
شهدت أسواق الأسهم اليوم الثلاثاء تباينًا في الأداء، حيث تلاشى التفاؤل الذي نتج عن اتفاقيات التجارة الأمريكية الأخيرة، وبدأ المستثمرون في توجيه أنظارهم نحو أرباح الشركات، بالإضافة إلى اجتماع السياسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في الوقت نفسه، ساهمت المكاسب القوية في الأسهم الأوروبية في ارتفاع مؤشرات المنطقة، بينما واصلت الأسهم اليابانية تراجعها للجلسة الثالثة على التوالي، وسط مخاوف من تداعيات الاتفاقات التجارية الجديدة ونتائج الشركات.
مواضيع مشابهة: انخفاض ملحوظ بنسبة 10.3% في عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق في مصر خلال عام 2024
على الرغم من أن اتفاق دونالد ترامب مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد اعتُبر أفضل من مواجهة جمركية، إلا أن المراقبين أشاروا إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي بنسبة 15% – دون فرض أي رسوم على السلع الأمريكية – لا تزال مرتفعة مقارنة بالفترات السابقة.
هذا الاتفاق، الذي جاء بعد اتفاق مشابه مع اليابان الأسبوع الماضي، أثار قلق الكثيرين بشأن العواقب الاقتصادية، لا سيما بالنسبة لشركات السيارات. قال ستيفن إينيس من شركة SPI لإدارة الأصول: “قد تكون الضريبة الشاملة بنسبة 15% على واردات الاتحاد الأوروبي واليابان قد ساعدت الأسواق على تجاوز مأزقها، لكنها ليست حلاً سهلاً”.
وأضاف: “مع وصول متوسط معدل الرسوم الجمركية الأمريكية الفعلي إلى 18.2%، لا يزال هناك حاجز كبير أمام التجارة العالمية، ورغم أن الخطر الناجم عن التقلبات الحادة لم يتفاقم، إلا أن تأثيره المحتمل على الاقتصاد العالمي لا يزال قائمًا”.
من جانبه، أشار راي أتريل من بنك أستراليا الوطني إلى أن الأسواق استنتجت بسرعة أن هذه الأخبار الجيدة نسبيًا لا تزال، من حيث القيمة المطلقة، أخبارًا سيئة فيما يتعلق بتداعياتها على المدى القريب (حتى عام 2025) على نمو منطقة اليورو.
كما يراقب المتداولون المحادثات الأمريكية مع اقتصادات رئيسية أخرى، بما في ذلك الهند وكوريا الجنوبية.
بعد يومٍ فاتر في وول ستريت، والذي شهد تسجيل مؤشري ستاندرد آند بورز وناسداك أرقامًا قياسية، تباينت أداء الأسواق في آسيا، حيث سجلت طوكيو وهونغ كونغ وسنغافورة ومانيلا وتايبيه خسائر، بينما ارتفعت أسهم شنغهاي وسيدني وسيول وويلينغتون ومومباي وبانكوك وجاكرتا.
الأسواق الأوروبية
افتتحت أوروبا اليوم بشكل جيد، حيث ارتفعت جميع أسواق لندن وباريس وفرانكفورت صباحًا.
حيث صعد المؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.3% بحلول الساعة 15:15 بتوقيت أبوظبي، مدعومًا بمكاسب شركات كبرى، أبرزها مجموعة إيسيلور لوكسوتيكا الفرنسية الإيطالية، التي ارتفع سهمها بنسبة 5.4% بعد إعلانها عن نمو في الأرباح التشغيلية رغم الضغوط الجمركية.
كما قفز سهم فيليبس الهولندية بنسبة 9% بعد تخفيض الشركة تقديراتها السلبية لتأثير الرسوم، وذلك بفضل الاتفاق التجاري الذي وُقع هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في المقابل، تراجع سهم إنش كاب لتوزيع السيارات بنسبة 6.3% بعد تسجيل أرباح دون التوقعات للنصف الأول.
حافظ اليورو على خسائره التي سجلها يوم الاثنين، متأثرًا بتداعيات المخاوف بشأن آثار اتفاقية التجارة على منطقة اليورو.
واختتم اليوم الأول من يومين من المفاوضات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين في ستوكهولم يوم الاثنين دون الكشف عن أي تفاصيل، على الرغم من وجود آمال في اتفاقهما على تمديد هدنة مدتها 90 يومًا تنتهي في 12 أغسطس.
وفرضت الدولتان رسومًا جمركية من ثلاثة أرقام على بعضهما البعض في وقت سابق من هذا العام، لكنهما تراجعتا عنها بموجب الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في مايو.
السوق الياباني
أما في آسيا، فقد خالف المؤشر نيكي الياباني الاتجاه الأوروبي وأغلق منخفضًا بنسبة 0.79% عند 40674.55 نقطة، وسط موجة جني أرباح وترقب لإعلانات أرباح الشركات.
كما انخفض المؤشر توبكس بنسبة 0.75%، متأثرًا بمخاوف من تداعيات رسوم جمركية جديدة بنسبة 15% على الصادرات إلى الولايات المتحدة، ضمن اتفاق تجاري تم توقيعه الأسبوع الماضي.
وذكر هيرويوكي أوينو، المحلل الكبير لدى سوميتومو ميتسوي ترست لإدارة الأصول، أن السوق اليابانية تواجه ضغطًا إضافيًا نتيجة الغموض السياسي، خاصة بعد تراجع شعبية رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا عقب خسارة الانتخابات البرلمانية، على الرغم من تأكيده البقاء في منصبه.
ممكن يعجبك: سعر الذهب اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 في السعودية لعيار 18 هو 307.50 ريال.
وقادت أسهم الرقائق الإلكترونية الانخفاض في طوكيو، حيث خسر سهم ليزرتك 8.3%، وتراجع طوكيو إلكترون بنسبة 1.2%، وأدفانتست بنسبة 1%، كما انخفض قطاع السيارات بنسبة 1.83%، ليسجل أسوأ أداء بين القطاعات.
وفي المقابل، صعد سهم نومورا ريسيرش بنسبة 8.33% بعد إعلان الشركة عن زيادة بنسبة 17% في صافي أرباحها الفصلية، مما قد يشير إلى بعض التفاؤل في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
تطلعات وول ستريت
يتطلع المستثمرون أيضًا إلى أيام حافلة بالنشاط تشمل أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة مثل أبل ومايكروسوفت وميتا وأمازون، بالإضافة إلى بيانات حول النمو الاقتصادي الأمريكي وفرص العمل.
كل ذلك يأتي مع اختتام مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه للسياسة النقدية وسط ضغوط متزايدة من ترامب لخفض أسعار الفائدة، حتى مع استمرار ارتفاع التضخم.
بينما يُتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، إلا أن بيانه الصادر بعد الاجتماع وتعليقات رئيسه جيروم باول ستُدرس بعناية بحثًا عن مؤشرات حول خططه للنصف الثاني من العام في ضوء الرسوم الجمركية.
أسعار النفط
انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء في ظل ضبابية التوقعات الاقتصادية العالمية بعد اتفاق التجارة الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما ينتظر المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات، بما يعادل 0.1%، إلى 69.98 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:25 بتوقيت أبوظبي، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتًا، أي 0.2%، إلى 66.60 دولار للبرميل.
أغلق كلا العقدين على ارتفاع بأكثر من اثنين بالمئة في الجلسة السابقة، ولامس برنت أعلى مستوى له منذ 18 يوليو، بعد أن قلص ترامب الموعد النهائي لروسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا إلى 7 أو 9 أغسطس، وتعهد بمعاقبة الدول التي تشتري نفطها الخام.
الذهب يستقر
شهدت أسعار الذهب تغيرًا طفيفًا اليوم الثلاثاء، وحومت قرب أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، بعدما قوضت قوة الدولار وانحسار المخاوف من حرب تجارية عالمية جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3318.71 دولار للأوقية بحلول الساعة 10:01 بتوقيت أبوظبي، وكان قد سجل أدنى مستوى له منذ التاسع من يوليو في الجلسة السابقة.
وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2% إلى 3317.50 دولار.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى كيه.سي.إم تريد: “تداول الذهب عند حوالي 3300 دولار أو أقل يثير شهية المشترين، ورغم أن العوامل المحركة للسوق على المدى القريب، مثل اتفاقيات التجارة وارتفاع الدولار، لا تدعم الذهب، إلا أنه بالنظر إلى المستقبل، لا تزال هناك إمكانية للصعود”.
التعليقات