الاتفاق التجاري بين أمريكا وأوروبا.. اقتصادي فرنسي بارز يوضح من هم الرابحون والخاسرون في هذا الصراع التجاري

تم تحديثه الثلاثاء 2025/7/29 06:18 م بتوقيت أبوظبي

بينما استبشر بعض القطاعات الصناعية في أوروبا، تعرضت أخرى لضربة قوية قد تؤثر على آلاف الوظائف، وذلك بعد الإعلان عن الاتفاق التجاري الجديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

هذا الاتفاق الذي أُبرم لتفادي حرب تجارية مدمرة لم يُرضِ الجميع، فمن هم الذين نجاوا من الرسوم الجديدة؟ ومن سيتحمل الأعباء الثقيلة؟ إليكم التفاصيل الكاملة:

في هذا السياق، أوضح الاقتصادي الفرنسي البارز في بنك Natixis للخدمات المصرفية الاستثمارية والشركات، هدريان كامات، لـ”العين الإخبارية” أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، رغم نجاحه في تجنب فرض رسوم جمركية تصل إلى 30%، إلا أنه يحمل تبعات اقتصادية كبيرة على الاقتصاد الأوروبي، وخاصة فرنسا.

وأشار كامات إلى أن الرسوم الجمركية التي تبلغ 15% قد تؤثر بشكل ملحوظ على النمو الاقتصادي الأوروبي، موضحًا أن استمرار تراجع قيمة اليورو والدولار، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية، سيجعل دخول السوق الأمريكية أكثر صعوبة وتكلفة بالنسبة للشركات الفرنسية، خصوصًا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما يرى أن الصناعات الفرنسية الأكثر عرضة للتأثر، مثل المنتجات الفاخرة والمنتجات الصحية والمأكولات المتميزة، قد تواجه تحديات في الحفاظ على تنافسيتها، رغم بعض الإعفاءات الجزئية.

وأثار الإعلان عن النظام الجمركي الجديد ردود فعل واسعة في مختلف الصناعات، من السيارات إلى مستحضرات التجميل، إذ لم يُعامل الجميع على قدم المساواة، حسب محطة “فرانس.إنفو” التلفزيونية الفرنسية.

بينما شكل الاتفاق ارتياحًا للبعض، كان بمثابة صدمة للبعض الآخر، حيث قوبل الاتفاق التجاري الجديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي أُعلن عنه يوم الأحد، بردود فعل متباينة في أوروبا، والسبب يعود إلى فرض رسوم جمركية “عامة” بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية المصدرة إلى الولايات المتحدة.

لكن بعض الصناعات “الاستراتيجية” نجحت في تجنب هذه الضرائب بعد مفاوضات شاقة بين الجانبين، ولا يزال الغموض يكتنف عدة قطاعات مثل الأدوية والصلب والألمنيوم والنبيذ والمشروبات الروحية، وفيما يلي نظرة على أبرز الرابحين والخاسرين من هذا الاتفاق.

قطاع الطيران معفى تمامًا من الرسوم

كما صرحت أورسولا فون دير لاين، ستُعفى عدة قطاعات بالكامل من الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا وفقًا لمبدأ “صفر مقابل صفر”، وشمل هذا الإعفاء “جميع الطائرات ومكوناتها”، حسب رئيسة المفوضية الأوروبية.

ورحب اتحاد صناعات الطيران والفضاء الفرنسية بهذا القرار، واعتبره “جيدًا لصناعة متوازنة بين فرنسا والولايات المتحدة”، ومن المتوقع أن يسهم هذا الإعفاء في الحفاظ على الوظائف الماهرة في فرنسا عبر مختلف مستويات سلسلة الإمداد.

هذا القطاع كان يواجه تهديدًا بتصعيد تجاري، خاصة مع دعوات فرض رسوم متبادلة على الطائرات ومعداتها، إلا أن رئيس شركة إيرباص، غيوم فوري، وصف تلك السياسات سابقًا بأنها “خسارة للطرفين”، وقد تحقق أمله في حل الأزمة، ليواصل القطاع الالتزام باتفاق دولي يعود إلى عام 1979، ينص على إعفاء الطائرات من الرسوم الجمركية، وهو ما ساعد الشركات الأوروبية على التوسع في السوق الأمريكية.

قطاع السيارات أقل تضررًا من المتوقع

بشكل جزئي، يُعتبر الاتفاق خبرًا جيدًا لصناعة السيارات الأوروبية، حيث أن الرسوم الجديدة البالغة 15% أقل وطأة من تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم تصل إلى 30%.

وقد رحبت جمعية صانعي السيارات الأوروبية (ACEA) بالاتفاق، واعتبرته “خطوة مهمة لتخفيف حالة عدم اليقين” التي تهدد القطاع، لكنها أعربت عن أسفها لبقاء الرسوم الجمركية عند مستويات أعلى مما كانت عليه قبل عودة ترامب، وهو ما “يؤثر سلبًا ليس فقط على الصناعة الأوروبية بل الأمريكية أيضًا”.

وفي ألمانيا، حيث تعتمد شركات السيارات بشكل كبير على السوق الأمريكية، استُقبل الاتفاق بنفس الروح، وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس عبر منصة “إكس” أن الاتفاق يُجنّب البلاد “نزاعًا تجاريًا كان سيؤذي الاقتصاد الألماني الموجه نحو التصدير”.

قطاع الألبان الفرنسي مرتاح.. لكنه ليس بمنأى عن الضرر

يُعتبر قطاع الألبان الفرنسي نشطًا جدًا في السوق الأمريكية، حيث يصدر منتجات تتجاوز قيمتها 340 مليون يورو سنويًا (392.4 مليون دولار)، وعلى الرغم من تجنبه رسوم الـ30% التي لوّح بها ترامب سابقًا، إلا أن الوضع الجديد لا يخلو من خسائر.

وقال رئيس اتحاد الصناعات اللبنية في فرنسا، فرانسوا كزافييه هوار: “الرسوم الباهظة كانت ستؤدي إلى تباطؤ كبير في التصدير”، مضيفًا أن الاتفاق “أفضل من الدخول في حرب تجارية، حتى وإن لم يكن في مصلحة الأوروبيين عمومًا”

وأوضح أن المستهلك الأمريكي إما سيدفع أسعارًا أعلى للمنتجات المحمية بتسميات المنشأ، أو أن المنتجات متوسطة ومنخفضة التكلفة ستواجه منافسة من دول أقل تعرضًا للرسوم.

قطاع التجميل يتلقى ضربة قوية

بعد قطاع الطيران، تُعتبر صناعة التجميل ثاني أكبر قطاع تصديري نحو أمريكا، حيث يُصدَّر نحو 13% من إنتاجها، ومع ذلك، لم تنجُ هذه الصناعة من الرسوم الجمركية الجديدة، بل كانت من أكثر المتضررين.

وقال إيمانويل غيشار، المدير العام لاتحاد شركات الجمال: “رغم أن الاتفاق يمنح بعض الرؤية المستقبلية، إلا أنه يؤكد الأخبار السيئة، فبعد أن كانت الرسوم 0% في يناير/كانون الثاني، سنواجه الآن رسومًا بـ15%”

نظرًا لأن الشركات عادة ما تُحمّل هذه الرسوم على سعر البيع، فإن المنتجات الأوروبية قد تصبح أقل جاذبية في السوق الأمريكية، وهو ما يُهدد “نحو 5 آلاف وظيفة في فرنسا وحدها”، بحسب غيشار.

تحذيرات من خسائر فادحة للشركات الصغيرة والمتوسطة

أعلنت “اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة” (CPME) أن الاتفاق الجديد “سيكون له تأثيرات سلبية جدًا على الاقتصاد الفرنسي وسينعكس بشكل مدمر على آلاف الشركات الصغيرة”، وفي بيان رسمي، وصف الاتحاد الاتفاق بأنه “خبر ظاهري جيد، لكنه في الحقيقة مكلف جدًا”، مشيرًا إلى أن الثمن الذي دُفع لتفادي الحرب التجارية “يفوق حدود المنطق”.

وحذّرت CPME من أن الرسوم الجديدة، إلى جانب انخفاض سعر الدولار مقابل اليورو، ستجعل دخول السوق الأمريكية “أكثر صعوبة وتكلفة” للشركات الفرنسية، وخاصة الصغيرة منها، التي لا تملك القدرة على التفاوض المباشر مع الحكومة الأمريكية كما تفعل الشركات الكبرى.

aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA==.

جزيرة ام اند امز.

NL.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *