يقدم المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، باقة متنوعة من الفعاليات في دورته الثامنة عشرة، التي انطلقت من 20 يوليو وتستمر حتى 6 أغسطس المقبل، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ويشرف على إدارة المهرجان الدكتور عادل عبده، حيث يستقبل الجمهور يوميًا مجموعة من العروض المسرحية، إلى جانب ندوات تكريم المكرمين، بالإضافة إلى برنامج «وصلة» الذي يتيح حوارًا مفتوحًا بين الأجيال المختلفة، بهدف تعزيز التواصل بين المبدعين في عالم المسرح. وفي أجواء مليئة بالتقدير والمحبة، تم تكريم الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، بحضور عدد من المسرحيين والنقاد الذين ألقوا شهادات حية عن مسيرتها الفنية الاستثنائية.
أدار الندوة الكاتب والناقد باسم صادق، وافتتحت بكلمة من الكاتب والشاعر والناقد محمد بهجت، الذي سلط الضوء على كواليس إعداد كتابه «سميرة عبد العزيز.. ضمير المسرح المصري»، حيث أشار إلى أن علاقته بها بدأت منذ سنوات، حينما ألقت قصيدة للشاعر عبد الرحمن الأبنودي في إحدى أمسياته الشعرية بالمسرح القومي، مما جعله يدرك أنها ليست فنانة قديرة فحسب، بل مرجع شعري وإنساني أيضًا.
وفي كلمتها، عبرت سميرة عبد العزيز عن سعادتها بالتكريم، مؤكدة أن الفن يمثل كل شيء في حياتها، مضيفة أن كل مخرج تعاملت معه كان بمثابة إضافة فنية لها، مشيرة إلى حرصها على الالتزام برؤية المخرج وتنفيذ تعليماته بدقة، حيث تؤمن بأن العمل الفني هو جهد جماعي، وكل مخرج يساهم في تطوير أدواتها كممثلة.
تناولت «عبد العزيز» أبرز محطات مسيرتها، خاصة في مجال الإذاعة، حيث اعتبرت برنامج «قال الفيلسوف» الذي قدمته لعقود طويلة بمثابة «برنامج عمرها»، مشددة على حرصها على تقديمه بأعلى جودة ممكنة، مما جعله علامة فارقة في الإذاعة المصرية، ولا تزال أصداؤه ممتدة حتى اليوم.
وفي حديثها عن الأدوار التي جسدتها، أكدت أن الأمومة كانت حاضرة بقوة، حيث اعتبرت تجسيدها لشخصيات مثل أم الإمام الشعراوي وأم كلثوم تحديًا كبيرًا، مشيرة إلى سعيها للتنوع في الأداء رغم وحدة النمط، من خلال البحث والقراءة والوعي بالسياق.
أما عن حياتها الشخصية، فقد استحضرت الفنانة القديرة أثر والدها، حيث كان مدرس رياضيات ومحبًا للثقافة، وكان يشجعها على الدراسة ويدعمها بالكتب، مما ساهم في دخولها معهد الفنون المسرحية بعد إنهاء دراستها الجامعية.
كما تناولت تجربتها المتميزة في مسرحية «مخدة الكحل» مع المخرج انتصار عبد الفتاح، والتي حصلت على جائزة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، مشيرة إلى أن العرض كان مزيجًا من الدراما والغناء وحقق نجاحًا لافتًا في عدة دول، وأضافت: «كنت حريصة على مشاركة الشباب في كافة تفاصيل العرض، وشعرت معهم بأنني واحدة منهم».
كما نظم المهرجان ندوة تكريمية للفنان القدير أحمد نبيل، أحد أبرز وجوه الأداء الفني المتفرد، احتفاءً بتاريخه الطويل والمميز، بمناسبة صدور كتاب «الصامت الضاحك» الذي يوثق سيرته الفنية والإنسانية، وقد حضر الندوة عدد كبير من النقاد والصحفيين، وأدارتها الصحفية هبة محمد علي، بمشاركة معد الكتاب الكاتب محمود التميمي.
واستعاد الفنان أحمد نبيل خلال الندوة محطات مؤثرة من حياته، مشيرًا إلى أنه اتخذ قرار اعتزال الفن عام 2012، بعدما شعر بأنه لم يعد هناك مكان حقيقي لفنه في المشهد العام، وأكد أنه كان منذ صغره مفتونًا بالحركة أكثر من الكلمة، ولم يجد نفسه في فن الإلقاء أو النكتة بقدر ما وجدها في التعبير الجسدي وتقديم المشاهد الصامتة والكوميديا الحركية.
وتطرق «نبيل» إلى تجربته مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح، موضحًا أنه التحق بالفرقة قبل انضمام الفنان الضيف أحمد، وشارك معهم في أعمال ناجحة مثل «حواديت» و«براغيت»، كما كان له دور خلف الكواليس كمساعد مخرج في فيلم «لسنا ملائكة»، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة كانت بوابة انطلاقه، لكنها لم تكن نهاية الرحلة، حيث بدأ اهتمامه الجاد بفن البانتومايم في منتصف السبعينيات، بعد عودته من منحة دراسية في موسكو، ليصبح أحد أبرز وجوه هذا الفن في مصر.
من جانبه، أوضح الكاتب محمود التميمي أن كتابه «الصامت الضاحك» لا يقتصر على توثيق تجربة أحمد نبيل مع فن البانتومايم، بل يرصد مسيرته الكاملة منذ نشأته في الإسكندرية وحتى لحظة اعتزاله، مرورًا بكافة المحطات الفنية والإنسانية التي شكلت شخصيته وأعماله، قائلًا: «كتبت هذا الكتاب بروح الطفل الذي أحب أحمد نبيل منذ الثمانينيات، وكنت أراه كائنًا استثنائيًا في أدائه وتكوينه، والكتاب وفاء لذاك الطفل، ولتجربة فنية وإنسانية تستحق التوثيق».
كما روى الفنان أحمد نبيل كواليس اختياره لـ «التميمي» لكتابة سيرته، مشيرًا إلى أنه التقى به صدفة في الإسكندرية، وبعد متابعته لعدد من المقالات التي كتبها عنه، قرر أن يمنحه الثقة الكاملة لكتابة رحلته، مضيفًا: «أعطيته كل أرشيفي الشخصي، وكل ما كُتب عني على مدار حياتي، وكان بمثابة ابني، وأردت أن يكون الكتاب صادقًا وعميقًا».
وتحدث نبيل عن بداياته الفنية قائلًا: «كنت أقلد الضيوف الذين يزوروننا في المنزل، والمدرسين في المدرسة، وكنت أعشق الأفلام الصامتة، وخاصة مشاهد شارلي شابلن، حتى إنني كنت أرتدي زيه وأؤدي مشاهد من ابتكاري».
وأضاف: «لقائي الأول مع مصطلح (البانتومايم) جاء عام 1960، حين قدّمني مدير مكتبة الإسكندرية لهذا الفن، وأهداني كتبًا مترجمة عنه، وبدأت أتدرب بجهد حتى حصلت على منحة للدراسة بالخارج وحققت المركز الثالث بين 43 دولة».
أيضًا، أقيمت ندوة خاصة للاحتفاء بمسيرة الفنان القدير جلال العشري، أحد الرموز البارزة في مسرح الهوية والمقاومة، وذلك بحضور عدد كبير من المسرحيين والنقاد، وبمشاركة الناقدة الدكتورة لمياء أنور، وأدار اللقاء الناقد محمد علام، حيث حملت الندوة طابعًا إنسانيًا وشاعريًا احتفى بجمال السيرة وقوة التجربة.
وقدّم محمد علام الفنان جلال العشري بوصفه أحد المبدعين أصحاب المسيرة المتفردة، مشيرًا إلى أن الظروف السياسية التي مرت بها مصر، وعلى رأسها نكسة 67 والتهجير القسري، لعبت دورًا في تشكيل ملامح تجربته الفنية والوجدانية، لا سيما من خلال الهجرة التي طبعت وعيه بالحنين، والبحث عن مكان دائم للحكاية والمسرح.
ومن جانبها، استعرضت الناقدة لمياء أنور أبرز محطات حياة العشري كما جاءت في الكتاب التذكاري الذي ألّفه الدكتور أحمد يوسف عزت تحت عنوان «جلال العشري.. نورس المسرح المهاجر»، مشيرة إلى أن العمل كُتب بلغة شعرية عالية، ووصف بدقة التحولات التي مر بها الفنان منذ طفولته في بورسعيد، حين كانت السينما نافذته الأولى على العالم، وكان يعيد ما يراه على الشاشة إلى أصدقائه عبر صندوقه الصغير المصنوع من الصابون، في تمارين مبكرة على الحكي والبناء الدرامي.
في كلمته، استعاد جلال العشري بداياته مع المسرح قائلًا: «كنت أعيد تجسيد ما أشاهده في السينما منذ سن الخامسة، صنعت من صندوق الصابون أداة لحكي القصص، وكأنه صندوق الدنيا، وكنت أقصّ الصور من مجلات الأطفال وأحوّلها إلى شريط سينمائي صغير أقدمه للآخرين».
وأكد أن فترة التهجير من بورسعيد إلى محافظة الغربية شكّلت نقطة فاصلة في وعيه الفني، حيث ظل يحمل داخله شغف الحكاية، وكان دائمًا ما يستعيد تلك الحكايات مع زملائه في المدرسة بعد عودته من التهجير، وأشار إلى أن أول كتاب قرأه في المسرح حصل عليه من مكتبة الدكتور حسن عطية، وهو ما فتح أمامه الباب للمعرفة المسرحية المنظمة، قائلًا: «بعد كل كتاب كنت أنهيه، كان الدكتور حسن عطية أو الدكتورة عايدة علام يعطيني الكتاب التالي، حتى تشكل لدي وعي مسرحي متكامل».
كما أضاءت الدكتورة لمياء أنور بعض الجوانب الروحية والوجدانية في رحلة جلال العشري، مشيرة إلى أن الدعاء «يارب أمثّل» كان لا يفارقه، يهمس به في كل مقام روحاني من السيد البدوي إلى الحسين، ما يعكس عمق الحلم الذي ظل ملازمًا له طوال حياته.
وأضافت أن نضاله الفني الحقيقي تمثّل في دفاعه عن مسرح السامر، حيث وقف ضد محاولات طمس هذه المؤسسة، وظل يقاتل من أجل إعادة فتح المسرح وتزويده بالتقنيات الحديثة، حتى تحقق الحلم، وقالت: لولا جهد العشري وزملائه لما كنا نرى مسرح السامر اليوم بهذه الصورة، وكانت معركة من أجل المسرح، لا تقل أهمية عن أي عمل فني.
وحول تكريمه بالدورة الحالية من المهرجان القومي للمسرح، عبّر جلال العشري عن سعادته قائلًا: لم أشعر بحجم ما قدمته في حياتي إلا بعد هذا التكريم، أعتبره تتويجًا لمسيرتي المهنية، وأتمنى أن نرى فعاليات المهرجان في دوراته المقبلة بكل محافظات مصر.
كما وجه الشكر لمحافظة بورسعيد على تكريمه السابق، وللدكتور أحمد يوسف عزت على كتابه الذي اعتبره «أقرب إلى الرواية منه إلى السيرة الذاتية».
واختتم «العشري» حديثه بالتأكيد على أن البحر كان رفيق تكوينه الإنساني والفني، مشيرًا إلى أن النشأة في بورسعيد قرب الميناء والسفن والحرب، شكّلت وعيًا بصريًا ووجدانيًا مختلفًا.
وأضاف: «صوت المدافع كان حاضرًا في طفولتي، لكنه شكّل قلوبنا، وعندما تم تهجيرنا إلى منصورية الفرستق، استقبلنا الناس كما لو أننا أنبياء، وهناك عدت لأحكي من جديد بصندوقي.. صندوق الصابون الذي صار صندوق الذاكرة والمسرح والحياة».
من ناحية أخرى، نظم المهرجان برنامج «وصلة»، الذي يستقبل من خلاله نجمين من جيلين مختلفين، في حوار مفتوح، بهدف تعزيز التواصل بين الأجيال المسرحية.
واحتضنت إحدى ندوات الدورة الثامنة عشرة لقاءً خاصًا جمع بين المخرج الكبير مراد منير، والمخرج المتميز يوسف المنصور، وأدار الحوار الناقد المسرحي محمد علام، بحضور الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، والفنان عادل عبده، مديره، وجمهور كبير من الشباب المسرحيين.
وتحدث المخرج يوسف المنصور عن بداياته قائلًا: «أنا ابن محافظة الشرقية، وتحديدًا من مركز منيا القمح، وقد تأثرت كثيرًا بالتراث الشعبي هناك، ومنذ طفولتي كنت مولعًا بأفلام يوسف شاهين، والتحقت بكلية الهندسة، وبعدها بدأت علاقتي الحقيقية بالمسرح من خلال الجامعة، ثم انتقلت للسيدة زينب بالقاهرة، وهناك اكتشفت بيئة تراثية أخرى، مما أثر على تكويني الفني، حتى قررت التفرغ تمامًا للمسرح، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية».
وأوضح «المنصور» أنه لم يكن يختار النصوص المسرحية بقدر ما كانت هي التي تختاره، حيث كان يشعر بأن هناك شيئًا يضيء أمامه عند قراءة النص، وهكذا بدأت العروض التي تستهوينه، ومنها تجربته مع «الملك هو الملك» التي يعتبرها من أقرب الأعمال إلى قلبه، كما أشار إلى طريقته الخاصة في التعامل مع العرض المسرحي، حيث يراه «لوحة تشكيلية» يتعامل معها بإحساس بصري وروحي، دون التقيد بالمنهجيات التقليدية أو التساؤلات النقدية المباشرة.
أما المخرج الكبير مراد منير، فقد قدّم شهادته الملهمة حول تجربته الطويلة، مؤكدًا أن المسرح منحه كل شيء، وأنه سعى دائمًا لأن يكون مهمًّا ومؤثرًا، وقد تحقق له ذلك من خلال عروضه المتميزة.
قال منير: «لقد تأثرت بكُتاب كبار أمثال نجيب سرور، وكان المسرح بالنسبة لي هو وسيلتي لتحقيق ذاتي، حين دخلت هذا العالم قلت لنفسي: إما أن أكون مخرجًا مهمًا، أو لا أكون، وقد تحققت تلك النبوءة».
وتحدث منير عن «الخلطة المسرحية» التي تميز أسلوبه، قائلاً: كل مخرج يحمل في «لا وعيه» حكايات تراثية متراكبة من أجيال سابقة، ويجب عليه أن يغوص في هذا اللاوعي ليستخرج منها الإبداع، وأنا أعتبر نفسي «ساحر القبيلة»، وهذا السر هو ما يجعل العمل المسرحي حيًّا ومؤثرًا.
ووجّه «منير» رسالة إلى شباب المسرحيين قائلاً: «اقرأوا كثيرًا، واطّلعوا على الفنون الأخرى، فالمخرج لا بد أن يكون مثقفًا، ملمًا بعلم النفس، والفن التشكيلي، والتاريخ، والمسرح المصري يتعرض الآن لمحاولات تسطيح وتفريغ من مضمونه، وهناك من يريد القضاء على خصوصيته، فلابد أن تدافعوا عنه».
كما استضافت إحدى جلسات «وصلة» الفنانة القديرة وفاء الحكيم، والفنانة ريم أحمد، وأدارت اللقاء الناقدة الدكتورة لمياء أنور، وسط حضور جماهيري كبير.
واستعرضت الدكتورة لمياء أنور، الملامح العامة لمسيرة وفاء الحكيم، مؤكدة أنها لم تكتفِ بموهبتها في التمثيل، بل امتدت تجربتها لتشمل الإخراج والتدريب والعمل المجتمعي، لا سيما في مجال دمج ذوي الهمم من خلال تجربتها الرائدة في مسرح الشمس، إضافة إلى مشاركتها في تدريب الشباب ضمن برامج وزارة الشباب والرياضة.
كما قدّمت لمحة عن تجربة الفنانة ريم أحمد، التي بدأت مشوارها الفني من دار الأوبرا المصرية قبل أن يعرفها الجمهور طفلةً في «يوميات ونيس»، ثم تواصلت مشاركاتها في المسرح من خلال عروض تنوعت بين الكوميديا، والاستعراض، والباليه الكلاسيكي، والرقص الحديث، ونالت عنها عدة جوائز.
واستهلت الفنانة وفاء الحكيم حديثها بتوجيه الشكر لإدارة المهرجان، معربة عن سعادتها بالمشاركة في محور «وصلة». وكشفت أن والدتها هي من دفعتها إلى عالم الفن، حيث أرادت أن تحقق من خلالها حلمها القديم بأن تصبح مذيعة، وكانت تشجعها على القراءة وتلخيص الكتب منذ صغرها، وهو ما مهد لاجتيازها أول اختباراتها في الإذاعة.
سلطت «الحكيم» الضوء على تجربتها مع الفنان نور الشريف، الذي اختارها من فوق خشبة المسرح وهي طالبة بالسنة الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية، مشيرة إلى أن تلك التجربة شكلت لها مدرسة متكاملة، تعلمت فيها أهمية ثقافة الممثل ومعرفته الشاملة، وهو ما كان يشدد عليه نور الشريف دومًا.
كما تحدثت عن أثر الفنان أحمد زكي على مسيرتها، ووصفت كلاً منهما بأنه صاحب مدرسة متفردة، وأن كليهما لعبا دورًا محوريًا في تشكيل ملامحها كممثلة.
وتطرقت إلى التحديات الشخصية التي واجهتها، خصوصًا مسؤولياتها كأم وزوجة، والتي جعلتها تغيب لفترات عن الساحة الفنية. وأضافت: رغم النجاح الذي حققته خارج مصر، إلا أنني منعت من دخول التلفزيون المصري لفترة، قبل أن أعود وأواصل مسيرتي.
وفي حديثها عن تجربتها المسرحية، خصّت بالذكر المخرجين ناصر عبد المنعم وسامح مجاهد، مشيدة بأساليبهما الإخراجية المختلفة، وقالت: كنت محظوظة بالعمل معهما، وتعلمت من كل واحد شيئًا خاصًا.
من جانبها، أعربت الفنانة ريم أحمد عن امتنانها لاختيارها ضمن محور «وصلة»، وأكدت أن والدتها كانت صاحبة الفضل الأول في بداية مسيرتها، عندما اصطحبتها لتجربة أداء في مسلسل «يوميات ونيس»، وكان عمرها حينها أربع سنوات، ليقع عليها الاختيار من قِبل الفنان محمد صبحي.
وقالت: «وقفت على المسرح للمرة الأولى في سن الخامسة، وتعلمت منذ البداية معنى الالتزام والاحتراف، وكنا نعيش كعائلة حقيقية حتى خارج التصوير، ومن أهم ما تعلمته ألا أنظر إلى الكاميرا أو الجمهور، وهو درس أطبقه حتى اليوم».
وحول توازنها بين حياتها الفنية والشخصية، خاصة بعد الزواج، أوضحت أن وجودها في أسرة فنية وفّر لها دعمًا وتفهمًا كبيرين، لا سيما مع طبيعة العمل المسرحي التي تتطلب وقتًا ومجهودًا خاصًا.
وتحدثت ريم عن شخصية هدى التي اشتهرت بها، مؤكدة أنها تعتز بها، لكنها تسعى جديًا للخروج من أسرها، وقدّمت لذلك شخصية «كارمن» مع المخرج ناصر عبد المنعم، مشيرة إلى أنها درست الباليه والمسرح وتمتلك أدوات التمثيل التي تتيح لها أداء أدوار متنوعة.
وفي ختام اللقاء، ألقى الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان القومي للمسرح، كلمة أعرب فيها عن سعادته بمحور «وصلة»، الذي يسلط الضوء على التجارب المسرحية الملهمة، مؤكدًا على أهمية أن تتعاقب الأجيال الفنية وتؤمن بقضية المسرح.
وقال رياض: «قدمنا كل ما في وسعنا خلال المهرجان، وجاء دور الجهات المسؤولة لفتح الطريق أمام شباب المسرحيين، مسرح الدولة يزخر بعروض محترفة يجب أن تخرج إلى المحافظات بدلًا من بقائها في العاصمة».
وأعرب عن أمله في تذليل العقبات الإدارية التي تحول دون خروج تلك العروض إلى الجمهور في ربوع مصر، قائلاً: «أتمنى أن تجوب عروض البيت الفني للمسرح كافة المحافظات لتعيد للمسرح رسالته الحقيقية وامتداده الشعبي».
وفي مواجهة فنية وإنسانية من طراز خاص، اجتمع المخرج الكبير عصام السيد وتلميذه إسلام إمام ضمن فعاليات برنامج «وصلة»، حيث أدار اللقاء المخرج هاني عفيفي، تلميذ عصام السيد أيضًا، في محاورة بعنوان تبادل الخبرات وامتداد الرؤية المسرحية من جيل إلى جيل.
واستهل المخرج هاني عفيفي اللقاء بتقديم شامل لمسيرة المخرج عصام السيد، مشيرًا إلى عروضه المسرحية المؤثرة، ودوره البارز في تعليم وتكوين أجيال من المخرجين المسرحيين، الذين كانوا ولا يزالون علامات بارزة في ساحة المسرح المصري، كما أشاد بتجربة المخرج إسلام إمام، التي انطلقت من عروض الشباب، وامتدت لعروض نالت جوائز مهمة، مثل «ظل الحمار»، إلى جانب مشاركته في موسم الرياض المسرحي.
قال المخرج عصام السيد: أنا سعيد بتواجدي بين تلاميذي وأبنائي، وعلى رأسهم إسلام إمام وهاني عفيفي، وهم من المخرجين الموهوبين الذين أفتخر بهم.
واستعاد السيد ذكرياته مع إسلام إمام، حيث التقى به لأول مرة كمساعد مخرج في عرض للمخرج خالد جلال، ثم لاحقًا كأحد المتفوقين في ورشة الإخراج بمركز الإبداع الفني، وكان أول أعماله إخراج «الملك لير» برؤية مختلفة، وأضاف السيد أن ورش الإخراج المسرحي يجب ألا تقتصر على التدريب فقط، بل لا بد أن تؤدي إلى خروج عروض وتجارب مسرحية حقيقية، معتبرًا أن الإخراج بالنسبة له هو «لعبة» يستمتع بها، مشددًا على أن التعامل مع النجوم أسهل كثيرًا من التعامل مع أنصاف الموهوبين لأن النجم يعرف أدواته ويخفف الكثير من الأعباء.
من جانبه عبّر المخرج إسلام إمام عن فخره بالوقوف أمام أستاذه عصام السيد، قائلاً: كنت أتابع عروضه في المسرح الكوميدي أثناء دراستي في معهد الفنون المسرحية، وأدين له بالكثير، خاصة فيما تعلمته في تحريك المجاميع خلال احتفالات أكتوبر، وتحدث إمام عن تجربته الفريدة داخل مركز الإبداع الفني، التي شهدت تعاونًا وتنافسًا بين أسماء لامعة مثل عبير علي، ياسر الطوبجي، هشام عطوة، هاني عفيفي وغيرهم.
كما أشار إلى مشاركته كمؤلف ومُعد في مشروع «مسرح التليفزيون» على قناة MBC، حيث تعاون مع عصام السيد في إعداد عروض مثل «اقفش متحرش» و«الحد الأدنى للأجور»، مؤكدًا أن كتابته تنبع دائمًا من خشبة المسرح وليس من خلف المكتب.
وتحدث عصام السيد عن فلسفته الإخراجية قائلًا: لا يوجد شكل واحد للإخراج، فالنص هو ما يفرض الشكل، أنا أخرج كي أستمتع وأتفاعل، وأعتبر نفسي جزءًا من فريق العمل، لا القائد الأوحد.
أما إسلام إمام فأكد أن الإخراج مر بمراحل عدة في مسيرته، مشيرًا إلى أن أعماله مثل «ظل الحمار» و«رجالة وستات» و«هي وهو» كانت محطات هامة، وأضاف: «المسرح القومي مسؤولية كبرى، ولا يجب أن يبدأ المخرج من هناك، بل عليه أن ينضج تجربته أولًا».
وختم «إمام» بالإشادة بأهمية تجربة مسرحة الأماكن التراثية، كقصر الأمير طاز وبيت السحيمي، والتي وصفها بأنها توسع أفق المخرج وتدفعه لتجريب أشكال إبداعية جديدة.
واختتم عصام السيد حديثه بالتأكيد على أن المسرح يجب أن يكون تجربة كاملة، نابضة بالحياة، لا مجرد عرض ينتهي بإسدال الستار، داعيًا إلى إعادة النظر في نماذج التدريب المسرحي، وتوفير البيئة التي تطلق طاقات الشباب وتكرس للإبداع الحقيقي.
من ناحية أخرى، تضمنت الفعاليات تقديم باقة من العروض المتنوعة المشاركة ضمن مسابقات المهرجان، حيث تشهد الدورة الحالية مشاركة 35 عرضًا مسرحيًا في المسابقة الرسمية، وثلاثة عروض على الهامش، تمثل مختلف المؤسسات الفنية والثقافية والمستقلة في مصر، وتتنوع ما بين عروض رسمية وجامعية ومستقلة وخاصة، مما يعكس ثراء المشهد المسرحي المصري وتنوع تجاربه، إلى جانب الندوات الفكرية، بالإضافة إلى تنظيم 30 ورشة تدريبية.
وبإقبال جماهيري كبير، استقبل المهرجان عددًا من العروض المسرحية، منها «الأخوة كرامازوف»، بالإضافة إلى عرض «لعنة زيكار»، و«أوبريت الباروكة»، و«العشاء الأخير»، وكذلك «الأولاد الطيبون يستحقون العطف»، و«الصمت المحكم»، و«حفل تأبين»، و«حكايات الشتا»، إلى جانب باقة متنوعة من العروض الأخرى.
شهد اليوم الخميس 31 يوليو 2025، تحركات ملحوظة في سعر الجنيه المصري أمام الدولار، وذلك وفقًا لأحدث البيانات الرسمية…
نعت الفنانة حنان مطاوع الفنان الراحل، الذي غادر عالمنا صباح اليوم، الأربعاء، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع طويل…
شهدت محركات البحث على جوجل زيادة كبيرة في استفسارات الطلاب حول رابط تسجيل الرغبات، وفي هذا السياق تقدم «بوابة مولانا»…
د.أيمن سمير.قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، «مستعدون للقتال جنباً إلى جنب مع أستراليا حال اندلاع صراع مسلح حول تايوان»،…
شهد يوم الخميس 31 يوليو 2025 استقرارًا نسبيًّا في البنوك المصرية، حيث ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه في 6 بنوك…
أوضحت صحيفة بليك السويسرية السبب الأساسي وراء تعثر انتقال تيدي أوكو لاعب لوزيرن السويسري إلى الزمالك خلال فترة الانتقالات الصيفية…