
أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم الأربعاء، أن باريس و14 دولة أخرى، من بينها كندا وأستراليا، قد دعت الدول الأخرى إلى إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، وذلك بعد أقل من أسبوع على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، وفقًا لما ذكرته وكالة «يورو نيوز».
وأشار بارو عبر منصة «إكس»: «في نيويورك، مع 14 دولة أخرى، توجه فرنسا نداءً جماعيًّا، نعبر عن عزمنا الاعتراف بدولة فلسطين، وندعو الذين لم يفعلوا ذلك بعد للانضمام إلينا».
مقال مقترح: إصابة ثلاثة إسرائيليين في هجمات إطلاق نار في الضفة الغربية شمالاً وجنوباً
وجاء ذلك بعد «نداء نيويورك» الذي أُطلق في ختام مؤتمر وزاري بالأمم المتحدة حول حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأكد بارو أن الدول الموقعة هي: «أندورا، أستراليا، كندا، إسبانيا، فنلندا، فرنسا، أيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، نيوزيلندا، النرويج، البرتغال، سان مارينو، وسلوفينيا».
وحثّ ممثلون رفيعو المستوى في مؤتمر الأمم المتحدة الذي عُقد أمس الثلاثاء، إسرائيل على الالتزام بإقامة دولة فلسطينية، معبرين عن «دعمهم الثابت» لحل الدولتين، مما يُشير إلى عزم دولي واسع النطاق على إنهاء أحد أطول الصراعات في العالم.
يُحدد «إعلان نيويورك» خطةً تدريجية لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من 8 عقود والعدوان الإسرائيلي المستمر في غزة، حيث ترمي الخطة إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح تعيش جنبًا إلى جنب بسلام مع إسرائيل، واندماجها في نهاية المطاف في منطقة الشرق الأوسط الأوسع.
يأتي الاجتماع وسط تقارير عن أزمة إنسانية في غزة، وغضب عالمي متزايد بسبب عدم حصول الفلسطينيين على الغذاء نتيجة السياسات والممارسات الإسرائيلية، وهو ما تنفيه إسرائيل. كان الاجتماع مُخططًا له ليومين، ولكن تم تمديده إلى يوم الأربعاء لعدم مشاركة ممثلي حوالي 50 دولة.
ويعارض بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، حل الدولتين، وقد رفض الاجتماع لأسباب قومية وأمنية، في حين قاطعت الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، المؤتمر، واصفةً إياه بأنه «غير مثمر وفي وقت غير مناسب».
وانتقد سفير دولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة، داني دانون، مساء الثلاثاء، بشدة الدول الـ 125 المشاركة في المؤتمر، قائلًا: «هناك من يحارب الإرهابيين والقوى المتطرفة في العالم، وهناك من يغض الطرف عنهم أو يلجأ إلى الاسترضاء».
وقد أنشأ المؤتمر، الذي أُجّل من يونيو وخُفّض مستوى مشاركته من قادة العالم إلى وزراء، لأول مرة 8 مجموعات عمل رفيعة المستوى لدراسة وتقديم مقترحات بشأن مواضيع واسعة النطاق تتعلق بحل الدولتين.
وتتضمن خطة المؤتمر أن تحكم السلطة الفلسطينية جميع الأراضي الفلسطينية وتسيطر عليها، مع تشكيل لجنة إدارية انتقالية تحت مظلتها فورًا بعد وقف إطلاق النار في غزة.
يقول الإعلان: «في سياق إنهاء الحرب في غزة، يجب على حماس إنهاء حكمها في غزة وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية».
.ماكرون وستارمر يدعمان وترامب يستنكر
مساء أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عزمه على الاعتراف بدولة فلسطينية بحلول سبتمبر المقبل، في حال لم تُقدِم إسرائيل على خطوات لوقف ما وصفه بـ«الوضع المروع» في غزة، وهو موقف يُحاكي إعلانًا مماثلًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وعد بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة نفسها.
بدوره، انتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توجهات الزعيمين الأوروبيين، وقال للصحفيين خلال عودته من اسكتلندا إلى الولايات المتحدة: «لم نناقش هذا الأمر مطلقًا، لا أنا ولا فريقي. ليس لدي رأي بشأن ما أعلنه ستارمر، لكن يمكن القول إن الاعتراف بدولة فلسطينية يُعدّ مكافأة لحماس، وأنا لا أؤيد ذلك».
وأضاف: «نركّز حاليًا على خطوات ملموسة، مثل توزيع المساعدات الغذائية، وهذا ما تحدّثت به مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين. نريد إطعام الناس، ونتعامل مع هذا الملف خطوة بخطوة».
مقال مقترح: بيوت الشباب تتحول إلى ملاذات مريحة للطلاب قبل امتحانات البكالوريا
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن واشنطن تتعاون مع إسرائيل لتنظيم مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، قائلًا: «نعتقد أن إسرائيل قادرة على إدارة هذا الملف بشكل جيد».
تواصل إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ663 على التوالي، موقعةً عشرات الشهداء والجرحى بشكل يومي، بينما لا تتوقف المجازر التي تستهدف الأطفال والنساء، إلى جانب حرب التجويع التي تنهش أجساد الأطفال والرضع، مما يؤدي إلى حالات وفاة بينهم يوميًا.
وذكر تقرير أممي أن 100% من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة والحصار.
وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60 ألفاً و34 شهيدًا و145 ألفاً و870 إصابة منذ 7 أكتوبر للعام 2023م.
التعليقات