اختفاء 14.5 مليار يورو يهدد إمبراطورية هيرميس.. هل تواجه الموضة الفرنسية أزمة حقيقية؟

في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في عالم المال والموضة الفرنسية، تصدرت الصحف قضية اختفاء 6 ملايين سهم من أسهم دار الأزياء الفاخرة “هيرميس”.

تتداخل الاتهامات والصراعات القانونية بين وريث العائلة نيكولا بوش ومدير أعماله السابق، الذي توفي في ظروف لا تزال غامضة، مما يثير تساؤلات حول مصير مليارات اليوروهات، وعن المسؤول عن هذه الأحداث، كما ذكرت إذاعة “20 مينيت” الفرنسية.

من بين الأسئلة الملحة في هذه القضية، يتساءل الجميع عما إذا كانت الأسهم قد تم بيعها أم لا، في الوقت الذي كان فيه برنار أرنو، رئيس مجموعة LVMH، يجمع بهدوء حصة في منافسه هيرميس.

نيكولا بوش، أحد ورثة دار الأزياء الفرنسية الراقية “هيرميس”، طالب يوم الإثنين من خلال محاميته بكشف الحقيقة حول اختفاء أسهمه، وذلك عقب وفاة إريك فريماند، مدير ثروته السابق، حيث أفادت كل من صحيفة “تريبيون دي جنيف” ومجلة “لو بوان” الأسبوع الماضي بأن إريك فريماند، الذي كان نيكولا قد تقدم بشكوى ضده، قد أقدم على الانتحار.

علق نيكولا بوش على هذا الحدث المأساوي في بيان عبر محاميته، حيث قال: “تلقيت ببالغ الحزن نبأ وفاة السيد إريك فريماند، في ظروف مأساوية”.

كما أضاف: “آمل بشدة أن تقوم السلطات السويسرية بتوضيح ظروف وفاته في أسرع وقت ممكن”، مشيرًا إلى أنه يوجه “أصدق تعازيه لعائلته”، رغم الخلافات العلنية والقانونية التي كانت قائمة بينهما.

14.5 مليار يورو مفقودة

أوضح نيكولا بوش أن إريك فريماند كان على مدى 25 عامًا “صديقًا ومستشارًا تربطني به علاقة مبنية على الثقة التامة”، لكنه أشار إلى أن علاقتهما “انهارت للأسف نتيجة وقائع بالغة الخطورة تتعلق بأسهمي الستة ملايين في شركة Hermès International، والتي لا تزال الحقيقة الكاملة بشأنها غير معروفة حتى الآن”.

يبلغ نيكولا بوش من العمر 82 عامًا، وهو أحد أبناء الجيل الخامس لمؤسس دار “هيرميس” الشهيرة، التي يقع مقرها في شارع “فوبور سانت أونوريه” بباريس، وقد ورث 6 ملايين سهم، تمثل 5.76% من رأسمال الشركة، والتي تُقدّر حاليًا بحوالي 14.5 مليار يورو.

لا يزال الغموض يحيط بمسألة ما إذا كانت هذه الأسهم قد تم بيعها أم لا، خلال الفترة التي كان فيها برنار أرنو، رئيس مجموعة LVMH، يشتري سرًا حصة في شركة هيرميس المنافسة.

لكن القضية أخذت منحى جديدًا في عام 2023، عندما صرح نيكولا بوش، الذي غالبًا ما يُوصف بأنه في خلاف مع أفراد عائلته، بأنه مفلس، وتقدم بشكوى ضد مدير أعماله السابق، متهمًا إياه باستخدام ترتيبات مالية معقدة لإخفاء أسهمه.

وقد برأ القضاء في جنيف إريك فريماند من التهم الموجهة إليه، غير أن نيكولا بوش، المقيم في سويسرا، قد تقدم بشكوى مماثلة في فرنسا أيضًا.

قال بوش في بيانه: “يجب أن تكون الحقيقة فوق كل اعتبار، ويجب أن تكشف عنها العدالة بكل هدوء وصرامة”.

فيما علق محامو إريك فريماند على وفاته الأسبوع الماضي بالقول إن موكلهم “قد سُحق نفسيًا من شدة الشبهات التي لاحقته”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *