التعيينات وتعزيز الثقة الداخلية والخارجية بأعضاء الحكومة.

كما تسعى التغييرات المرتقبة لإعادة التوازن الاجتماعي من خلال تمثيل أوسع لمكونات المجتمع السوري، خاصة بعد التوترات الطائفية التي شهدتها البلاد مؤخراً، وقد تكون هذه التغييرات دليلاً على جدية السلطة في عملية الإصلاح استجابةً للضغوط الدولية.

ورغم عدم وضوح الصورة بشأن المناصب التي ستشملها التغييرات، فإن التوقعات تشير إلى أن التغيير قد يشمل وزارات الدفاع والاقتصاد والعدل والطاقة.

إلى ذلك، أفاد ثلاثة من مسؤولي الإغاثة لرويترز أن الأمم المتحدة تستعد لإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى محافظة السويداء في جنوب سوريا، وذلك بعد أيام من اشتباكات أودت بحياة مئات الأشخاص وأسفرت عن نزوح حوالي 175 ألف شخص.

بدأت الاستعدادات بعد أن منحت وزارة الخارجية السورية وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة الضوء الأخضر للوصول إلى السويداء مباشرة، وفقاً لمراسلات اطلعت عليها رويترز، بعد ثلاث عمليات تسليم مساعدات نفذها الهلال الأحمر العربي السوري.

ذكرت ماريان وارد، مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في سوريا، أن القافلة الجديدة ستشمل مواد غذائية وإمدادات أخرى.

وقالت وارد لرويترز “نقوم بتنظيم قافلة بدعم من مجموعة من وكالات الأمم المتحدة المختلفة، ونتوقع أن تكون هذه بداية لوصول شامل” إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر.

كما أكدت وارد أن وكالات الأمم المتحدة بحاجة إلى وقف إطلاق نار مستقر لتحقيق هدوء دائم للوصول إلى سكان السويداء مباشرة.

أضافت “لا يمكننا أن نلقيها ونركض، بل يجب أن نكون قادرين على توصيلها وتقديمها إلى من هم في أمس الحاجة إليها”.