وداعًا للإزعاج.. الغردقة تبدأ إخلاء الورش الصناعية من الأحياء السكنية في منطقة الحرفيين

بعد سنوات من الإزعاج والضوضاء المستمرة، وتلوث سمعي وبصري غزا شوارع وأحياء الغردقة السياحية، بدأت المدينة الساحلية أخيرًا خطواتها الفعلية للتخلص من الورش الحرفية والصناعية العشوائية المنتشرة في المناطق السكنية والسياحية، مما يفتح المجال لمرحلة جديدة من الهدوء والنظام والتخطيط الحضاري، حيث سيتم نقل هذه الورش إلى مدينة الحرفيين التي ظلت مغلقة لمدة عشر سنوات، وتضم المرحلة الأولى من مدينة الحرفيين 750 ورشة ومحل تجاري، بتكلفة 350 مليون جنيه، على مساحة 60 فدانًا، كما تتضمن المدينة محطة بنزين ومول تجاري ومجموعة من المطاعم ونقطة شرطة ووحدة إسعاف ومسجد، بالإضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى التي يحتاجها سكان المحافظة، وتعتبر مدينة الحرفيين أكبر مدينة لتجميع الورش الحرفية في الغردقة، ورغم الإعلان عن نقل هذه الورش، تم تأجيل القرار عدة مرات بسبب خلافات بين الأوقاف وأصحاب الورش حول أسعار البيع.

أعلن اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، عن الانتهاء الكامل من تجهيز منطقة الحرفيين الواقعة على أطراف المدينة، وربطها بجميع المرافق الحيوية من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء، وفتح باب تسليم الورش بشكل فوري للمستحقين تمهيدًا للانتقال الفعلي إلى الموقع الجديد، مما أعطى المدينة فرصة للتنفس من جديد، فالورش التي كانت تسبب إزعاجًا دائمًا للسكان بدأت تغادر بهدوء، لتحل مكانها صورة حضارية أكثر توافقًا مع التحولات العمرانية التي تشهدها الغردقة، ومع استكمال هذا النقل.

وأكد حنفي أن هذه الخطوة، التي تأخرت كثيرًا، جاءت استجابة لمطالب المواطنين الذين عانوا لسنوات من الضجيج المستمر والانبعاثات الملوثة، في أحياء لم تكن مصممة لتحمل ضغوط الأنشطة الحرفية الثقيلة، فالمشهد الذي كان يتكرر يوميًا في مناطق مثل شارع السلام والكهف والدهار والملاحة والهضبة وشارع المدارس والحجاز، ومع بدء تنفيذ الإخلاء المنظم، واستعداد المنطقة الجديدة لاستقبال الحرفيين في بيئة مخصصة ومجهزة بالكامل، سوف تتغير ملامح الغردقة نحو الأفضل، وتتجه إلى مستقبل أكثر توافقًا مع طبيعتها كمدينة سياحية عالمية.

وشدد محافظ البحر الأحمر على أن نقل الورش خارج المدينة لا يهدف فقط إلى تحسين المشهد الحضري، بل أيضًا لحماية البيئة البحرية من التلوث، والحفاظ على الصحة العامة، وتوفير ظروف عمل أفضل وأكثر أمانًا للحرفيين أنفسهم، وأكد أن الدولة لن تسمح بعد الآن باستمرار العشوائية التي تضر بالاقتصاد والسياحة والمجتمع معًا، داعيًا جميع أصحاب الورش إلى سرعة تسلم مواقعهم الجديدة والالتزام بالتشغيل في أقرب وقت ممكن.