تسونامي يضرب سواحل أمريكا واليابان وتحذيرات عاجلة في دول المحيط الهادئ

سادت حالة من القلق في العديد من المناطق على طول الشواطئ المطلة على المحيط الهادئ، اليوم الأربعاء، بعد أن ضرب زلزال قوي شرق روسيا، ما أدى إلى حدوث موجات مد عالية «تسونامي» وصلت إلى سواحل دول عديدة، حيث أصدرت التحذيرات التي شملت دولًا على امتداد المحيط الهادئ، مثل اليابان، والولايات المتحدة، وإندونيسيا، والإكوادور، وبيرو، وكولومبيا، مع تفاوت في مستويات الإنذار.

ضرب الزلزال القوي الذي بلغت شدته 8.8 درجات، سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، مما دفع إلى إصدار تحذيرات من تسونامي في مناطق واسعة من المحيط الهادئ.

وقع الزلزال عند الساعة (23:04 بتوقيت جرينتش) قبالة سواحل بيتروبافلوفسك في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، ويعتبر من بين أقوى عشرة زلازل مسجلة في العالم وفقًا للمعهد الأمريكي للجيوفيزياء، حيث وقع على عمق 20.7 كيلومتر وعلى بعد 126 كيلومترًا من كامتشاتكا.

أفادت وزارة حالات الطوارئ الروسية بأن موجات تسونامي متتالية ضربت توسناميسيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي، مما أدى إلى غمر الشوارع بالمياه، وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المنطقة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن موجة عاتية ارتفاعها بين ثلاثة وأربعة أمتار سجلت في إليزوفسكي بمنطقة كامتشاتكا.

بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يُعد الزلزال الحالي سادس أقوى زلزال في التاريخ، حيث يعادل في شدته الزلزال الذي وقع عام 2010 في منطقة بيوبيو في تشيلي، وكذلك الزلزال الذي حدث عام 1906 في إقليم إسميرالداس في الإكوادور.

أشارت هيئة الجيوفيزياء التابعة لأكاديمية العلوم الروسية في كامتشاتكا إلى أن «الهزات الارتدادية القوية والملحوظة قد تستمر لمدة شهر على الأقل، وقد تصل شدتها إلى 7.5 درجات».

في سياق متصل، ضربت أول موجة تسونامي سواحل اليابان، حيث بلغ ارتفاعها نحو 30 سنتيمترًا، ووصلت إلى مدينة نيمورو الساحلية في شمال شرق جزيرة هوكايدو، بعد أن حذرت السلطات اليابانية من احتمال ارتفاع الموجات التالية إلى ثلاثة أمتار.

تمتد أوامر الإجلاء في اليابان لتشمل مئات الكيلومترات على طول سواحلها المطلة على المحيط الهادئ، من هوكايدو شمالًا حتى محافظة واكاياما جنوبًا.

أعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، المشغلة لمحطة فوكوشيما دايتشي النووية، أنها قامت بإجلاء جميع العاملين، مؤكدة عدم تسجيل أي مؤشرات غير طبيعية حتى الآن.

في الولايات المتحدة، تم وضع مناطق من هاواي وأجزاء من ألاسكا تحت أعلى مستوى من التحذير، مما يعني ضرورة التحرك الفوري لحماية الأرواح والممتلكات من خلال التوجه إلى أماكن مرتفعة.

بدأت أمواج «تسونامي» تضرب سواحل الولايات المتحدة، حيث وصلت الأمواج الأولية إلى سواحل هاواي، وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التي نقلتها وسائل إعلام أمريكية.

سُجلت مستويات المياه أعلى من 4 أقدام في هاليوا، على الشاطئ الشمالي لجزيرة أواهو في هاواي، وفقًا لـ «سي إن إن»، حيث خضعت بعض المناطق الساحلية في هاواي لأوامر إجلاء، ووجه حاكم هاواي، جوش جرين، رسالة إلى السكان قائلًا: «أطلب من الجميع التزام الهدوء، وإذا كنتم في مناطق منخفضة، رجاء توجهوا إلى أماكن مرتفعة».

ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية أن الموجات وصلت إلى سواحل كاليفورنيا، مشيرة إلى أن العاصفة بدأت بالظهور في خليج أرينا ومونتيري في شمال الولاية، وتتجه إلى الأسفل.

في ولايات أوريجون وواشنطن، جاءت التحذيرات أقل شدة لكنها نبهت إلى احتمال تشكل تيارات بحرية قوية وأمواج خطرة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *