
ضرب زلزال قوي بقوة 8.8 درجة قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي، مما أدى إلى إصدار تحذيرات من تسونامي في مناطق متعددة من المحيط الهادئ، شملت هاواي والفلبين وبولينيزيا الفرنسية واليابان، وقد شهدت العديد من الدول عمليات إخلاء واسعة للسكان.
مواضيع مشابهة: سوريا تُنشئ هيئتين جديدتين للمفقودين وتعزيز العدالة الانتقالية
وقد أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الروسية أن هذا الزلزال هو الأقوى في المنطقة منذ عام 1952، بينما تم تسجيل حوالي 30 هزة ارتدادية، كما أفادت وكالة «ريا نوفوستي» بأن بركان كلوتشيفسكي في شبه جزيرة كامتشاتكا بدأ في الثوران بعد الزلزال القوي.
في هاواي، صدرت أوامر بإخلاء بعض المناطق الساحلية كإجراء احترازي، رغم تأكيد الحاكم بعدم رصد أمواج عالية حتى الآن.
وقع الزلزال صباح يوم الأربعاء قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا، مما تسبب في تحذيرات من تسونامي في جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ، وعمليات إجلاء واسعة من هاواي إلى اليابان، وعلى الرغم من تقارير وسائل الإعلام الروسية عن إصابات في أقصى الشرق الروسي، لم تُعلن أي دولة عن وقوع قتلى حتى الآن.
مقال له علاقة: الجيش الإسرائيلي يقتل 44 فلسطينيًا في غزة يوم الأحد
وفقًا للمعهد الأمريكي للجيوفيزياء، فإن الزلزال الذي وقع قبالة سواحل بيتروبافلوفسك يُعتبر من بين أقوى عشرة زلازل مسجلة عالميًا، حيث وقع على عمق 20.7 كيلومتر وعلى بُعد 126 كلم من كامتشاتكا، عاصمة المنطقة، وأفادت وزارة الطوارئ الروسية بأن موجات تسونامي متتالية اجتاحت مدينة سيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل، مما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ، وذكرت التقارير المحلية أن الموجات تراوحت بين ثلاثة وأربعة أمتار في منطقة إليزوفسكي، حيث تم إخلاء السكان بالكامل، وأشار رئيس البلدية إلى أن الموجات دمرت المرفأ وعددًا من المصانع الساحلية، بينما أظهرت لقطات بثتها قناة «إزفيستيا» مشاهد لموجات تغمر الشاطئ بالكامل، وذكرت وكالة «تاس» أن موجة تسونامي جرفت سفنًا كانت راسية في أحد المرافئ، وعلى الرغم من رفع تحذير التسونامي مساء الأربعاء، إلا أن أجهزة الرصد الزلزالي حذرت من احتمال حدوث هزات ارتدادية قد تصل قوتها إلى 7.5 درجة.
وفي شهادة بثتها قناة «زفيزدا»، قالت إحدى ساكنات كامتشاتكا إن الجدران اهتزت بعنف، وأكدت أنها لم تشهد زلزالًا بهذه القوة من قبل، مما جعلها تشعر بالخوف الشديد.
تُعتبر كامتشاتكا من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في العالم، حيث تقع عند التقاء صفائح المحيط الهادئ وأمريكا الشمالية، وتُعد الهزة الحالية الأقوى منذ زلزال عام 1952 الذي بلغت قوته 9 درجات، والذي تسبب في موجات تسونامي مدمرة عبر المحيط الهادئ، وكانت المنطقة قد شهدت في 20 يوليو زلزالًا بقوة 7.4 درجة تبعته هزات ارتدادية دون أن تُسجل أضرارًا كبيرة، وقد دفعت هذه الأحداث دولاً عدة مطلة على المحيط الهادئ إلى إصدار تحذيرات من تسونامي.
في اليابان، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية تحذيرًا لسكان المناطق الساحلية، وسُجلت موجة بارتفاع 1.3 متر في ميناء مياغي شمال البلاد، قبل أن يُخفّض مستوى الإنذار لاحقًا، باستثناء جزيرة هوكايدو الشمالية، وأظهرت لقطات مباشرة على التلفزيون الياباني سيارات وأشخاصًا يغادرون نحو المرتفعات، بينما دعا أحد المذيعين السكان إلى «الفرار فورًا للنجاة»، وفي منطقة فوكوشيما، أخلت الشركة المشغلة للمحطة النووية موظفيها كإجراء احترازي، في تذكير بكارثة عام 2011، كما فُرض طوق أمني قرب شاطئ إيناغه، وطُلب من السكان عدم الاقتراب من السواحل وسط تحذيرات من موجات متعددة.
في الصين، صدر تحذير مماثل قبل أن يتم رفعه لاحقًا، بينما طلبت السلطات في الفلبين من سكان الساحل الشرقي التوجه إلى مناطق داخلية، ونصحت الصيادين بالبقاء في عرض البحر بعيدًا عن الشاطئ، وفي هاواي، خفّضت السلطات مستوى التحذير إلى «توخي الحذر» بعد أن كانت قد أمرت بإخلاء المناطق الساحلية المنخفضة، ودعا رئيس بلدية هونولولو، ريك بلانغياردي، السكان والزوار إلى الاحتماء في الطوابق العليا أو التوجه إلى المرتفعات، وأُرسلت تحذيرات إلى الهواتف المحمولة من كاليفورنيا حتى الساحل الغربي لألاسكا، بينما حذر المركز الأمريكي للإنذار المبكر من احتمال بلوغ موجات التسونامي ارتفاعًا يتجاوز ثلاثة أمتار في سواحل الإكوادور وشمال غرب جزر هاواي وروسيا.
ورجّح المركز أن تشهد سواحل تشيلي وكوستاريكا وبولينيزيا الفرنسية وغوام وتايوان أمواجًا بارتفاع يتراوح بين متر وثلاثة أمتار، وفي بولينيزيا الفرنسية، عبّرت السلطات عن مخاوف من وصول موجات يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار إلى أرخبيل الماركيز.
في كولومبيا، أصدرت السلطات أمراً بإخلاء مناطق ساحلية في مقاطعتين مطلتين على المحيط الهادئ، تحسبًا لوصول موجات تسونامي.
شوف كمان: أمازون تدخل المنافسة مع ماسك بإطلاق دفعتها الأولى من الأقمار الصناعية
التعليقات