تايلاند وكمبوديا تتفقان على هدنة غير مشروطة لتعزيز السلام والاستقرار

أعلنت تايلاند وكمبوديا عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل “غير مشروط”، وذلك وفق ما صرح به رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الذي قام بدور الوساطة بين الطرفين، وقد حظي هذا الاتفاق بترحيب دولي من عدة أطراف، بما في ذلك الصين والاتحاد الأوروبي.

جاء هذا الاتفاق بعد مفاوضات جرت في العاصمة الماليزية بوتراجايا، حيث اجتمع رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي مع رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، في خطوة تهدف إلى إنهاء الاشتباكات المسلحة التي اندلعت على الحدود المشتركة منذ خمسة أيام.

وأوضح أنور إبراهيم أن الاتفاق ينص على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والذي بدأ سريانه من منتصف ليلة أمس الاثنين/الثلاثاء 28 يوليو، واعتبر أن هذا التفاهم يمثل “تسوية للمضي قدماً”.

وقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط ما لا يقل عن 35 قتيلاً، بينهم جنود ومدنيون، بالإضافة إلى نزوح حوالي 200 ألف شخص من المناطق الحدودية التي تعرضت لقصف مدفعي وجوي مكثف، خاصة في محيط المعابد الأثرية المتنازع عليها.

تاريخياً، ترتبط الدولتان بخلافات طويلة حول ترسيم الحدود تعود إلى فترة الهند الصينية الفرنسية، لكن هذه الجولة من العنف تُعتبر الأعنف منذ عام 2011.

على الرغم من الدعوات الدولية المتكررة للتهدئة، استمر القتال حتى بدء المحادثات، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بشأن من بدأ الأعمال العدائية.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة عن عدم ثقته في نوايا كمبوديا، مؤكداً الحاجة إلى مزيد من المحادثات الثنائية للتفاوض على تفاصيل وقف إطلاق النار، محذراً من أن الاتفاق لا يعني عودة الأمور إلى سابق عهدها.

في المقابل، اتهمت كمبوديا القوات التايلاندية بشن هجمات على المعابد المتنازع عليها، مشيرة إلى استخدام الجانب التايلاندي لأسلحة ثقيلة ونشر قوات كبيرة، حيث شهدت منطقة سامراونغ الكمبودية في شمال غرب البلاد دوي قصف مدفعي في الليلة التي سبقت الاتفاق.

وأفاد الجيش التايلاندي بأن المعارك دارت في سبعة مواقع مختلفة، متوقعاً تنفيذ عملية عسكرية واسعة من الجانب الكمبودي.

تدخلت الولايات المتحدة والصين في الوساطة، حيث دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين إلى التوصل لاتفاق سريع خلال مكالمات هاتفية مع الزعيمين التايلاندي والكمبودي.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن ممثلين أمريكيين موجودون في ماليزيا لدعم جهود السلام، مشدداً على أهمية إنهاء النزاع في أقرب وقت.

كما رحبت الصين بخفض التصعيد، داعية الطرفين إلى مراعاة مصلحة شعبيهما والتحلي بضبط النفس والتوصل إلى وقف إطلاق النار سريعاً.

تسببت هذه الأزمة في تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، مع تراجع كبير في التبادلات التجارية وتصاعد الخطاب القومي، وذلك عقب مقتل جندي من الخمير في تبادل لإطلاق النار في مايو الماضي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *