
حذر الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، من خطورة ما يُعرف بـ«التعلق المرضي» بين الطفل وأحد والديه، حيث أشار إلى أن هذا النمط من التعلق لا يعكس حبًا صحيًا كما يعتقد البعض، بل قد يدل على غياب شعور الأمان لدى الطفل.
وأوضح الدكتور المهدي، خلال حلقة برنامج «راحة نفسية» المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن التعلق المفرط بالوالد أو الوالدة يظهر في عدم قدرة الطفل على الابتعاد عنهما أو الدخول في حالة من الهلع إذا غاب عنهما، مما يعكس قلقًا داخليًا وخوفًا مستمرًا من الفقد، وقد يكون هذا ناتجًا عن بيئة مليئة بالصراعات أو الاضطرابات الأسرية أو الغياب المتكرر لأحد الوالدين.
مقال مقترح: البرلمان يناقش اليوم قانون الإيجار القديم وزيادة الإيجارات وإنهاء العقود خلال 5 سنوات
وقال المهدي: «لا يجب أن نفرح كثيرًا عندما نجد الطفل متعلقًا بنا لدرجة عدم قدرته على الابتعاد، لأن هذا يعني أنه لا يشعر بالأمان، فالطفل الذي يشعر بأمان نفسي يستطيع التنقل والتفاعل مع الآخرين دون خوف أو قلق من الفقد»
وأضاف أن الطفل في هذه الحالة يكون في علاقة اعتمادية غير متوازنة، تؤثر على استقلاله النفسي وقدرته المستقبلية على إقامة علاقات اجتماعية صحية ومتنوعة، موضحًا أن هذه العلاقة اللزجة تجعل الطفل يتفاعل بشكل سلبي مع هذا الشخص «المحبوب»، حيث يفعل كل ما يطلبه منه خوفًا من فقدانه.
مواضيع مشابهة: وزارة النقل تطلق أحدث صور جوية لمصنع الكمرات الخرسانية سابقة الصب لمشروع مترو الإسكندرية
ونصح الدكتور المهدي الآباء بعدم الانجراف وراء مشاعر السعادة الناتجة عن هذا التعلق، بل عليهم العمل على تخفيفه تدريجيًا، مشيرًا إلى أهمية معالجة أسباب انعدام الأمان أولًا، مثل كثرة الخلافات المنزلية أو الغياب المتكرر لأحد الوالدين أو خوف الطفل من فقدان من يحبه.
وتابع: «يجب أن نفطم الطفل نفسيًا، وليس فقط بدنيًا، بمعنى أن أتركه مع الجدة أو الخالة أو أخيه الأكبر لبعض الوقت، وأذهب إلى عملي أو مشواري، فإذا بكى فهذا طبيعي، فلا يجب أن نرتعب، لأنه سيتعود، وستكون هذه فرصة له ليكون لديه شبكة علاقات أوسع ويتحرر من الاعتمادية الزائدة»
التعليقات