بوجدرة يهاجم أدباء الانفصال الثقافي بينهم صنصال وداوود

انتقد الروائي والمجاهد الجزائري رشيد بوجدرة بعض الكتاب الذين اتهمهم بتمجيد الاستعمار وتشويه نضال الشعب الجزائري، وفي مقدمتهم بوعلام صنصال وكمال داوود، ووصفهم بـ”الإيديولوجيين والانتهازيين” الذين يعانون من “عقدة المستعمر وفقا لمفهوم المفكر فرانز فانون”.

وأكد بوجدرة في حواره مع التلفزيون العمومي الجزائري أن الكتابين “مصابان بأمراض نفسية وبحالة من الاستلاب والانفصام التام عن الفكر والروح الجزائرية، وعن الجزائر كبلد وتاريخ وهوية”، مشيرا إلى أن ما يروجان له من أطروحات وأفكار يتنافى كليا مع الوعي الوطني ويخدم مصالح المستعمر الفرنسي.

وفي السياق ذاته، اعتبر بوجدرة أن كمال داوود “كاتب عادي”، مشيرا إلى أنه كان في مقالاته الصحفية “يسب الجزائريين ويمجد الاستعمار، بل وذهب إلى حد انتقاد الثورة الجزائرية نفسها”، في إشارة إلى ما وصفه بانحراف فكري خطير عن ثوابت الأمة.

أما بوعلام صنصال، فوصفه بأنه “مهرّج ومريض نفسيا”، وروج “لادعاءات لا أساس لها” و”أطروحات خطيرة”، مستندا إلى علاقته “الوطيدة مع اليمين المتطرف الفرنسي”.

متابعو الموقع يشاهدون:

وأضاف بوجدرة أن مصير هذا النوع من الكتاب الذين وصفهم بـ”المأجورين” هو النسيان المحتوم، معتبرا أنهم “ظاهرة ظرفية آيلة للزوال”، مؤكداً أنه “بعد سنوات، سيبتلعهم المجتمع الفرنسي قبل غيره”.

وعن مضمون كتابه الجديد “Les Contrebandiers de l’Histoire” ()، بنسخته المنقحة الصادرة عن دار الحكمة، أوضح بوجدرة أن إعادة نشر هذا العمل، الذي طرح لأول مرة قبل سبع سنوات، يهدف إلى “كشف الخفايا وتنبيه الشعب الجزائري إلى محاولات التزوير الممنهج لتاريخه المجيد”.

وأكد صاحب “ألف وعام من الحنين” أن بعض الكتاب عمدوا إلى تحريف الحقائق وتشويه ذاكرة الأمة، بدافع الربح المادي والشهرة ونيل رضا المستعمر القديم، معتبرا أن ما يقومون به يمثل فسادا فكريا خطيرا يستهدف هوية الأمة وماضيها التحرري.

وعلى إثر ذلك، دعا رشيد بوجدرة المثقفين الجزائريين إلى الاصطفاف في صف الوطن والرد على حملات التشويه، من خلال ما وصفه بـ”حرب القلم” وخلق هجوم ثقافي مضاد، يعتمد على الكلمة والموقف والفكر الرصين.

كما شدد على ضرورة مراجعة طريقة تناول قضايا التاريخ والذاكرة الوطنية في المدارس والجامعات الجزائرية، معتبرا أن ذلك يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات طمس الحقائق وتزوير التاريخ الوطني.

وتأتي تصريحات الروائي رشيد بوجدرة ردا عن بعض الكتاب على شاكلة بوعلام صنصال وكمال داوود الذي أثاروا في أكثر من مناسبة موجات من الجدل داخل الجزائر وخارجها، منحازين للخطاب الفرنسي في محاولة لتبييض للاستعمار أو شرعنة لممارساته.

واستقبل الرئيس عبد المجيد تبون، أمس الإثنين، الكاتب والروائي رشيد بوجدرة، في قصر المرادية.