تتسابق الرباط بين العواصم في محاولة حثيثة لجمع التأييد لمقترحها بالحكم الذاتي، حيث تسعى لتحويل الاحتلال في الصحراء الغربية إلى مشروع شرعي تحت غطاء دبلوماسي، وفي هذا السياق، تروج المملكة المغربية لدعم مقترح الحكم الذاتي من قبل أي دولة على أنه انتصار دبلوماسي، معتبرة أنه سيؤدي إلى تغيير واقع أن الصحراء الغربية تُصنف كقضية تصفية استعمار لدى هيئة الأمم المتحدة.
أعادت زيارة الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، إلى المغرب، وما تخللها من تأييد لمقترح الحكم الذاتي، تسليط الضوء على الاتهامات الموجهة للرباط بانتهاج “دبلوماسية الدولارات” لشراء المواقف في ملف الصحراء، وما زاد من ترسيخ هذه الأطروحة أن شخصية مثقلة بملفات فساد، مما جعل تأييده يُعتبر من قبل كثيرين أقرب إلى صفقة مالية منه إلى موقف مبدئي، خصوصًا وأنه كان من داعمي القضية الصحراوية خلال فترة رئاسته لجنوب إفريقيا.
مواضيع مشابهة: مالطا تعلن عن إصلاح سفينة من أسطول الحرية بعد هجوم بطائرات مسيرة
دبلوماسية الدولارات
ورجّح الأمين العام السابق لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، فلويد شيفامبو، وأمين عام الحزب الحالي، فيكيلي مبالولا، أن زوما قد باع موقفه من أجل المال أو مكاسب مادية أخرى، ويرى معهد الدراسات الأمنية الإفريقي أن هذه الترجيحات معقولة بالنظر إلى تاريخ زوما المليء بالفساد والاستيلاء على الدولة خلال فترة رئاسته، وأكد شيفامبو ومبالولا أن المصالح المادية تقف وراء تغيير ولاء الدول الإفريقية وغيرها لمواقفها من قضية الصحراء الغربية مؤخرًا، ويرى معهد الدراسات الأمنية الإفريقي، من خلال دبلوماسي جنوب إفريقي متقاعد، أن الاستخدام المعتاد للمغرب للمال جعل زوما يقع في فخ الحملة الاستراتيجية للمغرب لكسب تأييد الدول الإفريقية لمقترح الحكم الذاتي.
وكشف المعهد أن أغلب الدعم الذي تلقته الرباط إزاء مقترحها يأتي في معظمه من دول غرب إفريقيا، بينما تدعم أغلب دول جنوب القارة استقلال الصحراء الغربية.
من نفس التصنيف: عيد العمال في إسطنبول يشهد نشر 50 ألف شرطي واعتقال 400 متظاهر
نشوة مغربية بلا غنيمة
صخب الدبلوماسية المغربية كلما استمالت دولة ما لدعم مقترح الحكم الذاتي لا يلغي حقيقة أن الأمم المتحدة تصنف القضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار لا تُحل إلا بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وقد شكّك وزير الخارجية الصحراوي في حصول المغرب على دعم خطة الحكم الذاتي، مؤكدًا أن التحولات التي يروج لها المغرب جاءت في بيانات مشتركة مع دول مثل كينيا وغانا، وليس في بيانات رسمية.
التعليقات