
مقال مقترح: بوتين وشي يتحدان في الساحة الحمراء تحت شعار انتصار الحلفاء
تعرض الساحل الشرقي لروسيا لأحد أقوى الزلازل المسجلة على الإطلاق يوم الأربعاء، حيث بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه قرب شبه جزيرة كامتشاتكا، وقد أثار هذا الزلزال موجات تسونامي وصلت إلى سواحل الولايات المتحدة الغربية وهاواي، مما أثار مخاوف من أضرار جسيمة.
كما تسبب الزلزال في حدوث تسونامي غمر المناطق الساحلية في روسيا واليابان، حيث كان من المتوقع أن يصل ارتفاع الأمواج إلى ثلاثة أمتار، وأشار العلماء إلى أن هذا الزلزال قد يكون من بين أقوى ستة زلازل تم تسجيلها على مر التاريخ، ومن الممكن أن يتم إعادة تصنيفه كالأقوى في الأيام القادمة مع توافر المزيد من البيانات.
تتكون قشرة الأرض من صفائح تكتونية ضخمة، ترتبط ببعضها البعض بإحكام، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، لكن في بعض المواقع، تغوص إحدى الصفائح تحت الأخرى، وغالباً ما تكون هذه الأماكن هي الأكثر عرضة لحدوث الزلازل الكبرى.
تُعرف هذه المواقع باسم “مناطق الاندساس”، وتقع كامتشاتكا بالقرب من منطقتين من هذا النوع، حيث ينزلق الصفيحة الباسيفيكية تحت الصفيحة الأمريكية الشمالية، مما يجعلها نقطة تحول كبيرة.
وأوضح الخبراء أن زلزال الأربعاء كان قوياً لدرجة أنه قد أدى إلى انزلاق هائل للصفائح، حيث يُحتمل أن يكون طوله ما بين 200 إلى 300 ميل.
عندما يحدث زلزال بهذا الحجم على عمق 18 كيلومتراً فقط تحت المحيط، فإن الانزلاق العنيف للصفيحتين التكتونيتين يؤدي إلى دفع جزء من قاع البحر إلى الأعلى، مما يسبب إزاحة الماء فوقه ومن ثم حدوث تسونامي، وفقاً لما ذكره الخبراء.
سبق هذا الزلزال القوي سلسلة من الزلازل الأصغر، المعروفة بالهزات الاستباقية، حيث أشار تقرير إلى أن أحدها، الذي وقع في 20 يوليو/تموز، بلغ قوته 7.4 درجة، لكن لا يمكن الجزم بأن ذلك كان تحذيراً من زلزال أكبر.
يُعتبر هذا الزلزال الأقوى منذ عام 2011، عندما تسبب زلزال بقوة 9.1 درجة قبالة سواحل اليابان في حدوث تسونامي أودى بحياة أكثر من 18 ألف شخص وأدى إلى انهيار مفاعلات محطة فوكوشيما النووية وتسرب الإشعاع.
في البداية، سُجلت قوة زلزال كامتشاتكا بـ8.0 درجة، ثم رُفعت إلى 8.7 درجة، وأخيراً إلى 8.8 درجة، مما يعادل سادس أقوى زلزال مُسجَّل على الإطلاق، وصرحت لوري دينجلر، الأستاذة الفخرية للجيوفيزياء في جامعة كاليفورنيا الحكومية للبوليتكنيك في هومبولت، بأن تعديل القوة ليس بالأمر المُستغرب.
وأضافت قائلة: “لن أتفاجأ إذا ازدادت قوة الزلزال قليلاً خلال الأسابيع المقبلة، والسبب بسيط، وهو أن تحديد موقع الزلازل الكبيرة أصعب بكثير من تحديد موقع الزلازل الصغيرة، لأنها تُنتج طاقة هائلة”، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
وأشار براندون شاك، الأستاذ المساعد في الجيولوجيا والجيوفيزياء بجامعة ولاية لويزيانا، إلى أن الزلازل “العظيمة” – التي تبلغ قوتها 8.0 درجات أو أعلى – تميل إلى الحدوث مرة واحدة في السنة تقريباً، مضيفاً أن الزلازل القوية مثل زلزال كامتشاتكا تحدث مرة واحدة فقط كل عقد في المتوسط.
وأوضح دي نينيس، خبير جيولوجيا الزلازل في مركز أبحاث الزلازل في ملبورن بأستراليا، أن القدرة التدميرية للزلزال تعززت بسبب عمقه الضحل نسبياً، والذي يبلغ حوالي 12.5 ميل، حيث أن العمق له تأثير كبير على الأضرار، ولا يمكن الحديث عن حجم الزلزال فقط، بل يجب أيضاً أخذ العمق في الاعتبار لتحديد نوع الضرر الذي قد يُسببه على السطح.
مقال له علاقة: أيمن الرقب يكشف كيف أزعج الموقف المصري الأعداء وحمى القضية الفلسطينية
مقال مقترح: غوتيريش يطالب بوقف فوري للحرب في غزة خلال قمة بغداد
التعليقات