بطولات لطفي لبيب في حرب أكتوبر.. 130 يومًا من الشجاعة في الخط الأول على الجبهة تحت الحصار

توفي الفنان القدير لطفي لبيب، بعد رحلة فنية غنية استمرت لسنوات عديدة، حيث قدم خلالها نحو 400 عمل فني متنوع بين السينما والمسرح والتليفزيون، وقد ترك بصمة كبيرة في قلوب عشاق الفن.

لم يكن دور لطفي لبيب مقتصرًا على إسعاد الجمهور فقط، بل كان له أيضًا دور وطني بارز خلال حرب أكتوبر، وقد تحدث عن تفاصيل هذه التجربة في حواره الأخير مع الزميل أحمد إبراهيم، الذي نُشر قبل أشهر من وفاته.

قال لطفي لبيب: عشت مع كتيبتي “26” مشاة العديد من اللحظات الصعبة، بدءًا من الانكسار وصولًا إلى الفرح بالنصر، كنا في الصف الأول على الجبهة، وما أذكره جيدًا عن الحرب هو عندما تعرضنا للحصار من قبل العدو، حيث كنا نختبئ في المعسكر الخاص بنا، ولم نكن نعلم في أي لحظة قد نتعرض للقصف بالصواريخ، واستمر هذا الحصار لمدة 130 يومًا، انقطع خلالها الماء والطعام، حتى لجأنا إلى استخدام التانك الخاص بالسيارات المدمرة لتقطير الماء، وكان لكل جندي “زمزمية” واحدة في اليوم، وكانت الوجبة الواحدة لا تتجاوز ربع حصة في اليوم، حتى انتهى الحصار ولقنّا العدو درسًا لن ينساه في السادس من أكتوبر.

وأضاف لطفي لبيب: كان الجيش المصري يتعامل مع أسرى حرب أكتوبر برقي وتحضر، وأرى أن هذه المعاملة كانت الأفضل، حيث كنا نحرص على حسن التعامل مع الآخرين، خاصة الأسرى في الحرب، بعكس ما نشهده اليوم من انتهاكات واعتداءات من قبل العدو الصهيوني تجاه الفلسطينيين، أتذكر عندما أسرنا عددًا من جنود الاحتلال الصهيوني في حرب أكتوبر، كنا نهتم بتوفير الماء والطعام لهم، حتى أننا عزمنا عليهم “بالسجائر”.