
اتفق المشاركون في مؤتمر حل الدولتين الذي عُقد في نيويورك على أهمية «إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين» حيث أكد «إعلان نيويورك» على ضرورة إنهاء حكم حركة «حماس» وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وتشكيل لجنة انتقالية لإدارة غزة، كما دعا إلى نشر بعثة دولية مؤقتة في الأراضي الفلسطينية لضمان الاستقرار، مطالباً بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
مواضيع مشابهة: نتنياهو يعلن عن بدء الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية
ترأس خليفة شاهين المرر، وزير الدولة، وفد الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر الذي أقيم بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية الشقيقة وجمهورية فرنسا الصديقة، بمشاركة دولية وإقليمية رفيعة المستوى.
استعرض المؤتمر نتائج ثمانية فرق عملت على مدار الأشهر الماضية للتحضير لهذا الحدث، بهدف التوصل إلى توافق حول إجراءات في المسارات السياسية والقانونية والاقتصادية والإنسانية، لرسم الطريق نحو تنفيذ حل الدولتين.
على مدى ثلاثة أيام، أدلت 125 دولة ببيانات في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تم تسليط الضوء على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين.
أكد خليفة شاهين المرر في كلمته خلال المؤتمر، أن اجتماعنا يأتي في وقت يشهد فيه العالم زخماً متزايداً في الإجماع الدولي حول ضرورة حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، كما أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتزايد يوماً بعد يوم، حيث يأتي إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، ليعطي دفعة أكبر نحو تحقيق السلام الدائم والعادل والشامل، لوضع حد لفصل مأساوي من تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الحقائق على الأرض تتطلب منا وقفة صريحة، فبعد 21 شهراً من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حان الوقت للانتقال من محاولات احتواء الصراع إلى معالجة جذوره.
مواضيع مشابهة: اعتقال سارق حقيبة وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية بعد أسبوع من الجريمة
وأضاف المرر: «إن جهودنا في هذا المؤتمر لرسم مسار واضح لتحقيق حل الدولتين يجب ألا تطغى على الأولوية القصوى الواضحة اليوم للعمل على وقف الكارثة الإنسانية المأساوية الجارية في قطاع غزة، واستمرار تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، وتغول المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فالأوضاع الإنسانية في غزة قد بلغت مرحلة حرجة غير مسبوقة توجب على الجميع التصدي لوقف هذه الكارثة، وفي هذا السياق، تتصدر دولة الإمارات الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وستواصل بلادي إيصال الدعم الإغاثي إلى من هم في أمس الحاجة إليه براً وجواً وبحراً، حيث بدأت على الفور عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات في غزة، بالإضافة إلى قوافل المساعدات البرية والبحرية
مع معالجة الأوضاع الإنسانية، أكد المرر أنه لابد من العمل على وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتضافر الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة، تمهيداً لحل مستدام للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين.
وشدد على أنه لتحقيق السلام المستدام، نرى أولاً أهمية الدفع لخلق إرادة سياسية تؤمن بأن الحل السياسي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين، هو الخيار الوحيد الواقعي الذي يقود إلى السلام المستدام، عبر عملية تفاوضية جادة بين الأطراف، وبرعاية إقليمية ودولية، وثانياً، ولتجنب استمرار الصراع وتكرار المواجهات والعنف، لابد من خلق أفق سياسي باعتماد خارطة طريق واضحة وملزمة لا يمكن التراجع عنها، لمسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، تعيش بسلام وأمان جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وأن تلتزم كل الأطراف المعنية بإنقاذ خارطة الطريق، وثالثاً، لابد أن يشمل مسار إقامة الدولة الفلسطينية معالجة جذرية لمسائل الإصلاح والحوكمة والأمن، بما يؤمن تمكين سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفؤة ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها وتأمين الأمن والاستقرار وسيادة القانون، وملتزمة بمكافحة التطرف والإرهاب، ورابعاً: لابد أن تتضمن العملية السياسية لتحقيق السلام المستدام بعداً إقليمياً ودولياً تنخرط فيه الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية بجهد تضامني يؤدي إلى مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة، وإنهاء دوامة العنف والمواجهات، وحل الأزمات، وإشاعة الاستقرار، وبناء جسور التواصل، وتحقيق التنمية والازدهار لكل دول وشعوب المنطقة، بما يشمل طموح وآمال الفلسطينيين والإسرائيليين
في ختام كلمته، أوضح المرر أن كل يوم يمر دون حل يعمق الجراح، ويُبعد فرص السلام، واليوم، المسار واضح أمامنا، خاصة مع الخطوات والالتزامات التي عبر عنها المجتمع الدولي في مجموعات العمل الثمانية المنبثقة عن هذا المؤتمر، والتي شاركت بلادي في عدد منها، وما نحتاج إليه الآن هو الجرأة والشجاعة السياسية للاتجاه نحو السلام بوصفه الخيار الاستراتيجي الوحيد.
أكد البيان الختامي للمؤتمر على رفض أي تغييرات ديموغرافية في الأراضي الفلسطينية، مطالباً بتسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس التنفيذ الفعال لحل الدولتين.
أوضح أن حل الدولتين هو السبيل لتلبية تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكداً الالتزام باتخاذ خطوات محددة زمنياً لتنفيذ حل الدولتين، وأن الإطار الزمني لتحقيق دولة فلسطينية هو 15 شهراً.
وأشار إلى أن غياب التدابير الحاسمة تجاه حل الدولتين سيعمق الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط، رافضاً التهجير القسري للفلسطينيين الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.
أضاف بيان مؤتمر حل الدولتين أنه يجب على حماس إنهاء سيطرتها على غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية، مؤكداً رفضه لجميع الهجمات التي يقوم بها أي طرف ضد المدنيين.
لفت إلى أنه يجب أن تكون هناك لجنة إدارية انتقالية للعمل في غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية، داعياً دول العالم إلى المساهمة في إنشاء صندوق استئماني دولي مخصص لإعادة إعمار غزة.
اختتم البيان بالتأكيد على ضرورة تنفيذ اتفاق سلام عادل وشامل بين إسرائيل وفلسطين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.
مقال مقترح: اتهام شخصين بالتآمر لتنفيذ هجوم في فرنسا واحتجازهما.
التعليقات